وقد جاءت نتائج تلك الدراسة من تقارير المستشفيات عن 95,000 شخص خضعوا لتلك الجراحة بالدنمرك بين عامي 1998 و2007. وقد قارن الباحثون كل مريض من هؤلاء بثلاثة أشخاص يماثلونه في العمر والنوع لم يخضعوا لجراحة استبدال مفصل. وقد تبين أنه خلال ستة أسابيع من الجراحة أصيب شخص من بين كل 200 مريض ممن خضعوا لجراحة استبدال مفصل الفخذ وواحد من بين كل 500 شخص ممن خضعوا لجراحة استبدال مفصل الركبة بأزمة قلبية.
وقد وجد الباحثون من جامعة Utrecht بهولندا أن العلاقة بين جراحات المفاصل وبين مشاكل القلب تكون عالية بشكل خاص بين المرضى الذين تصل أعمارهم لثمانين عاماً أو أكثر. بينما المرضى الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً لا يواجهون زيادة في مخاطر الإصابة بمشاكل القلب بعد الجراحة كما تقول الدراسة التي نشرت مؤخراً بأرشيف الطب الباطني.
ولم تثبت نتائج هذه الدراسة أن إجراء جراحة تغيير مفصل الفخذ أو الركبة يمكن أن يحدث أزمة قلبية. كما لم يتمكن الباحثون من أخذ كل شيء في الاعتبار مثل زيادة الوزن أو البدانة أو زيادة ضغط الدم.
وتجري جراحة تغيير مفصلي الفخذ والركبة لعلاج حالات التهابات المفاصل الحادة والمتوسطة التي تشيع بين الأشخاص الذين يعانون زيادة بالوزن.
وتقول تقارير المعهد القومي للصحة أن ما يقرب من 800,000 شخص بالولايات المتحدة الأمريكية يحتاجون لجراحة تغيير مفصل الفخذ أو الركبة كل عام. وبعد 10 إلى 15 عام غالباً ما يحتاج المرضى لإجراء جراحة ثانية لاستبدال هذه المفاصل الصناعية بأخرى جديدة.
ويرى الباحث عارف لال محمد أن مثل تلك الجراحة يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على أمراض القلب لأن إحداث جرح داخل العظام يمكن أن يثير تكون الجلطات في النخاع العظمي خاصة في جراحة مفصل الفخذ.
كما يمكن أن يحدث نزيفا بالدم أو نقص إمداد الأكسجين أثناء الجراحة وهو الأمر الذي يزيد من فرص الإصابة بأزمات القلب كما يقول الباحث. "كما أن فترة ما قبل الجراحة تتسبب في ضغوط نفسية كبيرة على المريض".
وينصح الباحث الأشخاص الذين يحتاجون لتلك الجراحة لمناقشة حالة صحة القلب لديهم مع أطبائهم.
"إذا ما كنت تفكر في إجراء جراحة تغيير مفصل الفخذ أو الركبة فعليك أن تقوم بعمل تقييم جيد لحالة قلبك الصحية".