تقطع النحلة 500 ميلٍ لتنتج ما مقداره نصف ملعقة صغيرة من العسل، قد لا تصدق أن تخزين العسل وإنتاجه هما مهمتا أنثى النحل. لعسل النحل فوائد كثيرة واستخدامات متعددة، إذ يدخل في صناعة العديد من المستحضرات الطبية والتجميلية. ستتعرف من خلال قائمتنا هذه على الدول التي تتصدر المراتب العشر الأولى في مجال إنتاج عسل النحل.. أتمنى لكم المتعة والفائدة..
10 إسبانيا
كثيرون هم من يعملون في مجال إنتاج عسل النحل وتوزيعه في إسبانيا، بيد أن العلامات التجارية التي تتميز بجودتها الفائقة هي Vitalis Honey Syrup و Honey Thousand Flower. تحتل إسبانيا المرتبة العاشرة في قائمتنا هذه، حيث بلغ إجمالي إنتاجها من عسل النحل، وفقًا لآخر التقارير، 37.000 أوقية. بوسعك أن تجد هناك أنواعًا مختلفة من العسل متعدد الأزهار، وخاصة في الجزء الجنوبي، وتحديدًا في مقاطعة غرناطة. إذ تنتشر هناك الأزهار التي تتميز بوفرة عسلها، كزهرة الأفوكادو وزهرة الكستناء والبرتقال وإكليل الجبل والزعتر. وليس ثمة عسلٌ أجود من عسل منطقة Galicia، والذي يستخرج ويصنّع من أزهار التوت البري والكستناء والخلنج. كان إنتاج إسبانيا من العسل هذا العام، والذي ذكرنا آنفًا أنه قد بلغ 37.000 أوقية، هو الأكبر في تاريخها، بينما سجل الإنتاج أدنى مستوياته في سنة 2005، إذ لم يتجاوز 27.230 أوقية. في إسبانيا هناك نحو أربعين شركة تنتج ما يزيد على عشرين طنًا من عسل النحل.
9 إثيوبيا
تحتل إثيوبيا المرتبة التاسعة في قائمتنا هذه، حيث بلغ إجمالي إنتاجها من عسل النحل 39.000 أوقية. علمًا بأنها تعد المنتج الأول للعسل في القارة الأفريقية، بينما تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم في إنتاج شمع العسل. لا تمتلك إثيوبيا التقنية التي تؤهلها لإنتاج كميات ضخمة من العسل والمنافسة في الأسواق العالمية، إلا أن هذا لم يحل بينها وبين أن تكون واحدة من الدول العشر الأولى في مجال إنتاج عسل النحل. تتمثل أغلب منتجات إثيوبيا من عسل النحل في قرص العسل والعسل نفسه. ولم يزل إنتاج إثيوبيا الرئيس مرتكزًا على شمع العسل، والذي تستورده الدول الأوروبية واليابان وبعض الولايات الأمريكية. وفي واقع الأمر، تحظى إثيوبيا بأكبر تجمعات للنحل في أفريقيا، ولقد حافظت بشكل كبير على قرى النحل ومستعمراته، وتتمثل أجود منتجاتها في العسل الطبيعي، والعسل الإثيوبي، والعسل الأبيض.
8 الهند
اكتشف العسل في الهند خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 2000 ق.م و3000 ق.م، وهذا ما تؤكده النصوص الهندية القديمة والتي تعرف بالفيداس. في واقع الأمر، كان العسل أول ما طَعِمَ الهنود القدامى، حيث كان الكثيرون منهم يعيشون في الكهوف والغابات. ومن هنا صار العسل جزءًا من حياتهم، حيث كانوا يعتقدون أنه مركب سحري من شأنه أن يحفظهم ويحمي محاصيلهم وأراضيهم. كانت تربية النحل واحدة من بين أولى المهن التي اهتم الهنود بتطويرها على مر العصور، حتى إنشاء مفوضية المهن القروية، والتي أخذت على عاتقها مهمة تطوير وتنمية المهن المرتبطة بتربية النحل. بحسب آخر التقارير، يقدر إنتاج العسل في الغابات وحدها بنحو 10.000 طنٍ كل عام، ولقد بلغ إنتاج الهند من عسل النحل 52.000 أوقية، مما أهلها لاحتلال المرتبة الثامنة في هذه القائمة. يتم تسويق العسل الهندي لدى الشركات الدوائية ومصانع الأغذية الموجودة في الهند.
