أنهى السعوديون هذا العام أطول إجازة حج بكارثتين، راح ضحيتها نحو 50 حالة وفاة وأكثر من 250 مصابا، هم ضحايا حادثتي ''عين دار'' في بقيق، وناقلة الغاز شرقي العاصمة الرياض. وكان مؤلما أنه مع اليوم الأخير لعطلة ''عيد الأضحى المبارك'' يشيع أبناء الرياض ضحايا حادث انفجار صهريج الغاز الذي وقع صباح أمس، في الوقت الذي يطوي فيه أبناء قرية ''عين دار'' في محافظة بقيق ثالث أيام حزنهم على ضحايا حادث حفل الزفاف، الذي أودى أيضا بحياة 24 شخصا. حادثتان جلّ ضحاياهما من السعوديين، وبطلاهما تنوعت جنسيتيهما كتنوع مصيريهما، فأحدهما سعودي أضناه تسببه في الحادث مع إطلاقه النار مع المبتهجين في حفل العرس ليحاول إنقاذ النسوة والأبناء فيقتل على الفور، والآخر آسيوي من دول وسط آسيا شاهد عن قرب ما سببته شاحنته بعد تسرب غازها والانفجار الذي أودى بحياة الكثيرين، وروع أكثر في شرق العاصمة السعودية. خلف بطلي الحادث تقف عشرات القصص والأسباب التي يمكن أن تكون قد أسهمت في التمهيد للكارثتين اللتين لم يفصل بينهما زمنيا سوى 32 ساعة، وجغرافيا سوى أقل من 300 كيلو متر، لتسأل الجموع الشاهدة على الكارثتين عن ثقافة تستهين بالنار وتعبر عن نفسها بإطلاق أعيرتها.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
مع اليوم الأخير لعطلة عيد الحج ''عيد الأضحى المبارك'' يشيع أبناء الرياض ضحايا حادث انفجار صهريج الغاز الذي وقع صباح أمس. في الوقت الذي يطوي فيه أبناء قرية ''عين دار'' في محافظة بقيق ثالث أيام حزنهم على ضحايا حادث حفل الزفاف الذي أودى أيضا بحياة 24 شخصا.
حادثتان جلّ ضحاياهما من السعوديين، وبطلاهما تنوعت جنسيتيهما كتنوع مصيريهما، فأحدهما سعودي أضناه تسببه بالحادث مع إطلاقه النار مع المبتهجين في حفل العرس ليحاول إنقاذ النسوة والأبناء فيقتل على الفور، والآخر آسيوي من دول وسط آسيا شاهد عن قرب ما سببته شاحنته بعد تسرب غازها والانفجار الذي أودى بحياة الكثيرين، وروع أكثر في شرق العاصمة السعودية.
خلف بطلي الحادث تقف عشرات القصص والأسباب التي يمكن أن تكون ساهمت في التمهيد للكارثتين اللتين لم يفصل بينهما زمنيا سوى 32 ساعة، وجغرافيا سوى أقل من 300 كيلو متر ، لتسأل الجموع الشاهدة على الكارثتين عن ثقافة تستهين بالنار وتعبر عن نفسها بإطلاق أعيرته، وعن أنظمة عمل لا تسأل العامل كم من الوقت يستخدمه فيه صاحب عمله، وعن قوانين تكتب فلا تنفذ، قوانين وأوامر يسعد بها الرأي العام ليعود الشارع والمجتمع فيفرض قوانينه على الأرض، عبر نواقل تحمل الموت تسير في أوقات الذروة، ورصاص يحمل النار ينطلق وقت الفرحة.
أوامر حكومية استبقت الكارثتين لكنه استباق يبعد المسؤولية عن السلطات ليلصقها بأدوات التطبيق من مجتمع وجهاز شرطة في حالة كارثة الشرقية ومن جهاز مرور في حالة كارثة صهريج الغاز في الرياض، إذ كان الأمير أحمد بن عبد العزيز قد وجه في أوائل شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بمنع إطلاق النار خلال الاحتفالات، وهنا السؤال أين جهاز الشرطة في متابعة التنفيذ؟ لكن الجواب قد يتعقد في حفل أقيم في قرية يصعب معه فرض عادة ما على أبنائها.
وفي حالة الرياض كان الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض قد وجه بمنع السيارات الكبيرة من الدخول إلى المدينة في أوقات الصباح وأوقات الذروة، وهنا السؤال لجهاز المرور حول كيفية دخول سيارة بهذا الحجم والخطورة في شوارع مأهولة، لكن الجواب أيضا قد يتعقد مع جدلية النظر إلى صباح يوم عطلة على اعتباره ليس وقت ذروة تمنع فيه السيارات الكبيرة.
''طقتان في الرأس توجع''، هكذا ينظر السعوديون للحادثتين وهم لم يستوعبوا بعد مشكلات أخرى صغيرة تخلقها مباراة كرة قدم، جرت ليل الكارثة الأخيرة بين الأهلي والاتحاد على مشهد آسيوي كان فيها الصراخ والشتائم والركل بدائل للتهنئة والمصافحة تلك التي يتقنها قوم آخرون عند الهزيمة والنصر