السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرغب في الاستفسار عن أشياء تحصل معي في أمور الدنيا ، أنا بصراحة كنت عاصياً لربي لا أصلي الصلاة بوقتها ، وعملت كل شيْ بحياتي والعياذ بالله . ومن فترة بسيطة حكم عليَّ القدر ووقعت مريضاً ، وتقربت من ربى كثيراً ، وأصبحت أصلي الصلاة بوقتها في المسجد حتى الفجر وإذا فاتتني أي صلاة أندم عليها ، وأنا الآن في حيرة من الأمر ؛ لأني أتصور الموت أن يأتيني بأي وقت وأنا لم أعمل لحياتي شيئاً ينجيني من عذاب الآخرة ؛ علماً بأنني تبت عن كل المعاصي والذنوب ، عسى ربي أن يتوب علي ويتقبل توبتي وطاعتي وإياكم إن شاء الله ، فأنا في كل مكان وبأي وقت يطري عليَّ الموت . وأنا لست خائفاً من الموت لأن الموت حق ولكن خوفي من ربي ـ سبحانه وتعالى ـ بأني لهيت في الدنيا وتركت عبادته جل شأنه ، فأرجو منكم إفادتي : ما معنى تصوري للموت ؟ دائماً أفكر في أولادي وبيتي لم أفكر بالموت ؟مع أنني أذكر الله على طول وأقرأ القرآن والأذكار كلها ، وأحاول بقدر الإمكان تحصيل شيء ينفعني في آخرتي أعاذني الله وإياكم من عذاب الآخرة وعذاب القبر ، فما تفسير هذه الأشياء والوساوس التي تدور في بالي وقلبي ؟حيث أني دائماً أفكر في الآخرة ، وأقول : أجلي قريب! فأرجو منكم الإفادة جزاكم الله خيراً.
......................................
الجواب :
أخي الحبيب : عبد الرزَّاق ـ حفظه الله وبارك فيه ـ
لا أكتمك سرِّاً بأنَّني كنت أغالب دمعاتي فرحاً بتوبتك ، وابتهاجاً لما أراه من خلال رسالتك من صدق في التوبة ، وندم على ما فات من أيام الجاهلية والمعاصي ـ أحسبك كذلك والله حسيبك ولا أزكي على الله أحداً ـ
وحقاً عزيزي عبد الرزَّاق : ما أحلى التوبة ، وما أحلى نسائم الإيمان التي تهبُّ على العبد التائب ، من انشراح بالصدر ، وابتهاج بحلاوة الإيمان ، ورقَّة في القلب والفؤاد !