بعد أن كشفا أوهام السعوديين بنقصه.. استشاريان في جامعة الدمام: أجهزة قياس نقص فيتامين (د) «غير دقيقة».. والتشخيص فيه «إفراط» و«خاطئ»
نسبة نقص فيتامين «د» لدى الأمريكيين فوق الخمسين حسب الجهاز الجديد
"الاقتصادية" من الدمام
أكد طبيبان مختصان في جامعة الدمام أن الأجهزة المتوافرة حاليا لدى المستشفيات والمختبرات في السعودية التي تعتمد تقنية التقييم المناعي الشبهي والإشعاعي أو الربط البروتيني التنافسي أو التقييم الكيماوي الضوئي "غير دقيقة" في تشخيص حالات نقص
فيتامين (د)، مشيرين إلى أن تلك الأجهزة تساهم في إثبات وجود نقص حاد في الفيتامين عند أشخاص مستواه طبيعي لديهم، فيتم إعطاؤهم جرعات عالية من الفيتامين تؤدي لتراكمه في الدم وبالتالي "تسمم المريض". فيما أكدا أن الأطباء يصفون دوما عقار (ون ألفا) كونه الوحيد المغطى من شركات التأمين، على الرغم أنه لا يفضل استخدامه في حالات نقص
فيتامين (د).
نسبة نقص فيتامين (د) لدى الأمريكيين فوق الخمسين حسب الأجهزة القديمة.
وكشف الطبيبان السعوديان أن كثرة المشخصين بنقص فيتامين (د) انتشرت في الفترة الأخيرة بصورة مفرطة في المجتمع السعودي، مؤكدين وجود تباين كبير في قراءات المختبرات الذي بدوره يؤدي إلى التباين في العلاج. جاء ذلك في دراسة حول الثوابت العلمية فيما يخص
فيتامين (د)، قام بها الدكتور عبدالله بن سليمان العمران استشاري ورئيس قسم جراحة العظام، والدكتور وليد البكر استشاري باطنية وغدد صمّاء، بتكليف من جامعة الدمام، بعد تداول المجتمع لمعلومات غير دقيقة حول نقص
فيتامين (د)، وكلا الطبيبن حاصل على مرتبة الشرف الأولى في كلية الطب، كما أنهما حاصلان على جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي مرات عدة. وقال الدكتور عبد الله العمران إن
فيتامين (د) مهم لبناء العظام وتوازن الكالسيوم في الدم، ونقصه قد يؤدي إلى هشاشة العظام وضعف العضلات والوهن والتعب؛ والنقص الشديد قد يؤدي لمرض السكر وتقليل المناعة، أما قضية ارتباطه بأمراض القلب وأورام القولون والبروستات فلم تثبت علميا، بل وجد أن نسبة
فيتامين (د) تنقص مع العمر بشكل طبيعي، ومع تقدم العمر تزيد نسبة الأورام وأمراض القلب، مشيرا إلى أن "العلاقة إحصائية وليست سببية وعلى العكس فقد وجد أن زيادته - بوصف جرعة خاطئة للمريض - ترفع مستوى الكالسيوم في الدم وتؤدي لتصلب الشرايين وأمراض القلب وحتى تكلس عضلة القلب". وأضاف أن أخذ كمية زائدة من
فيتامين (د) لا تؤدي لزيادة فعاليته بل قد تؤدي لنتائج عكسية لأنه يترسب في الجسم ولا يستطيع التخلص منه، لافتا إلى أن
فيتامين (د) ليست له علاقة بالحالة النفسية أو تساقط الشعر أو عدم الحمل وغيرها مما يتداول كثيرا بين الناس. وأشار العمران إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة كثرة المشخصين بنقص
فيتامين (د) بصورة مفرطة في المجتمع السعودي، إضافة للتباين الكبير في قراءات المختبرات مما يؤدي للتباين في العلاج، موضحا أن الأجهزة الحالية المتوافرة لدى المستشفيات والمختبرات هي بتقنية التقييم المناعي الشبهي والإشعاعي (Radio Immuno Assay and IsoImmuno Assay) والربط البروتيني التنافسي (competitive Protein Binding) والتقييم الكيميائي الضوئي (chemiluminescent Immunoassay). ويفجر العمران مفاجأة بأن تلك الأجهزة التي يصفها بغير المكلفة أنها أيضا "غير دقيقة"، مؤكدا أن "كثيرا ما تشخص نقصا حادا في
فيتامين (د) عند أشخاص لديهم المستوى طبيعي وبالتالي العلاج بجرعات عالية مما يؤدي لتراكم الفيتامين في الدم وتسمم المريض، والذي يسبب زيادة مفرطة في الكالسيوم وتصلب بل وتكلس الشرايين والقلب وضعفا في العضلات وشعورا بالتعب، وكذلك حصوات على الكلى، كذلك قد تؤدي زيادة
