لم تستجب المديرية العامة للشؤون الصحية في حائل لمطالب أولياء أمور مرضى لتوفير بعض الأجهزة الطبية الخاصة بمرضاهم المنومين في مستشفى الملك خالد منذ فترات طويلة بسبب أمراض صدرية، وهي أجهزة طلب ضرورة توفيرها استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى الملك خالد لإنقاذ حياة المرضى. واكتفى بعض المسؤولين في صحة حائل بالرد على أولياء الأمور المرضى بقولهم: ''ننتظر فاعل خير للتبرع بتأمينها''، مبررين ذلك بأن هذه النوعيات من الأجهزة لن تستطيع الصحة تأمينها، ما دفع أولياء أمور المرضى إلى تأمينها من حسابهم الخاص بمبالغ باهظة وجلبها للمستشفى.
وقال مطلق عتيق الشمري إن والدته أدخلت مستشفى الملك خالد على خلفية جلطة دماغية، وتحسنت بشكل تدريجي، لكنها أثرت في الرئتين، وأصبح لديها ضيق في التنفس، وطلب الطبيب الاستشاري المعالج في مستشفى الملك خالد ضرورة توفير جهاز اسمه (سي باب) لطرد السموم من الرئتين، وأكد لنا الطبيب أنه غير متوافر في المستشفى. وأضاف الشمري: ذهبت إلى قسم علاقات المرضى في المستشفى لإمكانية تأمينه، لكن الموظف أكد لي أن هذه النوعيات من الأجهزة ليس لديهم إمكانية توفيرها، وأنهم ينتظرون أحد فاعلي الخير ليتبرع بتأمينها، وأصابني رد الموظف بالدهشة، كيف بمستشفى لا يستطيع تأمين أجهزة لمرضاه في ظل الدعم الكبير لميزانية وزارة الصحة من قبل الحكومة، وأبان لم أستطع الصبر وأنا أرى والدتي بين الحياة، والموت وعلى الفور استدنت ثمن الجهاز الذي كلفني نحو 12 ألف ريال، وجلبته لوالدتي في المستشفى، وبعد فترة خرجت والدتي للمنزل وتدهورت حالتها الصحية وأدخلتها المستشفى مرة أخرى، وطلب مني الطبيب أيضا توفير جهاز آخر اسمه (بي باب) كون الأول لا يعمل جيدا، وكذلك جهاز آخر للتنفس، وهو مولد أكسجين كهربائي، وعلى الفور شددت الرحال إلى الرياض، وذهبت إلى إحدى الشركات الطبية، وجلبت الجهازين بمبلغ 16 ألف ريال، بعد أن استدنت المبلغ أيضا، وأحتفظ بالفواتير لدي.
وأضاف: مكثت والدتي قرابة 20 يوما في المستشفى وبمجرد خروجها توجهت بها إلى مستشفى قوى الأمن في الرياض، حيث فوجئت بالاستقبال والعناية الجيدة وتوافر أجهزة (سي باب وبي باب) بكميات كبيرة في قسم الطوارئ، فكيف بالأقسام الأخرى، ووجدت في المستشفى الكثير من الاهتمام والرعاية الجيدة، وعلى الفور وفر لي جهاز سي باب من المستودعات الطبية وسلمت لنا وعدنا إلى حائل.. أيقنت بعد ذلك أن صحة حائل في ضياع تام، فكيف بأجهزة للمريض يؤمنها من خارج المستشفى رغم أن الدولة تصرف ملايينا لراحة المرضى؟ ولماذا نعتمد على فاعل الخير فهل صحة حائل تعيش على التبرعات؟
وقال عبد الله الشمري ولي أمر أحد المرضى في المستشفى: ترقد شقيقتي في المستشفى لتعالج من مرض صدري وضيق في التنفس، وقد فوجئت بطلب الطبيب المعالج إحضار جهاز طبي من خارج المستشفى اسمه سي باب لا يتوافر في المستشفى، ولا يمكن توفيره، وبادرت بتوفيره على حسابي الخاص بمبلغ تجاوز 12 ألف ريال من إحدى الشركات الطبية في حائل.. وتابع: أستغرب لماذا لا تستطيع الصحة خدمة المرضى وتوفير الأجهزة الطبية لها؟ وإن كان بإمكاني شراء الأجهزة، لكن غيري لا يستطيع ذلك فهل يموت مريضه بين يديه؟ ووجه الشمري نداءه إلى وزير الصحة لزيارة مستشفيات حائل، وبحث عدم توفير الأجهزة الطبية التي تكلف المواطن مبالغ لا يطيقها وهناك من لا يستطيع تأمينها.
وفي المقابل، اكتفت المديرية العامة للشؤون الصحية في حائل برد مقتضب على لسان ماجد المعيلي الناطق الإعلامي بعد عدة استفسارات أرسلت للصحة، حيث أكد المعيلي صحة تأمين الأجهزة من قبل ذوي المرضى لمرضاهم الذين يحتاجون للأجهزة، وقال إن المرضى الذين يحتاجون إلى الجهاز في المنزل يتم إبلاغهم عن نوعيته لتوفيره من قبلهم، ووزارة الصحة توفر الأجهزة للمرضي المنومين.