لأول مرة منذ انطلاق التعليم الحكومي في السعودية عام 1346هـ (1926م) دخلت هذا العام صور النساء المنقبات والملثمات إلى كتب اللغة الإنجليزية المطورة المخصصة لطلاب المرحلة الثانوية.
وكشف تقرير نشرته صحيفة (الحياة) في طبعتها السعودية أن كل النساء اللاتي ظهرت صورهن في المنهج كن ملثمات، بغطاء يحجب نصف وجوههن،
إلا أنه بدا لافتاً السماح لصور فوتوغرافية لنساء حقيقيات بالظهور في المناهج، بعدما ظلت المرأة تظهر في المناهج على شكل رسومات فقط.
وجاء في منهج اللغة الإنجليزية للصف الثالث الثانوي من نظام المقررات وفي درس يتحدث عن تقويم التقاليد،
صورة ممرضة محجبة ترتدي كمامة طبية، وهي منشغلة بتجهيز حقنة طبية، فيما يطلب التمرين المصاحب من الطلاب النقاش والتحاور، حول مدى حقيقة تغير نسبة الرجال والنساء في الوظائف التقليدية،
فيما تظهر صورة أخرى لفتاة تقف داخل مختبر علمي وبجوارها مجهر تيليسكوب، ومع أن فتاة المختبر تظهر محجبة الرأس وملثمة، إلا أنه من الواضح أنها في الصورة الأصلية كانت مكشوفة الوجه، إذ يظهر تعديل على الصورة بإضافة لثام يغطي نصف الوجه.
كما لا يظهر أن إضافة صور لفتيات هو الملمح الجديد الوحيد في منهج اللغة الإنجليزية،
إذ إن الرسائل التربوية التي تحض الفتيات على سبر غور التخصصات العلمية الدقيقة بدت ملمحاً جديداً مقارنة بمناهج سابقة،
أما في درس «التغييرات» تبرز صورة لسيدة محجبة الرأس اختار المؤلف أن يضيف لوناً أسود لنصف وجهها السفلي ولجبهتها لتظهر كسيدة منقبة،
فيما تجيب هذه السيدة على سؤال عن موقفها الشخصي من التغيير؟ وهل هو للأفضل أم للأسوأ؟ ولماذا؟ بقولها:
«أعرف الكثير من التغييرات التي حدثت في الـ50 سنة الماضية، وأنتجت فوائد عظيم للبشرية، ولكن أليست تلك التغييرات تمت بسرعة؟» ثم تضيف السيدة في إجابتها عن السؤال عن التغيير بقولها: «أحياناً أعتقد بأن الناس جاهزون لتقبل التغيير مهما كانت تأثيراته في التقاليد، ونحتاج إلى المحافظة على ذلك لأجيال المستقبل».
وإن بدت معظم الصور الواردة في الكتاب لنساء غير سعوديات، فإن المرأة السعودية كان لها حضور أيضاً، ولكن في منهج اللغة الإنكليزية للصف الثاني الثانوي، إذ تضمن درس الترفيه بالمنزل صورة لعائلة سعودية تجلس في صالة المنزل أمام التلفزيون، وتظهر الأم بجوار زوجها وابنها، وهي ترتدي العباءة والنقاب.