يمارس باراك اوباما الثلاثاء سلطته الطبيعية كرئيس في مواجهة الاعصار ساندي في حين يسعى منافسه الجمهوري ميت رومني الى الخروج من وضعه كمتفرج قبل اسبوع واحد من موعد انتخابات الرئاسة الاميركية.
وهذه السنة اتخذت "مفاجأة اكتوبر"، وهو الحدث القادر على قلب الموازين في الانتخابات الرئاسية، شكل عاصفة استوائية عنيفة ضربت بقسوة الساحل الشمالي الشرقي للبلاد ليل الاثنين الثلاثاء موقعة 16 قتيلا على الاقل وخسائر مادية جسيمة وخاصة في نيو جيرزي ونيويورك.
الا ان النظام الانتخابي الاميركي المعقد والتشكيك العام في فرص الفوز يجعل من السابق لاوانه اجراء اي تحليل انتخابي بشان التاثير المحتمل لهذه الكارثة على نتيجة 6 نوفمبر.
والثلاثاء حرص كل من رومني واوباما على عدم الظهور في صورة من يريد استغلال مرور الاعصار لاغراض انتخابية. كما استحال القيام باي حملة في فيرجينيا (شرق) حيث حرم 120 الف منزل من التيار الكهربائي صباح الثلاثاء او في فيلادلفيا وبنسلفانيا (شرق) حيث حرم 400 الف شخص من الكهرباء.
وقال احد المقربين من ميت رومني لفرانس برس ان "الاولية الان للامن ولمساعدة الضحايا"، مضيفا ان "قرارات الحملة يجب ان تاخذ ذلك في الاعتبار". لكن عدم القيام بحملة يعني بالنسبة للمرشح الجمهوري عقابا للنفس مع قرب انتهاء سباق محموم.
من جهة اخرى لا يستطيع رومني ان يهاجم صراحة اوباما في الوقت الذي يبرز فيه الرئيس صورته كزعيم للامة وقت الازمة، وخلافا للرئيس ابقى رومني على اجتماعين انتخابيين الاثنين. وحول تجمعا اخر الثلاثاء في كيتيرينغ بولاية اوهايو المهمة (شمال) الى تجمع "لمساعدة" الضحايا.
من جانبه اوقف اوباما حملته ليقوم بادارة الازمة من البيت الابيض. ومنذ فجر الثلاثاء اشارت الرئاسة الى انه كان يجرى اطلاعه "طوال الليل" على تطورات ساندي.
وقد تلقى اوباما ايضا اشادة غير متوقعة بقدر ما هي سارة من احد اقوى الداعمين الجمهوريين لميت رومني وهو حاكم نيو جيرزي كريس كريستي.
فهذا الاخير، الذي لم يوفر منذ بداية الحملة انتقاداته لاوباما، جال صباح الثلاثاء على شبكات التلفزيون مشيدا بالرئيس وبادارته الحاسمة للمساعدة الفدرالية لولايته.
أرأيتم مفهوم الديموقراطية.. لم يستغل المنافس الحدث لمحاربة خصمة وإنما إلتفوا جميعا في سبيل صالح الأمة
إن ما يحصل في البلدان التي تدعي الديمواقرطية لشيء مخز
متى نصل إلى هذا المستوى من الرقي والتعامل الصحيح مع روح الديموقراطية وليس اسمها فقط