: أكد كبير محللي البنك الأهلي الدكتور سعيد الشيخ على ضرورة توجه الدولة لرفع رواتب موظفي القطاع العام والخاص لمواجهة التضخم الذي يجتاح السلع الأساسية في الوقت الراهن، الذي بدأ يشعر المواطنون بأثرها منذ 2007 وهي تزداد سنوياً بنسب تختلف، حتى وصلت إلى %11.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده حول مستوى تفاؤل الشركات في السعودية بالتعاون مع ودان آند براند ستريت “إن العائد على السندات الحكومية الموجودة بخزائن البنوك الأمريكية سيكون متواضعاً خلال السنوات المقبلة نظراً لضعف نمو الاقتصاد الأمريكي”.وأشار إلى أن التحذيرات بشأن التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي حول توسع المملكة وغيرها من الحكومات في سياسات الإنفاق المحلي على المشاريع خصوصاً في حالة انخفاض أسعار برميل النفط الحالية هي في محلها، لا سيما وأن احتياطات النفط ستستنفد جراء استنفادها في تكلفة المشاريع، التي تتطلب توفير ميزانيات مناسبة لسياسة التوسع. وفي نفس السياق، أوضح الشيخ أن أسعار النفط مرتبطة بالدورات الاقتصادية في أمريكا، وأضاف أن القائمين في البنك الدولي يرون أن السياسة النقدية والمالية لابد أن تكون مرتبطة بسياسات الأسواق الناشئة، واقترح بعض الأدوات لجعل السياستين متوازيتين بحيث يعزز الاقتصاد الأمريكي واقتصاد الدول الناشئة.
وبين الشيخ أن الاقتصاد العالمي مازال يعاني تحديات تشمل أزمة الديون السيادية، وتباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يمثل تباطؤ الصادرات السعودية من النفط، وتباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي لـ %1,3 في الربع الثاني بعد أن كان 3,6 في الربع الأول من نفس العام، وبالرغم من ذلك فإن القطاع النفطي قد ارتفع بمقدار عشرة أضعاف، وأشار إلى أن مؤشر التفاؤل للأعمال في السعودية لا يزال إيجابيا، حيث أشار إلى أن هناك أكثر من %59 من الشركات في قطاعات غير النفطية تستثمر في توسعة أعمالها خلال الربع الرابع مقارنة مع %62 في الربع الثالث من نفس العام.
وبيّن أن الدراسات التوسعية لإنتاج النفط الصخري في أمريكا أثّر على أسعار الغاز هناك حيث كانت تترواح أسعاره مابين 5-6 دولارات للوحدة وخلال الأشهر الماضية وصل لـ2.5 دولار لأن أمريكا ليس لديها الكلفة الكافية لتصديره للخارج إذ يتطلب تصديره تهيئة الموانئ وتسييل الغاز، وإذا اتجهت أمريكا لذلك فسوف تنخفض أسعاره عالمياً وهو ما يؤثر سلباً على المملكة.
وقال إن التغيرات الجيوسياسية في العالم تجعل من أسعار النفط مرتفعة ولا تجعل أسعار النفط على مستوى يحفز على الطلب، وأشار إلى أن خفض الصادرات النفطية الإيرانية سبب في ارتفاع الأسعار في العالم.