سر السعادة في الدنيا و الآخرة , المفتاح الذي تكسب به قلوب الناس ,, ألا تساءلت يوما ؟؟ لماذا كان الصحابة رضي الله عنهم يحبون النبي صلى الله عليه و سلم أكثر من أنفسهم ؟ أم لماذا كانوا يفدونه بأرواحهم ؟ إذا أمر ابتدروا إلى أمره ، إذا تكلم خفضوا أصواتهم ، و ما يحدون النظر إليه تعظيما له ،، كل هذا ، لأخلاقه العظيمة التي أسر بها قلوبهم . (( فبما رحمة منا لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) .
هل نكتفي بأن نعلم تلك الأخلاق و نحفظها فقط ؟! (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا )) أسوة حسنة ، أخلاقه كانت سجية ، مع جميع الناس ، يحبهم يجاملهم يتلطف معهم يخفف عنهم يتفاعل معهم يرفق بهم يفرح لفرحهم و يحزن لحزنهم ،، الغني منهم و الفقير ، العبد منهم و الأمير ،، كانوا عنده متساوين في البشاشة و الاحتفاء و المحبة .
عجبا لحالنا اليوم ، بعض الناس أخلاقهم تجارية ، لا تكاد ترى منهم ابتسامة أو مجاملة أو تفاعل ,, و لكن تجدهم مع بعض الناس الأغنياء و أصحاب الجاه تحديدا يحسنون التلطف و التفاعل و المجاملة ، (( أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين )) .
أما المؤمن ، فهو يعتبر حسن الخلق عبادة يتقرب بها إلى الله ، يحتسب ابتسامته صدقة ، و مجاملته قربة ، و عفوه و لينه حسنات . و بهذا يفوز بسعادة الدنيا و الآخرة : بمحبة الناس له في الدنيا ، و بالأجر العظيم في الآخرة ، ( ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) رواه أبو داود ( صحيح ) ، ( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل و صائم النهار ) رواه الترمذي ( صحيح ) .
يا الله ، يا له من فضل عظيم ، سهل الحصول عليه ، ما عليك إلا أن تقتدي بنبيك محمد صلى الله عليه و سلم الذي و صفته عائشة رضي الله عنها بأنه كان خلقه القرآن ، يعني ، إذا سمع قوله تعالى ( و أحسنوا إن الله يحب المحسنين ) أحسن ، نعم أحسن إلى الغني و الفقير و العبد المملوك و الأمير ، لا يفرق بينهم و إذا سمع ( فاعفوا و اصفحوا ) عفا و صفح و تسامح ، و إذا سمع ( و قولوا للناس حسنا ) تكلم بأحسن الكلام . و كان صلى الله عليه وسلم يدعو " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عني سيئها إنه لا يصرف سيئها إلا أنت "
جربها و توكل على الله ، و انظر إلى النتائج المذهلة لا تقل " الناس تعوّدوا علي هكذا و لا أستطيع التغير" بل حاول لا تقل " لا أعرف " بل تعلم قال صلى الله عليه و سلم : ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم )