سليم عياش كان في موقع الجريمة
لندن - حميد غريافي:
بيروت - "السياسة":
كشف تقرير استخباري ألماني أن عناصر "متمرسة" من "حزب الله" ومن "فيلق القدس" الذي يضم قوات النخبة في "الحرس الثوري" الإيراني تولوا تنفيذ جريمة اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء الشهيد وسام الحسن, بتفجير سيارة مفخخة في منطقة الأشرفية شرق بيروت في 19 أكتوبر الماضي.
وتتقاطع معلومات التقرير الألماني مع ما كشفه النائب في "تيار المستقبل" نهاد المشنوق عن وجود صور تثبت تواجد قيادي في "حزب الله" بموقع الجريمة, تبين لاحقاً أنه سليم عياش, أحد المتهمين الأربعة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في فبراير 2005.
وبحسب التقرير الذي اطلعت "السياسة" على بعض جوانبه, فإن الأوامر بتنفيذ الاغتيال صدرت من مكتب التنسيق السوري-الايراني المشترك التابع لرئاسة الأمن القومي في دمشق التي يشغلها اللواء علي مملوك.
وبات شبه مؤكد أن الجريمة هي عملية انتقام من مملوك, أحد الرؤوس في النظام السوري التي كشف الشهيد وسام الحسن مخططها لتفجير فتنة طائفية - مذهبية في لبنان, عبر تنفيذ اغتيالات وتفجيرات في شمال لبنان, بعد اعتقال الوزير الأسبق ميشال سماحة قبل نحو شهرين, على اثر ثبوت نقله العبوات والمتفجرات التي كان مقرراً أن تستخدم في العمليات الإرهابية من دمشق إلى بيروت.
وقسم التقرير الألماني مراحل تنفيذ جريمة الاغتيال إلى ثلاث:
1- اشتراك عناصر "فيلق القدس" الموجودين في السفارة الايرانية في بيروت مع العناصر الأمنية المختارة بدقة من "حزب الله", بوضع خطة اغتيال الحسن, لأن قيادة الحزب مسيطرة على لوائح المسافرين والقادمين من وإلى مطار بيروت الدولي الواقع في أهم مربع أمني في الضاحية الجنوبية التابع لها, علماً أن التفجير وقع بعد ساعات من عودة الحسن من الخارج عبر هذا المطار (عاد ليل الخميس في 18 اكتوبر الماضي واغتيل ظهر الجمعة في 19 من الشهر نفسه).
2- جرى تفخيخ ثلاث سيارات على الأقل بمتفجرات شديدة الفاعلية من زنة 50 إلى 60 كليوغراماً شبيهة بالمتفجرات التي نقلها سماحة إلى بيروت من دمشق, لكنها أكبر وزناً وتحتوي على مواد شديدة الفتك. وجرى توزيع السيارات في ثلاثة شوارع مؤدية كلها إلى المكتب السري الذي كان الحسن يشغله في الاشرفية, واكتشفت استخبارات "حزب الله" وحليفتها السورية وجوده عن طريق اختراقها شعبة المعلومات "بواسطة ضابطين مواليين لها", بحسب التقرير.
3- أشرف 12 عنصراً من "حزب الله" بينهم 4 من "الحرس الثوري" مباشرة على أماكن السيارات الثلاث المفخخة, وتوزعوا في خمس سيارات بداخل كل منها ريموت كونترول للتفجير.
واضاف التقرير انه "جرى تفخيخ السيارات الثلاث في أحد مرائب منطقة الشياح على بعد نحو 50 متراً من طريق صيدا القديمة الفاصلة بينها وبين عين الرمانة, بمعرفة جهاز أمن "حركة أمل" برئاسة نبيه بري, وعناصر من الاجهزة الامنية اللبنانية التابعة ل¯"حزب الله" والسفارة الايرانية مباشرة".
وإذ ألمح إلى دور مشبوه لجهاز الأمن العام المشرف على المعابر الجوية والحدودية كافة, ومن ضمنها المطار, الذي يرأسه اللواء عباس ابراهيم المحسوب على "حزب الله", كشف التقرير أن العناصر الاربعة من "فيلق القدس" الذين شاركوا في الاغتيال "جرى سحبهم في اليوم التالي لتنفيذ الجريمة إلى طهران عبر دمشق".
وفي بيروت, كشف عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق وجود "صور تُظهر وجود مسؤول تنظيمي في "حزب الله" في موقع جريمة اغتيال اللواء الحسن", فيما كشفت الإعلامية ماريا معلوف, المعروفة بقربها من أجهزة الاستخبارات, عبر "تويتر", أن القيادي المقصود هو سليم عياش.
ولفت المشنوق إلى أن "هذا المسؤول هو أحد ثلاثة مسؤولين في الحزب كانوا موجودين في المنطقة التي كان اللواء الشهيد استأجر فيها مكتباً" سرياً (أي الأشرفية).
وسليم عياش هو أحد أربعة كوادر من "حزب الله" اتهمتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قرارها الظني الذي أصدرته في يوليو 2011 بتنفيذ جريمة اغتيال الحريري. والثلاثة الآخرون هم: مصطفى أمين بدر الدين وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا.