الله أكبر.. هتفت بها حناجر المؤمنين بعزه وشموخ... اصواتهم شقت جنبات الصمت في عرفات ومنى وهي تهلل وتكبر باسم بارئ الكون وخالقه ومدبره... قلوبهم تفرغت الى الله بكل ما فيها من خشوع ان يحقق لأمتهم آمالها ويمن عليها بالعزة التي وعد بها رسوله والمؤمنين وان يتوج صبر شعوبها على المعاناة بالنصر العزيز ويمنحها القوة ووحدة في القول والعمل حتى يهابها الاعداء.
اكثر من اربعة ملايين حاج توجهوا الى البيت العتيق فضاقت بهم ساحاته الرحبة وملأوا أرض مكة المكرمه فلم تكن تجد مكاناً الا وشهد مشي آلاف الحجاج عليه... وتزاحموا عند الكعبة وتسابقوا عند الصفاة والمروة... وناموا قريري الأعين في منى وبدءوا رحلة العودة الى بلادهم وألسنتهم تلهج بالشكر لرب العالمين أن يسر لهم تأدية هذه الفريضة في أمن وأمان وخشوع واطمئنان دون جدال أو لغو أو فسوق... وتشيد بما قدمته لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من خدمات وتسهيلات سهلت عليهم المعاناة وأمدتهم براحة استطاعوا أن يؤدوا شعائر الحج في نظام وترتيب وتذكروا ما كان يروي عن معاناة ضيوف الرحمن في الماضي فلا يصدقون. شعروا منذ اللحظات الأولى لوصولهم أرض المملكة العربية السعودية بالترحيب الحار.. واحسوا بالامان على أنفسهم وأموالهم فلم تعترضهم مشاكل المواصلات والمساكن والاقامة ولم يشعروا بالتعب وهم يقفون على صعيد عرفات... خيامهم كانت مقاومة للحرائق... ونصب الكثيرمنهم الخيام ليأووا اليها... وعندما حانت النفرة لم يشعروا بازدحام كل شيء كان مرتباً ومدروساً فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- أمر رجال حكومتنا الرشيدة ان يجندوا كل الامكانيات لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير الأمن والسلامة لهم مع عائلاتهم في كل المنافذ البرية والبحرية والجوية وانجزت بسرعة لم يكونوا يتصورونها.. وتوج ذلك كله معاملة ممتازة من رجال الأمن ومساعدات قدمت من قبل المواطنين وتسهيلا لا تحصى من قبل كل مسؤول.
لقد نفذ الجميع توجيهات (أبو متعب) بدقة واهتمام فكان حجهم بعون الله سهلاً وميسوراً.