حددت دراسة أعدها المستشار المالي والمدير العام لشركة «غلف أنشورانس كونسلتنغ»، صلاح الحليان، سبع نصائح رئيسة للأشخاص الراغبين في بدء الاستثمار، سواء الاستثمار في الأسهم أو العملات أو المعادن الثمينة أو أي نوع من الاستثمار، منبهة إلى أن على من يرغب في الاستثمار أن يدرك أن الحصول على العوائد من الاستثمار ليس مضموناً دائماً، وأن هناك مخاطر عدة مرتبطة بالاستثمار.
وقالت الدراسة، التي صدرت تحت عنوان «أفضل سبع نصائح للاستثمار الناجح»، إن أولى النصائح السبع تتمثل في اتباع النصيحة الشهيرة لأحد أغنى رجال العالم، وارن بافيت (الذي قدرت صافي ثروته الشخصية بنحو 50 مليار دولار في عام 2008)، وهي «لا تتبع الموضة الرائجة».
وأوضحت أن هذه النصيحة تتمثل في أن تستثمر في مجال ما عندما لا يكون غيرك راغباً فيه، فلا يجب أن تشتري ما هو شعبي ومرغوب وتحاول أن تبلي فيه بلاء حسناً، مثلما يفعل عامة الناس حين يرغبون في الاستثمار في الأسهم عندما يستثمر فيها الجميع، فإذا سمعت أن سهماً معيناً مرغوباً فيه أو يحقق مكاسب لحائزيه فلا يعني ذلك بالضرورة أنه صفقة جيدة للشراء.
وضمن النصيحة الأولى أكدت الدراسة أهمية أن يتابع المستثمر ويراقب السوق بدقة وعناية، وأن يدمج بحثه وأفكاره مع التوقعات، لأن المرافقة العمياء لاختيارات كبار المستثمرين واتجاهات السوق والمحللين قد تكون فكرة خطرة جداً، مشيرة إلى أن هناك أسهماً واستثمارات رائجة يمكن أن تشترى وقتما تكون جاهزة للهبوط، وفي هذه الحالة فإن الفرص ليست جيدة كما تبدو للوهلة الأولى.
ووفقاً للدراسة، فإن النصيحة الثانية تتمثل في ضرورة البحث عن شركات جيدة تمر بأوقات سيئة، فقد تكون الشركة تمر بمرحلة مؤقتة تهبط فيها أسعار الأسهم بسبب حدث طارئ، لكن بما أن وضع الشركة المالي جيد ويقوم على أسس متينة فهناك فرصة كبيرة لأن تعاود الأسهم الارتداد والعودة للارتفاع تدريجياً».
ودللت الدراسة على صحة ذلك بما فعله الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» العالمية، ستيف جوبز، عندما عاد رئيساً تنفيذياً للشركة للمرة الثانية في عام ،1997 فوقتها كانت الشركة تعاني مشكلات جدية (سجلت خسارة صافية بمبلغ 161 مليون دولار في الربع الرابع من العام ذاته)، وبفضل رؤيته والاستمرار في طرح بعض المنتجات المبتكرة الناجحة ارتفع صافي «أبل» بشكل مذهل إلى 4.31 مليارات دولار بحلول الربع الرابع من عام ،2010 مشيرة إلى أن المستثمرين الذين انتهزوا الفرصة بشراء الأسهم بأسعار منخفضة عندما رجع (جوبز) إلى «أبل» في 1997 حققوا مكاسب كبيرة ما لم يكونوا قرروا البيع في وقت مبكر جداً.
