نشاهد دائماً في الأيام الأولى من شهر محرم بالذات يوم عاشوراء مراسم اللطم والجلد والتعذيب والتي يفعلها الشيعة الإمامية حزناً على الإمام الحسين عليه السلام . ولو عدنا للخلف لكي نعرف بدايتها الفعلية نجد أن هذه الأفعال لا تمت للإسلام بصلة بل هي دخيلة عليه وتعتبر من الغلو الشديد في محبة الحسين .
في المقابل نجد من بعض الفرق وبعض الأشخاص من يغلو غلو عكسي بحيث أن كرهه للشيعة قد يجعله يبغض الحسين أو حتى على الأقل لا يحبه وهذه مشكلة أيضاً .
الحديث الأول ( عن حب الحسين ) في كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري :
حدثني محمد بن صالح بن هانىء ثنا الحسين بن الفضل البجلي ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري : أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى طعام دعوا له قال : فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم أمام القوم و حسين مع الغلمان يلعب فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأخذه فطفق الصبي يفرها هنا مرة و ها هنا مرة فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يضاحكه حتى أخذه قال : فوضع إحدى يديه تحت قفاه و الأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقلبه فقال : حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حين سبط من الأسباط .
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي في التلخيص : صحيح .
الحديث الثاني : ( عن مقتل الحسين ) في مسند أبي يعلى : حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن عبيد أخبرنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه : أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي : إصبر أبا عبد الله إصبر أبا عبد الله بشط الفرات قلت : وماذا يا أبا عبد الله ؟ قال : دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم وعيناه تفيضان قال : قلت : يا نبي الله : أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بل قام جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال : فقال : هل لك أن أشمك من تربته ؟ قال قلت : نعم قال : فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا .
قال حسين سليم أسد : إسناده حسن
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه .