مرض الزهايمر هو مرض شائع تتغير فيه وظائف المخ ويمكن أن تكون هذه التغييرات في المزاج والسلوك صعبة بشكل خاص على مقدمي الرعاية والأحباء. ويوجد حوالي 2.4 إلى 3.1 مليون شخص مصاب بمرض الزهايمر في الولايات المتحدة وأضعاف هذا الرقم حول العالم وفي هذه المقال سوف نناقش بالتفصيل اعراض المرض والأسباب الشائعة وكذلك طرق العلاج فتابع القراءة معنا.
ما هو مرض الزهايمر؟
يمثل مرض الزهايمر حوالي 60 ٪ من جميع حالات الخرف في جميع أنحاء العالم، مما يجعله أكثر أشكال الخرف شيوعًا. ومرض الزهايمر هو مرض تنكس عصبي تدريجي له أعراض تزداد سوءًا تدريجيًا على مدى بضع سنوات. كما هو الحال مع معظم حالات الخرف، وتبدأ أعراض الزهايمر عادة بصعوبات خفية في تذكر الذكريات الحديثة قبل التقدم التدريجي إلى أعراض أكثر حدة (كما هو موضح أدناه). ويعد مرض الزهايمر مرضًا متقدمًا في العمر ويصبح أكثر شيوعًا عن عمر 65 عامًا. ومع ذلك، فإن الإصابة بالخرف ليس جزءًا طبيعيًا أو صحيًا من الشيخوخة. وفي الحالات النادرة، يمكن أن يؤثر مرض الزهايمر على الأفراد الأصغر سنًا (بين 30 و40 عامًا) ويكون ذلك بنسبة حوالي 5٪ من الحالات. وبصرف النظر عن السبب الدقيق لمرض الزهايمر، الذي لا يزال غير مفهوم بشكل جيد، هناك صفتان مرضيتان أساسيتان لمرض الزهايمر وهم لويحات الأميلويد والتشابك وهي عبارة عن بروتينات غير طبيعة. وبمرور الوقت، تساهم هذه البروتينات غير الطبيعية في موت الخلايا العصبية مما يؤدي إلى انكماش معمم في الدماغ (ضمور القشرية)، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرض الزهايمر، وكذلك الوفاة في غضون 9 سنوات بعد بدء الأعراض.
اعراض مرض الزهايمر:
بما أن مرض الزهايمر هو مرض تنكس عصبي تدريجي، فإن الأعراض تكون في البداية خفيفة ومعتدلة، قبل أن تتفاقم تدريجياً على مدى عدة سنوات. ويتفاوت ظهور المرض وشدته وسرعته، بالإضافة إلى وقت الوفاة بشكل كبير بين الأفراد المصابين، اعتمادًا على السبب الدقيق والآلية المعنية. يمكن تقسيم أعراض مرض الزهايمر إلى ثلاث مراحل: أعراض المرحلة المبكرة: فقدان الذاكرة في الأحداث الأخيرة بشكل دقيق، مثل نسيان محادثة أو حدث مؤخرًا، بالإضافة إلى طرح الأسئلة المتكررة وعدم القدرة على اختيار كلمات معينة في المحادثات. وتغيرات مزاجية خفية أو تغييرات سلوكية ليست طبيعية بالنسبة للفرد ويمكن أن تظهر على أنها زيادة في القلق والارتباك قد تشمل الأعراض المعرفية الأخرى صعوبة متزايدة في اتخاذ القرارات وتصبح أكثر ترددًا في أشياء معينة
ومن المهم أن نلاحظ أن اختلال العناصر أو نسيان الأشياء من حين لآخر يعد جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة ولكن عندما يصبح هذا أمرًا روتينيًا، غالبًا ما تكون علامة على الخرف. أعراض المرحلة المتوسطة: تفاقم فقدان الذاكرة الذي يتقدم إلى نسيان أسماء الأشخاص المقربين إليهم، وكذلك نسيان وجوه أحبائهم. تصبح تغيرات الحالة المزاجية أكثر عمقًا مع زيادة القلق والإحباط وعلامات السلوكيات المتكررة أو الاندفاعية. ظهور أعراض الاكتئاب مع القلق
وفي بعض الحالات، قد تكون هناك علامات الأوهام والهلوسة مثل الأرق وأنماط النوم المضطربة وظهور الصعوبات الحركية بما في ذلك فقدان القدرة على الكلام. في هذه المرحلة، تصبح أنشطة الحياة اليومية ضعيفة ويحتاج المرضى عادة إلى مستوى معين من الرعاية والمساعدة، لا سيما مع تقدم المرض. الأعراض المتأخرة: جميع الأعراض المذكورة أعلاه تصبح أكثر شدة، وكذلك سلوكية وحالة المزاجية تصبح أكثر عنفاً وضيقاً. وكذلك يمكن أن يحدث فقدان شديد في الوزن لدى بعض المرضى بسبب مشاكل التغذية.