من جهته، قال الحليان إن «النصيحة الثالثة لمن يرغب في الاستثمار هي أن يكون صبوراً ويفكر على المدى الطويل، لأن الصبر هو مفتاح النجاح في الاستثمار، والمستثمرون ينبغي عليهم ألا يتوقعوا اً فورية، وينبغي أن يكون استثمارهم غالباً طويل المدى»، موضحاً أنه «في حالة شركة (أبل)، فإن المستثمرين كانوا ينتظرون أكثر من عقد من الزمان للحصول على العوائد الضخمة، وحين قام البعض بالبيع سريعاً للحصول على ربح جيد فوتوا على أنفسهم فرصة تحقيق المزيد من المكاسب، لأنهم لم يكونوا مدركين أن أسعار الأسهم يمكن أن تستمر في الارتفاع».
وأضاف الحليان أن «من الأخطاء الشائعة للمستثمرين (وضع البيض كله في سلة واحدة)، لذا شددت النصيحة الرابعة لنجاح الاستثمار على ضرورة عدم وضع كل الأموال التي يملكها المستثمر في مجال استثماري واحد، بمعنى ضرورة تنويع الاستثمار». وأكد أنه «ينبغي على المستثمر أن يكوّن المحفظة الاستثمارية الجيدة لحماية استثماراته من الأزمات المفاجئة عبر تنويع الاستثمارات وتوزيعها في مجالات عدة، حتى يتجنب المخاطر بتقليل الاعتماد على مجال واحد»، لافتاً إلى أنه «أثناء الانهيار الأخير الذي شهدته الأسواق العالمية، لم تكن مجالات الاستثمار كلها بدرجة السوء نفسها لأسباب كثيرة، فبينما عانت أسهم العقارات بشدة، عانت أسهم الشركات الصيدلانية والمنتجات الاستهلاكية السريعة من انخفاض هامشي فقط، بينما ارتفعت أسهم التكنولوجية نظراً لتفوقها في ابتكار المنتجات الجديدة».
ووفقاً للنصيحة الخامسة التي أوردتها الدراسة، فإنه يجب على المستثمر بناء خطة الاستثمار والعمل بكل جد لأنه من دون خطة استثمارية جيدة، ومحفظة قوية أو فهم قوي للأسواق التي يعمل فيها المستثمر سيعاني من أجل الوصول إلى النجاح، مشددة على أهمية أن يبقى المستثمر متابعاً جيداً لأوضاع السوق الحالية، وأن يضع خطة استثمارية جيدة تتناسب مع أهداف وغايات واضحة له، بالاستعانة بإرشادات الخبراء وآرائهم في الخطة، لكن شرط أن يقوم المستثمر بالعمل بنفسه من خلال البحث قبل أن يتورط في استثمارات كبيرة.
وحذرت الدراسة من أن يقترض الشخص الذي يرغب في الاستثمار أو أن يستثمر بما لا يمكن له تحمله، وبينت ذلك بضرورة اتباع القاعدة الخاصة بأن تستثمر فقط من أموال وضعتها جانباً عن الأموال التي تحتاجها في حياتك ولعائلتك، فلا يجب أن تعتمد أبداً على استثمار لدفع الفواتير أو أي من الضروريات لديك في الحياة، وأشارت إلى أن الفائدة على القرض الشخصي أو على بطاقة الائتمان التي يمكن سحب الأموال منها لبدء الاستثمار تكون حتمية السداد، في حين أن الربح على الاستثمار استغلالاً للأموال المقترضة ليس كذلك، إذ قد تزيد فائدة القرض على العائد المحقق أحياناً.
وذكرت أن هناك الكثير من المفاتيح الاستثمارية الأخرى التي ينبغي على من يرغب في الاستثمار أن يدرسها في مجال الاستثمار، لذا فهو ليس مضطراً لأن يقوم بذلك بمفرده، ويمكن أن يستعين بالخبراء والمستشارين الماليين المتخصصين لمساعدته على اتخاذ القرار الاستثماري السليم، لافتة إلى إمكانية الاستعانة بفريق من المختصين في مجالات الاستثمار المختلفة عبر التواصل مع الموقع الإلكتروني «بيزات» لبناء خطة استثمارية وتبادل الآراء حول الفرص الاستثمارية.