7 روسيا
بحسب ما علمناه من كتب التاريخ، كان العسل غذاء الروس المفضل، إلا أن الأمور تغيرت في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي، والذي مهد الطريق أمام ظهور الشوكولا، والمربيات، وغيرها من منتجات الحلوى الأجنبية، ممّا أثر بشكل سلبي على إقبال الروس على عسل النحل. فيما مضى، كان الروس يضيفون عسل النحل إلى الشاي والخبز والكعك. كما كانوا يستخدمونه في منتجات الحليب. برغم الارتفاع الشديد في أسعار منتجات عسل النحل في روسيا، لاحظ الخبراء أن روسيا قد حظيت بارتفاع كبير في الإنتاج برغم انخفاض نسب الاستهلاك بين المواطنين الروس. فلقد بلغ إجمالي إنتاج روسيا من عسل النحل 53.000 أوقية من العسل، ممّا أهلها لاحتلال المرتبة السابعة. يدخل العسل في صناعة بعض الأدوية والعقاقير، ولقد كان من قبل جزءًا رئيسيًا من المائدة الروسية، إلا أن معدلات الاستهلاك الزائدة عن الحد أدت إلى تناقصه بشكل ملحوظ. وعلى أية حال، أعيد إحياء الصناعات المرتبطة بعسل النحل بحلول القرن التاسع عشر، ويقام هناك معرض سنوي لعسل النحل يعرف بياماركا ميودا Yamarka Myoda.
6 المكسيك
منذ عهد المايا، والعسل يشكل جزءًا من مطبخ المكسيك وثقافتها، ولم يزل محتفظًا بمكانته حتى يومنا هذا. يفضل مواطنو المكسيك عسلَ زهرة البرتقال وعسلَ الأفوكادو، وهم يستخدمونه كمحلٍ، كما يستخدمونه في إعداد فواتح الشهية، بينما كان أسلافهم من المايا يستخدمونه لأغراض طبية فقط، علاوة على كونه محليًا غذائيًا. كانت نحلة stingless melliponine والتي تنتشر بأعداد كبيرة في المكسيك، المصدر الرئيس للعسل هناك، ولكن بعد انقراضها، حلت النحلة الأفريقية محلها. يتميز العسل المكسيكي باختلاف ألوانه. وبطبيعة الحال، يمكنك شراء عسل النحل المكسيكي في صورته الطبيعية، أو كحلوى، أو حتى منكّهًا بالمكسرات. تحتل المكسيك المرتبة السادسة في قائمتنا هذه بعد أن بلغ إجمالي إنتاجها من عسل النحل 56.808 أوقية.
5 أوكرانيا
لاحظ الخبراء والاقتصاديون تحسنا كبيرًا في نوعية العسل الذي تنتجه أوكرانيا، تلك الدولة التي تقف على بعد خطوات قليلة من احتلال المركز الأول على مستوى العالم في إنتاج عسل النحل. والأكثر من هذا أنها قد استحقت التقدير من جانب الاتحاد العالمي لمربّي النحل، حيث نالت أربع ميداليات ما بين ذهبية وبرونزية. ولقد ارتفعت صادراتها من عسل النحل بـ 50% مقارنة بما كان عليه الحال في العام 2008، مما يشي بشكل واضح بمدى النمو الذي يشهده إنتاج العسل في أوكرانيا. وفقًا للتقارير المنشورة هناك، يقدر إنتاج أوكرانيا من عسل النحل بما بين 50 إلى 70 ألف طن سنويًا. ولقد لوحظ كذلك أن أعداد النحل هناك تشهد ارتفاعًا متزايدًا، ممّا يفسر لنا السر وراء تفوقها على روسيا في قائمة الدول الأكثر إنتاجًا لعسل النحل. تعد زهرة عباد الشمس المصدر الرئيس لعسل النحل في أوكرانيا، إذ تغطي 50% من الإنتاج الإجمالي، تليها زهرة الأكاسيا والحنطة السوداء بنحو 10% من إجمالي إنتاج أوكرانيا من عسل النحل. بينما تتوزع الأربعين في المائة الباقية على مصادر أخرى. تحتل أوكرانيا المرتبة السادسة في هذه القائمة، حيث بلغ إجمالي إنتاجها من عسل النحل 60.502 أوقية، أي بفارق 5000 أوقية عن روسيا.
4 تركيا
تحتل تركيا المرتبة الرابعة في القائمة التي تضم الدول العشر الأولى في مجال إنتاج عسل النحل، علمًا بأنها الدولة الأولى على مستوى العالم في مجال إنتاج عسل الصنوبر، حيث يتركز ما نسبته 92% من إنتاج عسل الصنوبر في منطقة إيجة، بينما تنتج اليونان النسبة المتبقية. علاوة على ذلك، حازت تركيا على شهادة الجودة في إنتاج العسل العضوي شأنها شأن اسكتلندا ونيوزيلندا والمكسيك ونيكاراغوا. الجيد في الأمر هو أن معدلات استهلاك عسل النحل لم تزل مرتفعة جدًا في تركيا، مما يعني أن مواطني هذه الدولة يفضلون العسل المحلي ويدعمون إنتاجه. يقدر إنتاج تركيا من عسل النحل بـ73.99 أوقية، أي بفارق 13.000 أوقية عن أوكرانيا التي تليها في الترتيب.
