لا تزال العملة الخضراء تحافظ على جاذبيتها عقب تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتجنيب الولايات المتحدة الأمريكية تفعيل "الجرف المالي" مع مطلع العام المقبل، معرباً أن الحل "يجب أن يكون وظائف ونمو" مشيراً لتفاؤله تجاه انضمام المعسكر الجمهوري للمعسكر الديمقراطي لتجنب "الجرف المالي". الجدير بالذكر أن حديث أوباما قد تزامن مع صدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوح والذي أعرب من خلاله العديد من صانعي السياسة النقدية لدي الفدرالي الأمريكي عن الحاجة للتوسع في سياسات التخفيف الكمي مع مطلع العام المقبل 2013، خاصة في أعقاب إنهاء العمل ببرنامج "تويست" مع نهاية العام الجاري، والذي يقضي بإعادة التوازن لمحفظة حيازة الفدرالي من السندات في صالح السندات طويلة الآجل. لا يزال الحذر والحيطة ينتاب المستثمرين خلال الجلسة الأمريكية في أعقاب البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال التي شهدنها اليوم من قبل أكبر اقتصاد في العالم والتي أوضحت تراجع مبيعات التجزئة بصورة فاقت التوقعات، ناهيك عن البيانات الاقتصادية التي شهدنها اليوم من قبل منطقة اليورو والتي أكدت على وهن الأنشطة الاقتصادية بقيادة القطاع الصناعي في ألمانيا أكبر اقتصاديات القارة العجوز. ذلك بخلاف تباني النقابات العمالية في كلا من أسبانيا وإيطاليا بالإضافة لليونان وإيطاليا اليوم الأربعاء لإضراب عام احتجاجاً على سياسات التقشف التي تفرضها حكومات تلك البلدان على الشعب، بالإضافة لاستمرار الضبابية التي تحيط بمستقبل أثينا المثقلة بالديون في ظلال استمرار تفاقم أزمة الديون السيادية الأوروبية التي تثقل على اقتصاديات منطقة اليورو والاقتصاد العالمي تباعاً. الشيء الذي دفع المستثمرين في نهاية المطاف لاقتناء العملة الخضراء لكونها ذو عائد منخفض تعد ملاذ آمن لحين اتضاح الرؤية، لنشهد بذلك ارتفاع مؤشر الدولار لأعلى مستوياته منذ نحو شهرين خلال الجلسة الأمريكية، خاصة مع تجنب المستثمرين للين في ظلال تفاقم الأوضاع السياسية في ثالث أكبر اقتصاد في العالم.