فموضوعنا اليوم هو بعنوان " وقفات حول
سورة ق "
توضيح بسيط لفضل
سورة " ق " من السنة المطهرة عن طريق ذكر بعض الأحاديث التي تعرضت لسورة " ق " :-
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَازِنِىِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِىَّ مَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى الأَضْحَى وَالْفِطْرِ فَقَالَ كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) وَ (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)
حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ عَنْ بِنْتٍ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ مَا حَفِظْتُ (ق) إِلاَّ مِنْ فِى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ. قَالَتْ وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَاحِدًا.
وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الأَنْصَارِىُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَاحِدًا سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ وَمَا أَخَذْتُ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) إِلاَّ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ.
التنور / الفرن
فمما سبق نعرف أن رسول الله كان يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبيرة كالعيد والجمع لاشتمالها علي ابتداء الخلق والبعث والنشور والمعاد والقيام والحساب والجنة والنار والثواب والعقاب والترغيب والترهيب والله أعلم .
و" ق " هو حرف من حروف الهجاء المذكور في أوائل السور الله وحده يعلم تفسيره وليس في الاجتهاد فيه من محل .
والآن بعد أن تعرفنا علي بعض من قيمة هذه السورة الكريمة فلنا وقفه مع بضع آيات هذه السورة الكريمة ألا وهما " وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ{31} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ{32} مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ{33} ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ{34} لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ{35} "
فهذه الآيات في أشد الخطورة والموضوعية ونحن في حاجة إلي بيانها والتحدث عما فيها من خير وفير ورزق كثير فتلك الآيات تدلنا علي موضوع كلنا في أمس الحاجة إليه ألا وهو :-
" الصفات الأربعة لمن تقرب لهم الجنة "
فبداية هذه الآيات تدلنا علي أن الجنة سوف تقرب للمتقين قربا ًشديداً لا يحتاج منهم العناء للوصول للجنة فالجنة التي في اشتياق اليهم وهم أيضا في اشتياق لها ولوجه ربهم الكريم رزقنا الله رؤية وجهه الكريم ولكن هذا التكريم لابد له من شروط توضحها الآيات التي تليها ولقد ذكر الله عزوجل أن هذا التكريم محقق لأربع صفات نتوالي في بيانها كي نتمكن من أن تكون فينا إن لم تكن .
1) الأواب / هو الذي رجع إلي الله عزوجل وترك معاصيه وأقبل علي طاعته .
وقال عبيد بن عمير / الأواب – هو الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها .
وقال مجاهد / هو الذي إذا ذكر ذنبه استغفر الله منه .
وقال سعيد بن المسيب / هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب .
2) حفيظاً / قال ابن عباس – حافظاً لما ائتمنه الله عليه وافترضه .
وقال قتاده / حافظ لما استودعه الله من حقه ونعمته .
3) الذي يخشي الله بالغيب كما في قوله " من خشي الرحمن بالغيب " ق 33
فخشية الله بالغيب تضمن العديد من مسائل العقيدة الصحيحة فتضمن الإقرار بوجود الله وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه علي تفاصيل أحوال العبد وتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله وهذا كله يتحقق بالتدقيق الشديد في أدق تفاصيل حياتنا فالعرض مغري ويستحق العناء من اجله .
4) والأنابه كما في قوله تعالي " وجاء بقلب منيب " ق 33
أي انه رجع عن معاصي الله عزوجل وأقبل علي طاعته عزوجل وأناب .
والأنابه / هي عكوف القلب علي طاعة الله ومحبته والإقبال عليه .
وفي نهاية الحديث أحب أن أدعوا الله عزوجل خاشعاً متضرعاً أن يقبل مني هذا العمل لوجهه الكريم وأن يستخرج مني ما يرضيه عني وأن يهديني ويجعلني هادياً لمن أهتدي وأن يرزقني الإخلاص وحسن الخاتمة وصلي اللهم علي محمد وعلي ال محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي ال إبراهيم ، وبارك اللهم علي محمد وعلي ال محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي ال إبراهيم إنك حميد مجيد .
وأستغفرك اللهم وأتوب إليك .
الهي عصيتك فسترتني
وعدت إليك فقبلتني
ومن الخير يارب أعطيتني
والي الهدي أرشدتني
فأنت الهي واليك مآلي
ورحمتك الهي غايتي
وعفوك سيدي هو مطلبي .
المصادر في الإعداد :-
1) تفسير بن كثير
2) صحيح مسلم
3) الفوائد لابن القيم