الحل في حصر الصناعات الثقيلة بالمنطقة الصناعية بالعاصمة
شقران الرشيدي- سبق- الرياض: حذّر عدد من المتخصّصين في شئون البيئة والصحة من تزايد نسب تلوث الهواء في مدينة الرياض إلى معدلات عالية وخطرة تضر بصحة الإنسان والبيئة مما يسبّب انتشار الأمراض، والأوبئة، والآفات الصحية المختلفة.
وقال لـ "سبق" أ.د. جمال عبد الواحد، متخصص في شئون البيئة وعضو جمعية البيئة: "كثير من التقارير تؤكد خطورة تلوث الهواء في مدينة الرياض؛ خاصة مع ما تطلقه مصانع الاسمنت والكسارات وغيرها في جنوب الرياض من أبخرة وغازات سامة، وما ينتج من عوادم السيارات في الشوارع نتيجة استخدام وقود المركبات المشبع بالرصاص، إضافة إلى الاستخدام الزائد عن الحد للمبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية".
وأضاف أن هذا أدى إلى حدوث العديد من الأضرار الصحية للمواد الغذائية التي يستهلكها سكان العاصمة جراء تشبعها بالكيماويات الخطرة.
أما المهتم بالشئون البيئية وصحة الإنسان د. حامد الجريفاني، فيرى أن الهواء الذي نتنفسه في الرياض مليء بالبكتريا والفطريات المنبعثة من المركبات والمصانع مما يجعل العاصمة واحدة من أكبر المدن المصابة بتلوث الهواء.
وذكر د. الجريفاني أن محطات كهرباء في الرياض تنبعث منها الملوثات السامة لأنها تستخدم الزيت الخام والديزل كوقود لتشغيلها خاصة في ظل عدم وجود بديل لها.
وأكد الجريفاني أن العشوائية في التخلص من بقايا الصرف الصحي ورميه في الصحراء، وكثرة النفايات الصناعية والطبية، وبقايا الديزل والنفط شرق وجنوب مدينة الرياض زاد تلوث البيئة سوءاً.
وأبدي الجريفاني تخوفه من أن يسهم تلوث الهواء والتربة في تكاثر الجراثيم الميكروبية حتى في المياه الجوفية وجعلها غير صالحة الاستهلاك مستقبلاً، كما أن تلوث الهواء المتزايد أسهم في انتشار الكثير من الجراثيم التي تسبب أمراض الحساسية والربو والإنفلونزا وأمراض الأطفال.
وكان المهندس يوسف الفريدي، مدير برنامج المراقبة والمعلومات البيئية في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، قد ذكر في تقرير له نشر سابقا حول مشروع جودة الهواء في مدينة الرياض إحصاءات عن تلوث هواء العاصمة تضمن مقارنة بين مدينة الرياض وعدد من المدن الأخرى العالمية، وأوضحت المقارنة أن هواء مدينة الرياض ملوث بدرجة كبيرة.
كما أن دراسة أعدتها الهيئة العليا لتطوير الرياض حول التلوث في مدينة الرياض ذكرت أن عدداً من المصانع التي تقوم بعدة أنشطة صناعية ثابتة ساهمت في تلويث أجواء العاصمة مثل مصفاة "أرامكو" السعودية التي تقع جنوب منطقة الرياض، التي تقوم بتكرير نحو 150 ألف برميل من الزيت الخفيف يومياً، وتفرز عديداً من الملوثات التي تنبعث في الهواء.
ولفتت الدراسة إلى نوع آخر من التلوث الثابت الناتج عن مصنع الأسمنت التابع لشركة "أسمنت اليمامة" التي تقع على طريق الخرج جنوب الرياض التي تستخدم ستة أفران كبيرة مما يلوث الهواء الناتج عن حرق الوقود، ويعد المصنع من أهم المصادر الثابتة لتلوث الهواء في مدينة الرياض حيث ينتج هذا المصنع حوالي 16 ألف طن في السنة من غاز ثاني أكسيد الكبريت، وفقاً للدراسة.
ويشير عديد من التقارير والدراسات المتخصصة إلى أن أفضل السبل للحد من التلوث هو في اتخاذ عدد من الخطوات اللازمة وحصر الصناعات الثقيلة في المنطقة الصناعية الجنوبية الشرقية للرياض للتحكم في تلك الصناعات، وتوفير المرافق اللازمة لها ضمن خطة إصلاح بيئية تنفيذية لمعالجة كل المشاكل البيئية والنفايات الخطرة، ومنها النفايات الطبية والصناعية.
وأطلق الأمير سطام بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، عدة مبادرات وخطط تهدف إلى تحسين الوضع البيئي والحضري لمدينة الرياض عبر وضع الإجراءات اللازمة لتأهيل كل المناطق المتضررة بيئياً في المنطقة، وإجراء التعديلات على استعمالات الأراضي فيها، وتحسين شبكات الطرق والمرافق العامة، والعمل على تعزيز برامج التوعية البيئية.