لثلاثاء 30 أكتوبر 2012
في الوقت الذي اتجهت فيه أبصار وقلوب وعقول ملايين المسلمين لخالقهم قبل أيام في المشاعر المقدسة، التي شدوا الرحال إليها من كل فجٍ عميق، متخلصين من كل ما علق بهم وعلقوا به من أمور الدنيا، كان قادة وأفراد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين يوجهون أنظارهم لمرشد الجماعة العام، وهم يخططون لاستغلال فريضة الحج لعقد أكبر اجتماع دولي «سرّي» لوضع الأجندات الجديدة لتحركاتهم في دول الخليج تحديداً.
تقارير صحافية مثيرة كشفت عن الإعدادات التي سبقت الاجتماع السرّي المريب، إذ أكد مصدر في الجماعة لصحيفة «اليوم السابع» المصرية أنه سيُعقد بحضور المرشد العام ونائبه، مشيراً إلى أنه فى الغالب سيكون فى منزل «المراقب العام الجديد للجماعة فى السعودية»، وشدد المصدر على أن اللقاء سيناقش الكثير من الأمور السياسية بمشاركة من فرع التنظيم في «الكويت»، التي قال إنها على عتبة انطلاق ثورة جديدة.
الأكثر إثارة للريبة من أخبار الإعداد للاجتماع هو خروج أحد دعاة الفضائيات السعوديين بتصريحات تحريضية صادمة ضد القيادة السياسية الكويتية عبر صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، ولا أعلم إن كان من المصادفة إعلانه حينها عن وجوده في المشاعر المقدسة، لكنني أتساءل عن إن كان ذلك يحمل رسالة بين السطور لأفراد التنظيم الموجودين في الكويت، وربما بقية دول الخليج.
الأيام المقبلة ستكشف بلاشك عن المزيد من المعلومات حول الأجندة الخليجية الجديدة للتنظيم، خصوصاً بعد تلقيه ضربة تاريخية موجعة في الإمارات، التي أحبطت أجهزتها الأمنية المتيقظة أكبر مؤامرة إخوانية على ترابها، جعلت التنظيم الدولي يتخبط، ويطلق التصريحات والبيانات ضدها لتزييف الحقائق ومحاولة تشويه صورة ملفها الخاص بحقوق الإنسان عالمياً من دون جدوى.
الآن وبعد انقضاء موسم الحج، وربما انتهاء انعقاد الاجتماع السرّي، يمكن توقع أن تكون خطوات التنظيم المستقبلية على النحو الآتي:
- تفعيل دور القيادات الإخوانية الخليجية لتنفيذ أهم أهداف التنظيم، «التحريض الشعبي» عبر استغلال المنابر ووسائل الإعلام الموالية، خصوصاً تلك القناة الفضائية الإخبارية الشهيرة، التي تبث من عاصمة خليجية، وتعد المجلس الدائم للأب الروحي للجماعة.
- العمل على تكثيف التواصل مع المنظمات الدولية الحقوقية لشرعنة أي حراك إخواني، أو حتى «شيطاني» في دول الخليج، ومحاولة تشكيل ضغط دولي من تلك المنظمات على الحكومات الخليجية، خصوصاً حكومة الإمارات التي لا يزال التنظيم يئن من انكشاف مخططه فيها، بعد أن صرف عليه مئات الملايين خلال سنوات طويلة مضت.
- صناعة صف رديف للقيادات الإخوانية في الخليج التي انكشفت هويتها، لتعمل كـ«قيادات ظل»، ويتم استخدامها مستقبلاً في حال تلقي التنظيم ضربة أمنية جديدة تلخبط أوراقه، وهذا تحديداً منهج «ماسوني» درجت على الاستفادة منه جماعة «خوان المرشد» طوال تاريخها.
بقي القول إن حلم تنظيم الإخوان بـ«إخوانستان» بدأ يفقد قدرته على الصمود، خصوصاً بعد خسارته الشعبية الكبيرة في دول الربيع العربي، التي باتت على أعتاب ثورات جديدة لمحو صفحة التنظيم من تاريخها.