ألزم البرنامج المشترك الجديد بين صندوق التنمية العقاري ووزارة الشؤون البلدية 16 أمانة و244 بلدية في المناطق والمحافظات والقرى والهجر، على إنهاء إجراءات منح المواطنين الذين ظهرت أسماؤهم في قوائم الموافقة على إقراضهم من الصندوق العقاري مبلغ 500 ألف ريال خلال الأشهر الماضية، وتعثر تسليمهم القرض بسبب عدم امتلاك بعضهم الأرض، ولا أحسب أن أصحاب القروض سيجدون مشكلة في الحصول على أرض في القرى والهجر، غير أننا سمعنا أن الخطوط الحديدية التي ستمتد عبر الصحراء ستسير فوق اراض مملوكة وأن التعويضات ستصل إلى مستوى الملايين، وأيا كان الأمر فإن الحصول على منحة في المدن الكبرى يعتبر من سابع المستحيلات، فكل الأراضي فيها تعتبر مملوكة، بما في ذلك الأراضي التي تقع خارج نطاقها المعماري، ثم إن أسعارها ليست في متناول ذوي الدخل المتوسط، ناهيك عن ذوي الدخل المحدود، ولهذا فإن طريق الذين حصلوا على قرض لبناء دور داخل المدن مسدود مسدود، وليس هناك من حل إذا أريد لهم أن يحوزوا على سكن سوى السماح لهم بشراء شقق، وإذا كان السعوديون يعزفون عن السكن في الشقق، فيجب أن يغيروا عاداتهم، ويتكيفوا مع باقي سكان العالم الذين لم يعودوا يمتلكوا قصورا أو فللا إلا في النادر الذي لا يقدر عليه إلا أصحاب الثراء العريض، وأنا أشاهد الآن في جدة الكثير من الفلل التي تهدم، ليقام مكانها عمارات متعددة الأدوار، فلنتمشى إذن مع العصر، ونتحول جميعا إلى سكنى الشقق.