"الاقتصادية"
فاطمة الحسن من الدمام
قال مستثمران إن مبيعات المحال التجارية زادت بنسب عالية في الآونة الأخيرة بعد فتح المجال أمام المرأة للعمل في هذه المحال، فأثبتت خبرة كافية في تأدية المهام الموكلة لها والتزامها بساعات الدوام بصورة جادة ولافتة. في الوقت الذي أكدت فيه إحدى سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية أن الوقت لا يزال مبكرا للحكم على التجربة. ولفت المستثمران إلى أن التزام المرأة بأوقات ساعات العمل له دور إيجابي في رفع المبيعات، نظرا لتفريط الرجل في 30 في المائة من وقت العمل في أموره الخاصة، لذا اتجهت بعض الشركات إلى توظيف الأزواج للحدّ من عدم ديمومة المرأة العاملة خاصة في حالة ارتباطها بعلاقة زوجية، واعتبرا أنها "هي المشكلة الوحيدة التي تعد من سلبيات عمل المرأة في القطاع الخاص".
وبيّنا أن الأيام المقبلة ستزيد نسب المبيعات لزيادة اكتساب المرأة أصول المهنة وفن البيع والتعامل مع أصناف البضائع وشرائح الناس المختلفة، خاصة في ظل وضوح المشهد والرؤية في المنطقة الغربية، إذ ناهزت نسبة دخول المرأة لسوق العمل في قطاع الأعمال الحرة 10 في المائة من القوة العاملة الموجودة. د. واصف كابلي
وأكد لـ "الاقتصادية" الدكتور واصف كابلي عضو اللجنة التجارية في غرفة جدة أن نسبة مبيعات المحال التجارية التي تعمل فيها عناصر نسائية زادت أخيرا، وارتفعت بمعدلات متوسطة جراء تميز المرأة بأسلوب تعامل مع العملاء أفضل من الرجل، مما يجعل العميل يفضل التعامل معها نتيجة حرصها على أداء عملها بالشكل المطلوب وتحريها الدقة في مهامها، منوها بأن السيدات أكثر قدرة على الجذب والترويج للبضائع التجارية لاستخدامهن أسلوبا أرقى من الرجل.
وأفاد بأن المرأة أكثر انضباطا والتزاما بساعات العمل من الرجل، إضافة إلى أنها تحاول الحفاظ على سمعتها المهنية ومعرفة أصول المهنة، مما ينعكس على تركيزها في أداء عملها على نسبة المبيعات، بينما الرجل يفرط في 30 في المائة من أوقات عمله لإجراء مكالماته ومتابعته شؤون حياته، فيكون تركيزه أقل وأكثر وقوعا في الخطأ من المرأة التي تحرص على تسجيل جميع الملاحظات بدقة للتعلم واكتساب الخبرة.
وقال كابلي: "من واقع تجربتي في إسناد مهام وظيفية للعنصر النسائي منذ ما يقارب 30 عاما في مجالات متعددة من إدارة ومحاسبة ومراسلات وسكرتارية تعد المرأة أكثر إخلاصا للعمل وأمانة من الرجل، إلا أن بعضهن يعاني مشكلة واحدة هي عدم الديمومة والاستمرارية خاصة بعد ارتباطهن بعلاقة زوجية، وفي هذه المسألة الرجل يتغلب على المرأة كونه أكثر بقاء وثباتا في وظيفته".
ولفت إلى أنه اتخذ أخيرا خطوة جديدة في تجربة بدائية من الممكن استمرارها في حال تكللت بالنجاح، من أجل الحدّ من عدم ديمومة الموظفات في العمل، وهي توظيف المرأة مع زوجها في مكان عمل واحد، لكن في قسمين مختلفين، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى العمل بإضفاء جانب الراحة النفسية والشعور بالأمان والاطمئنان القلبي لدى كلا الموظفين، إضافة إلى تخفيف عبء البحث عن وسيلة نقل وتكاليفها على المرأة العاملة، مشيرا إلى أنه من المؤكد أن يساهم ذلك في إثراء العمل وتقوية إنتاجية الموظف . وأضاف كابلي أن تجربة عمل المرأة في الأسواق والمحال التجارية كانت في بدايتها غير مثمرة وانعكست على بعض المحال بانخفاض المبيعات، نتيجة عدم تدريب العاملات على فن البيع ومتطلباته، وعدم جلب مدربات متخصصات لهن إلى مكان عملهن ليكتسبن الخبرة منها إلا أن المبيعات تحسنت أخيرا وزادت في المنطقة الغربية خاصة مدينة جدة، حيث لوحظ أن دخول المرأة سوق العمل في قطاع الأعمال الحرة أصبح الآن بنسب عالية يناهز 10 في المائة من القوى العاملة الموجودة .
واختلفت معه سيدة الأعمال أمينة الجاسم صاحبة دار أزياء، معتبرة أن الوقت لا يزال مبكرا لإصدار الحكم على نجاح التجربة من عدمها، خاصة في ظل عدم وجود التدريب الكافي والفعلي للموظفات قبل مباشرة العمل، مضيفة أن بداية التجربة شهدت إخفاقات وتراجعا في المبيعات، نظرا لعدم قدرة بعض العاملات على استيعاب المهام الموكلة لهن والتوافق مع متطلبات المهنة ولا سيما أن حب العمل والرغبة عامل مساهم في التمكن من العطاء والنجاح، وهذا أمر ضروري على العاملة تعزيزه في داخلها لتثبت قدراتها وكفاءاتها في العمل المنوط بها. فيما أكد بدر العبد الكريم عضو لجنة شباب الأعمال في غرفة الشرقية أن نسبة زيادة مبيعات المحال التي تم تشغيل سعوديات فيها عالية، مشيرا إلى أنها ستزداد مع مرور الوقت، لافتا إلى أن جميع العاملين ذكورا وإناثا في حاجة مستمرة للتدريب والتوجيه واكتساب المزيد من الخبرة، ولا سيما في ظل وجود تجارب ناجحة ومشرفة للعاملات، واعتبر أن ما ينشر من إعلانات في الصحف المحلية حول طلب الشركات المختلفة توظيف سيدات "دليل على أن وراء هذا الطلب نسب مبيعات مرضية".
مشيرا إلى أن نسبة إشغال المرأة في قطاعات التجزئة في السعودية لا تزال دون المأمول منها وأن الطموح تجاهها أكثر مما هي عليه. ولفت إلى أن المرأة أثبتت إمكاناتها وحرصها على أداء مهام عملها على أكمل وجه نتيجة جهدهن وتحملهن وهو ما يدعو كثيرا من العائلات للتوجه في التعامل مع السيدات سواء محاسبات أو منظمات، متمنيا لهن أن يحصلن على مراكز وظيفية عالية وفي مجالات مختلفة إزاء حاجة البعض منهن لمصدر رزق دون الاتكال على المؤسسات الخيرية أو انتظار ما يجود به أهل الخير.