منى المالكي
المؤسسة العامة للتقاعد مطالبة بأن تشعر وتحس بهموم والآم المتقاعدين الذين لايستطيعون مواجهة الغلاء الفاحش ومتطلبات الحياة الكثيرة برواتب متدنية وحوافز معدومة، والعاملين عليها مشغولين بالاستثمار بأكثر من 44 مليار في نحو 55 شركة كالمصارف والخدمات الصناعية والتطوير العقاري.
يقف المتقاعد أمام الصراف الآلي بحثا عن معاشه ليتدبر قوته وقوت أولاده، لا تعطيه تلك الآلة القاسية إلا ريالات معدودة, ليستدير بعدها وهو يعد ما حصل عليه فلا يجد إلا البخس والألم!! هذه المعاناة الإنسانية لن نستطيع مخاطبة أصحاب المكاتب الوثيرة بها لأنهم هناك بعيدا يستثمرون بالمليارت التي لانعرف كيف يستطيعون عدها !!
التحقيق الذي أجرته «عكاظ» قبل يومين عن «600 ألف متقاعد ينتظرون النظام الجديد» أثار الحسرة في نفوس المتقاعدين وهم يرون تلك المليارات تستثمر بينما يقبعون في ذيل قائمة الفائدة لدى مؤسستهم الأمينة على أموالهم ؟! ثم تأتي بعد ذلك الطامة الكبرى وهي إقرار النظام الجديد للتقاعد والذي مازال محبوسا بالسلاسل لدى هيئة الخبراء بعد دراسته من مجلس الشورى وبانتظار صدوره رسميا.
من هم هؤلاء الخبراء الذين لم يجدوا الوقت الكافي لإصدار النظام الجديد؟ من هم هؤلاء الخبراء الذين يرون أن الوقت مازال مبكرا لإصدار هذا النظام الرائع والجميل والذي يدغدغ تلك الأحلام البسيطة بإبرة مخدر حتى تهجع تلك الرؤوس ليلا وهي تحلم بغد أجمل! بينما مايزال الخبراء غارقون في المشاكل العويصة أقصد الاستثمار!! فأحلام وأماني ورغبات البسطاء مازالت في أدراجهم حبيسة ثماني سنوات.
أقترح إرسال هؤلاء الخبراء إلى هيئة مكافحة الفساد حتى نستفيد من خبراتهم وقدراتهم السريعة جدا في الاستثم