تقليل أعراض المرض:
تحدث جميع السلوكيات السابقة بشكل أكبر في الليل وسبب ذلك غير واضح بشكل كامل للأطباء ولكن السبب الأقرب لتفاقم هذه السلوكيات في الليل هو العوامل النفسية مثل القلق وانخفاض الرؤية أو الشعور بالوحدة دائما في الليل. وفقًا لجمعية الزهايمر، يمكن لمقدمي الرعاية اتخاذ خطوات للمساعدة في تخفيف الصعوبات المرتبطة بالزهايمر وتشمل: قم بمعرفة طريقة لتسلية المرض بشكل خاص مثل جعله يلف كرة من الخيط او يقص الأوراق او يرسم او غير ذلك. إذا كان النوم الليلي مشكلة عند المريض يمكن أن تجعله ينام في النهار لكي يتجنب المهدئات التي تساعده على النوم في الليل. إبقاء الغرف مضاءة جيدا وهذه تعتبر من أهم العوامل التي تساعد على تقليل من التوتر والقلق عند المريض. محاولة طمأنة الشخص طوال الوقت ووجود مقدم الرعاية الصحية بجواره اغلب الوقت. قلل من المنبهات الخارجية التي تكون في شكل ضوضاء أو تلفاز أو راديو أو زوار؛ ومع ذلك، قد يجد بعض الناس أنه من المريح الاستماع إلى الموسيقى الهادئة باستخدام سماعات الرأس لتقليل أعراض مرض الزهايمر. تقلل من استهلاك الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين في الصباح. المحاولة قدر الإمكان ان لا تتناقش معهم او تتنازع معهم حول أي مشاكل مساءً وبالتأكيد يفضل تجنب ذلك اطلاقا. تحاول ان تشغل وقتهم دائماً بشيء يتطلب جهد مثل الخروج مساءً او الذهاب الي مقهى او مطعم لتناول العشاء ثم العودة للمنزل على القدمين.
أسباب مرض الزهايمر:
السبب الدقيق لغالبية حالات مرض الزهايمر لا يزال غير معروف بشكل كامل، ومع ذلك، حوالي 5-10 ٪ من جميع الحالات بسبب الاختلافات الجينية، والتي يمكن تشخيصها الآن بشكل جيد. والحالات بسبب الاختلافات الجينية تسمى مرض الزهايمر العائلي ويرجع ذلك إلى الطفرات الوراثية الموروثة إلى الجينات الرئيسية. وهناك ثلاثة جينات رئيسية مرتبطة بالأشكال الجينية لمرض الزهايمر وهم: APP ، PSEN1 و PSEN2. وتشارك كل هذه الجينات في معالجة الأميلويد وإنتاج لويحات بيتا أميلويد ، وهم السمة الرئيسية لمرض الزهايمر كما ذكرنا أعلاه. لذلك، فإن وجود تاريخ عائلي للخرف قد يوحي بأن طفرات جينية معينة قد توجد في مجموعة الجينات في الأسرة، وأنه قد يكون لديك خطر متزايد للإصابة بمرض الزهايمر. ويجب أن يتم تقديم الفحص الجيني والاستشارات الوراثية في هذه الحالة.
علاج مرض الزهايمر:
لا يوجد علاج لمرض الزهايمر في الوقت الحالي، ولا يوجد علاجات رئيسية لتعديل المرض. ومع ذلك، هناك العديد من الأدوية يمكن أن تحسن الأعراض بشكل مؤقت. هذه الأدوية تدير الحالة فقط عن طريق المساعدة في علاج بعض الأعراض؛ ومع ذلك، لا يعامل أي منهم الأسباب الكامنة وراء المرض. ويوجد علاجات لا تعتمد على الدواء مثل: إعادة التأهيل الإدراكي وذلك يكون بالتزامن مع أخصائي علاج مدرّب، ومقدم رعاية صحية، حيث يمكن تحقيق الأهداف الشخصية ببطء مثل أداء المهام اليومية ببطء. التحفيز المعرفي عن طريق المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي يمكن أن تساعد في تحسين مهارات الذاكرة وحل المشكلات مرض الزهايمر. التحدث عن ذكريات الماضي باستخدام الوسائل البصرية (مثل الصور) وهذا يمكن أن يحسن المزاج.
ويمكن استخدام الأدوية التي تقلل الأعراض مع العلاجات التي لا تعتمد على الأدوية في نفس الوقت حتى تساعد علي تحسين الحالة قدر الإمكان في أسرع وقت وتقلل من ظهور جميع الاعراض التي ذكرنها في المقال.