فيتامين (د) إلى ارتفاع ضغط الدم". ويرى أن المشكلة تكمن في التشخيص ودقة الجهاز، لافتا إلى أنه في الولايات المتحدة منذ أصبح استخدام الجهاز الدقيق HPLC هو الأساس في فحص مستوى
فيتامين (د) قلت الحالات التي تشخص على أنها نقص شديد بالخطأ، وبالتالي قلت الحالات التي تعطى جرعات زائدة من الفيتامين. وكان المستشفى الجامعي ومركز الأمير محمد بن فهد للأبحاث قد وفرا جهازا لقياس
فيتامين (د) بتقنية HPLC، الذي يعد أحدث جهاز يستخدم هذه التقنية، وبلغت تكلفته نحو 450 ألف ريال، إلا أن جدواه الصحية والمالية أكبر بكثير. فيما عزا زميل العمران في الدراسة الدكتور وليد البكر أسباب نقص
فيتامين (د) في المجتمع السعودي إلى قلة التعرض للشمس والاستخدام المفرط لواقي الشمس عند السيدات، وقلة أكل مشتقات الحليب والأجبان والبيض، وانتشار الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والسمنة، لأنها تقلل من امتصاص الفيتامين من الجلد. وحول طرق علاج نقص
فيتامين (د) قال: "إن
فيتامين (د) من الفيتامينات التي تتجمع في الجسم عند زيادتها، ولا يستطيع الجسم إخراجها بسهولة على عكس
فيتامين (ب) بأنواعه وفيتامين (ج)، لهذا فالتشخيص الدقيق أساس العلاج والذي يجب أن يكون بيد استشاريين متخصصين من ذوي الدراية والإلمام التام بالموضوع علميا وإكلينيكيا". وأشار الدكتور البكر إلى أن تصحيح
فيتامين (د) يتم عن طريق قطرات 45 ألف وحدة أسبوعيا لمدة ثمانية أسابيع ثم يعاد التقييم، أو حبوب 50 ألف وحدة أسبوعيا لمدة ثمانية أسابيع ثم يعاد التقييم، أو الحقن 300 ألف وحدة حقنة واحدة ويعاد التقييم بعد ثلاثة أشهر، ولا يفضل استخدام الحقنة إلا في حالات تحوير مسار المعدة ومشكلات الامتصاص. وقال: "أما العلاج بدواء (ون ألفا) فلا يستخدم إلا في حالات مشكاتل الكلى واضطرابات الغدد جار درقية، ولا يفضل استخدامه في حالات نقص
فيتامين (د) مع وظائف طبيعية للكلى لأنه في هذه الحالة يسبب ارتفاعا شديدا في الكالسيوم، ومع الأسف بعض الأطباء يصفونه لأنه الوحيد المغطى من شركات التأمين، كذلك أخذ أكثر من نوع (قطرات وإبرة مثلا) يؤدي لتراكم
فيتامين (د) والتسمم به لا سمح الله"، لافتا إلى أنه "بعد تصحيح
فيتامين (د) بالجرعات العلاجية المذكورة أعلاه يتم إعطاء المريض جرعة وقائية بين 1000 –1500 وحدة عالمية من
فيتامين (د) وبعد الستين يحتاج إلى 2000 – 2500 وحدة عالمية". ووجه الطبيبان عبد الله العمران ووليد البكر رسالة إلى المجتمع تقول: "لا تقم بفحص
فيتامين (د) إلا إذا كانت لديك أعراض، ثم لا تنسب الأعراض التي لديك إلى نقص الفيتامين إلا ما ثبت منها علميا، ويجب أن يكون الفحص والجهاز دقيقين، ولا يؤخذ
فيتامين (د) دون إثبات النقص لأن زيادته وتراكمه مضران، وعند التشخيص فيتم تعويضه بصورة دقيقة من قبل مختصين والتي تتم على مرحلتين: التعويض ثم الوقاية". وفي نهاية الدراسة أشار كل من العمران والبكر إلى أنهما قد قاما بالاطلاع على الدراسات العلمية والمحكمة بهذا الخصوص ولتحري الدقة العلمية تم الرجوع لاجتماعات وتوجيهات الجمعية الأمريكية للغدد الصماء والجمعية الأمريكية لجراحي العظام والمعهد الوطني للصحة(الولايات المتحدة) والبحوث العلمية المحكمة والمنشورة لأصحاب الاختصاص في 2011-2012 وتم اعتمادها كمرجعية موثوقة، متقدمين بـ "الشكر لمدير الجامعة الدكتور عبدالله الربيش على اهتمامه شخصياً والدعم اللا محدود لكل ما يهم مصلحة المرضى".
http://www.aleqt.com/2012/10/16/article_701988.html