خاص- سبق - فيينا: أثنى عدد من القيادات المشاركة في ورش عمل وفعاليات مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، التي اختُتمت مؤخراً في العاصمة النمساوية فيينا، على الدور التاريخي الكبير الذي لعبه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بطرح مبادرته المهمة بتأسيس مركز للحوار لدعم التسامح بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وإصراره على تعزيز السلام والمحبة بين الشعوب.
وحول دور مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تعزيز فرص التفاهم والسلام بين الأديان قال لـ"سبق" الحاخام اليهودي "إلياس سيزنتيك"، الأمين العام منسق منظمة السلام بين الأديان في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي: "هذا المركز وما يحمله من مضامين وأبعاد إنسانية ينم عن الشخصية القيادية العالمية للملك عبدالله بن عبدالعزيز المحبة للعدالة والسلام، كما يدلل على الفكر العالمي لهذا القائد الإنساني الذي نجح في تذليل الصعاب وتقريب البشر، وتعزيز فرص السلام بين المجتمعات وأتباع الأديان بالأسلوب الحسن والمنصف".
وأضاف: "لقد طرح الملك عبدالله بن عبدالعزيز المثال للقائد الحقيقي، ورجل التغيير الإيجابي، بوصفه أحد الزعماء المسلمين الشجعان الذين وضعوا مصلحة أمتهم فوق الخلافات، وهذا أمر لا نجامله فيه، بل فرضه برأيه وأفكاره الإيجابية".
وأشار إلى أنه بوصفه أحد أفراد المجتمع اليهودي يرى أن الجميع يجب أن يلتقوا ويتحاوروا تحت مظلة واحدة، بصرف النظر عن الاختلاف في المذهب الديني، أو الانتماء الطائفي، أو في طريقة الصلاة والعبادة؛ لأننا نتشارك في إله واحد – على حد وصفه -.
أما "تيموثي ساركيانو"، ممثل الأرثوذكس بالقدس المحتلة ، فأكد لـ"سبق" أن "مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعبر بشكل فعلي عن حرصه العميق على تحقيق الوحدة والسلام بين الشعوب، سواء الأفراد أو ممثلي الدول أو القيادات الدينية الذين سيسعون بكل تأكيد إلى إنجاح فكرة المركز والحوار والتقارب بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة والطوائف الدينية بما يعزز تعاونها".
وأضاف: "نعرف أن الملك عبدالله هدف من مبادرته التاريخية إلى تقوية الصداقة بين الناس، وجمعهم للعيش بتناغم وأخوَّة وسلام. وفي عقيدتنا السلام حق للجميع كأبناء للأديان، وهذا المؤتمر الكبير يعكس المنطقية في التفكير، وأن لكل طرف الحق في التساؤل، ومحاولة التواصل مع الآخرين، وحل المشاكل بالطرق السليمة، على الرغم من أنه سيكون هناك سوء فهم، لكن بالحوار ستحل كل المشاكل".
أما المطران "سداوس سيركسيان"، ممثل الأرمن في لبنان، فقال لـ"سبق": "لا شك أن هذه المبادرة من الملك عبدالله تهدف لتوطيد العلاقات الإنسانية، وهي خيرة وذات نية صافية، ومجتمعنا بحاجة لهذه المبادرات، ونحييه عليها، ونتمنى له الشفاء والتوفيق.
وكل مركز عالمي للحوار لا بد أن يجد في بداية عمله تحديات يومية مستمرة، لكن الأشخاص الذين يديرون ويشرفون على عمل كهذا إذا التزموا بمبادئه سيتخطون التحديات، وإذا كان لدينا إيمان فسنواجهها ونتغلب عليها. نعم هناك صعوبات لكن سنتجاوزها بالنوايا المخلصة؛ وبالتالي يجب أن يصل هذا الحوار للشعوب لقطف ثماره، ولإزالة سوء التفاهم بين أتباع الديانات السماوية، وغرس ثقافات متسامحة جديدة".
وشدَّد على أن "هناك الإلحاد، والوثنية، والزواج بين الجنسين الرجل والرجل والمرأة والمرأة، وهي ممارسات تبغضها كل الأديان وترفضها ولا تقبلها، كذلك هناك التطرف في الدين، الذي يسيء له في كل شيء، حتى في حياتنا اليومية، طالما لم نكن واقعيين فسنخسر؛ لأنها ممارسات تسيء للمجتمع الإنساني كله".
وقال: "الحوار الحالي في مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات سيؤدي لفهم واحترام بعضنا لبعض. طبعاً الطريق طويل وشاق، لكن طالما هناك رغبة والتزام سنصل إلى ما نهدف إليه".