انطلاقاً من حرص وزارة الصحة على سلامة حجاج بيت الله الحرام، واستشعاراً منها بعظم المسؤولية المنوطة بها تجاههم , وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ـ يحفظهما الله ـ بالعناية بهم وتقديم أفضل الخدمات الصحية لهم ليتمكنوا من أداء نسكهم بسهولة ويسر؛ فقد استنفرت ـ الوزارة ـ جميع إمكاناتها البشرية والمادية والتقنية لتقديم خدماتها الوقائية والعلاجية والإسعافية والتوعوية .
وبناء على ما تقدم فقد اتخذت الوزارة مجموعة من الاحترازات والاستعدادات والإجراءات التي تمثلت فيما يلي:
1.تطبيق الاشتراطات الصحية لموسم حج هذا العام على جميع الحجاج القادمين، وتكثيف أعمال المراقبة الوبائية المبكرة براً وبحراً وجواً وذلك عبر 16 مركز مراقبة صحية .
2.تكثيف فرق الاستقصاء الوبائي ، فبالإضافة إلى الكوادر الوطنية فقد تم الاستعانة ببعض المختصين من منظمة الصحة العالمية للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال. وشمل ذلك اخذ عينات من المرضى المنومين وإجراء الفحوصات اللازمة لذلك في مختبرات الوزارة بالإضافة إلى إرسال العينات للفحص في مختبرات عالمية لتأكيد ومطابقة النتائج .
3.انشاء وتشغيل مستشفى شرق عرفات بطاقة استيعابية تبلغ (236) سريراً ، منها (50) سرير عناية مركزة، و30 سرير طوارئ، وهو أحد المشاريع الطبية الضخمة التي وجه خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ بإنشائها .
4.تطوير الخدمات العلاجية المتمثلة في أقسام أمراض وجراحة القلب وغسيل الكلى ومناظير الجهاز الهضمي والعناية المركزة وذلك بمستشفيات المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة والخدمات النوعية مثل تفويج المرضى المنومين إلى مشعر عرفات , ومن أهم الاحصائيات بهذا الخصوص حتى هذه اللحظة ما يلي :
•بلغ عدد الحجاج الذين راجعوا مرافق وزارة الصحة ( 362.740)
•بلغ عدد الحجاج الذين أجريت لهم قسطرة قلبية (463 ) . وعدد الحجاج الذين أجريت لهم عمليات القلب المفتوح (35).
•بلغ عدد الحجاج الذين أجري لهم غسيل كلوى عدد (2024).
•بلغ عدد الحجاج المرضى المنومين الذين قامت الوزارة بنقلهم من مستشفيات مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى المشاعر المقدسة لاستكمال حجهم ( 443 ).
واستناداً إلى نتائج الاستقصاءات الميدانية، وبعد الاطلاع على تقارير لجان الوزارة الصحية، وما أوضحته الإحصاءات والتقارير عن صحة الحجيج هذا العام؛ فإن الاحترازات والإجراءات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين كانت سبباً ـ بفضل الله ـ في عدم تسجيل أي تفشٍ للأمراض الوبائية أو المحجرية بين الحجاج حتى الآن ولله الحمد والمنّة .
وعليه يطيب لي أن أعلن قرار اللجنة الصحية سلامة حج هذا العام 1433هـ/2012م وخلوه من الأمراض الوبائية أو المحجرية .
علماً بأن الوزارة كعادتها كل عام تواصل متابعة الوضع الصحي الوقائي والعلاجي بما في ذلك النتائج المخبرية للأمراض المعدية لحجاج بيت الله الحرام والزوار حتى عودتهم .
سائلاً المولى ـ العلي القدير ـ أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يديم على هذه البلاد عزها وأمنها، وأن يسبغ على أهلها نعمه ظاهرة وباطنة، كما أسأله ـ سبحانه ـ أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يمتعهم بموفور الصحة والعافية ، وأن يردهم سالمين غانمين بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور إنه سميع مجيب .