3 الأرجنتين
يعد عسل النحل واحدًا من محركات الاقتصاد الأرجنتيني، إذ تدر صادرات عسل النحل على البلاد عوائدَ تقدر بـ 100 مليون دولار. تصدر الأرجنتين إلى الخارج نحو 80% من إنتاجها من عسل النحل، والذي تنتجه شركتا Wet Pampa و Santiago del Estero، وكلتاهما من كبريات الشركات العاملة في مجال إنتاج عسل النحل في الأرجنتين، وفقًا لنتائج إحدى الدراسات التي أجريت في هذا الشأن. علاوة على كونها واحدة من أهم الدول المنتجة لعسل النحل، تسهم الأرجنتين بـ20% من إجمالي صادرات عسل النحل، والتي يتم تسويقها في بلدان عدة. 50% من إنتاجها يصدر إلى ألمانيا. تتمثل أهم منتجات العسل التي تصدرها الأرجنتين في عسل النحل الطبيعي، وعسل النحل الطبيعي عالي الجودة، والعسل الصافي العضوي وغير العضوي. بينما تتمثل الميزة التنافسية التي تعلي من شأن الأرجنتين في هذا المجال في توافرها على الإمكانيات اللازمة للمحافظة على نقاء نتاجها من العسل، مقارنة ببلدان أخرى في أمريكا اللاتينية. أنتجت الأرجنتين ما مجموعه 80.000 أوقية من عسل النحل، أي بفارق 7000 أوقية عن تركيا التي تليها في الترتيب.
2 الولايات المتحدة الأمريكية
برغم الجفاف الذي ضرب أغلب الولايات الأمريكية وكانت له آثاره السلبية على إنتاج العسل ووضعيته الاقتصادية، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من احتلال المرتبة الثانية في قائمة الدول العشر الأولى في مجال إنتاج عسل النحل. والفضل في هذا يعود إلى بعض المصادر الأخرى التي كان لها دورٌ في الحفاظ على مستويات إنتاج العسل واستخراجه، خاصة في مينيسوتا وداكوتا. ثمة مصادر أخرى لعسل النحل موجودة في الشمال الشرقي والشرق وجنوب شرقي وجنوب غربي الولايات المتحدة. أكثر منتجات عسل النحل شعبية هناك هي العسل الطبيعي العضوي، والذي ذاع صيته حتى خارج الولايات المتحدة نظرًا لجودته ومذاقه الطبيعي. ثمة كذلك انتشار واسع النطاق للنحل الأفريقي، وهناك 300 نوع من العسل الذي يستخدم كملقحٍ للمحاصيل الزراعية، ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل وفي العالم أجمع. تنقسم جماعات النحل في الولايات المتحدة إلى قسمين: المستأنسة المعالجَة والبرية غير المعالجَة، وكلتاهما تشكلان المصدر الرئيس لمنتجات عسل النحل الطبيعية والصناعية. أنتجت الولايات المتحدة 82.000 أوقية من العسل، أي بفارق 2000 أوقية عن الأرجنتين التي تحتل المرتبة الثالثة في القائمة.
1 الصين
يعود تاريخ اكتشاف العسل في الصين إلى عهد أسرة زهو، حيث كان طعام الأسر الملكية. وحتى قبل اكتشاف الفوائد الطبية للعسل، استخدمه قدماء الصينيين لأغراض طبية مثل مداواة الجروح. ولقد احتل عسل النحل مكانة بارزة في الطب الشعبي الصيني قبل أن تغزو الأدوية الصينية الأسواق العالمية. حيث كانوا يرون في العسل علاجًا لمشاكل سوء التغذية، ومضادًا للسموم في الدم، ومعززًا لمناعة الجسم ضد الأمراض. ولقد ظلت الصين المنتج الأول لعسل النحل طوال السنوات الماضية، ولم تزل تحتل صدارة هذه القائمة لما كانت المصدر الأول والرئيس لعسل النحل لبلدان عدة في العالم، حتى إن بعض هذه البلدان تنحو إلى إزالة العلامة التجارية الموضوعة على منتجات عسل النحل الصينية لتنسبها لنفسها. في السابق، كانت كل من الأرجنتين والمكسيك المنافستين الرئيستين للصين. بلغ إجمالي إنتاج الصين من عسل النحل 305.000 طنًا، أي بفارق كبير جدًا عن أقرب منافسيها، وهي الولايات المتحدة، والتي تعد من بين الدول المستوردة للعسل الصيني.
وقبل أن نختتم موضوعنا أود أن أذكركم أن العسل والنحل قد ورد ذكرهما في القران الكريم في (سورة محمد آية 15) في قوله تعالى [مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ].
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم ,أو شربة عسل ,أو كية بنار , وأنا أنهى أمتي عن الكي ". (رواه البخارى في الصحيح). وقال - عليه الصلاة والسلام - : "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن"