وفي مؤتمر صحفي عقده أمس قبيل مغادرته مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة قال الرئيس الفرنسي: "حدثني خادم الحرمين الشريفين عن القرارات التي اتخذت منذ عام 2005م في هذا الصدد وقد التقيت بعض مؤسسات المجتمع المدني خلال الزيارة حيث أن هناك بعض الإصلاحات قد حدثت وأن هناك قرارات اتخذت وخلال المستقبل سيحدث تغييرات آنية وتغييرات لاحقة تصب في مصلحة حقوق المرأة والإنسان في المملكة".
وأكد هولاند على العلاقات الوطيدة التي تربط بلاده بالمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات، رافعاً شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على كرم الضيافة وطيب الاستقبال خلال زيارته للمملكة.
ووصف هولاند المملكة بأنها شريك استراتيجي لفرنسا، منوهاً بأن هذه الزيارة تأتي أولاً لتعزيز علاقته الشخصية مع خادم الحرمين الشريفين وبناء الثقة المتبادلة.
وذكر أن هذه الزيارة بينت الالتقاء في وجهات النظر بين جمهورية فرنسا والمملكة العربية السعودية وبحث عدة قضايا على الجانب السوري واللبناني والأحداث التي تشهدها المنطقة ، مؤكداً أن هناك تطابقاً في وجهات النظر حول مجمل القضايا والأحداث.
وحول سؤال يتعلق بحرص فرنسا على تشكيل حكومة وإعطاء شرعية للمعارضة السورية، بين هولاند أنه يجب إيجاد شخصية تمثل المعارضة السورية وتشكيل حكومة وتختار شخصية توافقية والتأكد من عملية الديمقراطية وأن تنظم المعارضة نفسها وتحصل على شرعية.
وفيما يتعلق بالموقف الفرنسي من المقاومة السورية ، قال هولاند: إنه لابد لقرار من مجلس الأمن على أساس الشرعية الدولية ونظراً للفيتو المتعدد ضد هذا القرار علينا أن نساعد المعارضة ولا بد أن تكون هناك حكومة مؤقتة ومعارضة منظمة نثق بها ونسلمها السلاح ونضمن ماذا ستفعل بالسلاح؟ وكيف تتصرف به؟
وأكد هولاند أن فرنسا هي التي تمسك بزمام المبادرة وتحملت مسؤولية مجلس الأمن وهي التي جمعت المعارضة السورية وهي من طلبت الاعتراف بها وأدانت حكومة الأسد على الانتهاكات ووفرت المساعدة الطبية في الأردن.
وفيما يتعلق بالتعاون العسكري الفرنسي السعودي قال الرئيس الفرنسي: "التعاون قائم ويمكن أن يتعزز ولكن زيارتي هذه لم تكن لأجل إبرام عقود إنما أردت أن أعزز العلاقات الشخصية وأن أحرص على الثقة المتبادلة ".
وحول ما يحدث في لبنان قال هولاند: "إنني رأيت الحريري اليوم (أمس) خلال زيارتي للمملكة ، وأعرف موقفه وهو تغيير الحكومة ، ويتعين على فرنسا إقناع اللبنانيين والوصول إلى توافق، وستجرى انتخابات الربيع المقبل، وقد وجهت نداء مع خادم الحرمين الشريفين للبنان لاستقراره الذي سوف يأتي عن طريق الحوار".
وعن ملف إيران النووي رأى الرئيس الفرنسي أنه لا مانع من حصول إيران على الطاقة النووية لأغراض مدنية بنسبة لا تتجاوز التخصيب 20% ، مؤكدًا أن إرادة إيران في الحصول على الطاقة النووية يشكل تهديدًا على المنطقة وقال: "بالرغم من فرض العقوبات لردع النظام الإيراني ومفاوضات حول برنامجها النووي إلا أنها تستمر في مساعيها للحصول على الطاقة النووية".
وأضاف: "من المعلوم أن فرض العقوبات على إيران والحد من شراء النفط منها يرفع الأسعار إلا أني أشيد بالمملكة العربية السعودية التي تفهمت الموقف وحاولت الالتزام بحصصها وإمداد السوق"، مشيراً إلى أن فرنسا ستستمر في الضغط على إيران حتى تتخلى عن الطاقة النووية وتستمر على طاولة المناقشات ونحن ضد الانتشار النووي.
وحيا هولاند المملكة لموقفها من دعم الاقتصاد العالمي وإيجاد سوق نفطي متوازن.