لأول مرة يجتمع فيها إخصائيوا البيئة في “مركز أربور-بيسد لعلوم البيئة \ Arbor-based Ecology Center” مع محترفي التقنية لدى موقع ifixit الشهير لتقييم وبحث آخر الهواتف المحمولة, والهدف هو دراسة كمية المواد الكيميائية السامة في 36 هاتف نقال, متضمنة الهاتفين الأكثر شهرة اليوم وهما الآيفون 5 وهاتف جالاكسي S3 الجديد من سامسونج. حيث حصل الهاتف “موتورولا سيتريس \ Motorola Citrus” على أفضل نتيجة كأقل هاتف نقال يحتوي على المواد السامة بينما حصل الهاتف آيفون 5 على المركز الخامس كأنظف هاتف تنتجه أبل إلى الآن وحصل هاتف سامسونج جالاكسي S3 على المركز التاسع..
تقريبا كل الهواتف التي تصنع اليوم, تحتوي على هذه المواد السامة الأربعة (البروم, الزئبق, الرصاص, الكلور), وهذه المواد الخطيرة قد تصبح آثارها الملوثة غاية في الخطورة في أثناء دورة حياة المنتج وإستعمالة إذا لم يتم التعامل معه بالطريقة الصحيحة, دورة الحياة هذه تشمل إستخراج المعادن, ثم معالجتها ودخولها في مرحلة التصنيع مرورا بمرحلة عمل الهاتف مع المستخدم النهائي وانتهاءا بالتخلص من هذه الهواتف.. لكن الحقيقة المرة هي أنه حتى أنظف الهواتف التي بين أيدينا تحتوي على حملها الكبير من المواد السامة. ففي عام 2004 ظهرت دراسة تنص على أن ثلاثة أرباع نفايات الهواتف الإلكترونية تطلق كميات من الرصاص السام بعد التخلص منها لدرجة أنه يمكن تصنيفها من النفايات الخطيرة على الصحة والبيئة.. ووجد في بعض المناطق بسبب النفايات الإلكترونية أن الرمال تحتوي مكونات كيميائية سامة أكثر بـ 100 مرة عن التربة العادية. المواد الكيميائية التي تحتويها غالبية الهواتف النقالة.
أما عن نتيجية الدراسة التي جرت على الهواتف النقالة والتي تقوم بترتيب الهواتف التي تمت عليها الدراسة فهي كما في الجدول التالي مرتبة من الأقل خطرا حتى الأعلى على حسب إحتوائها على المواد الكيميائية من 0 إلى 5. (0 الأفل خطرا – 5 الأكثر خطرا).
تم التنبه لهذا الأثر الكيميائي السام منذ فترة في الولايات المتحدة الأمريكية من ما دعى الحكومة الأمريكية بتحريك من مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حماية البيئة إلى أطلاق نواقيس الخطر لإحتواء الأثر السام لهذه النفايات الإلكترونية القاتلة, من ما دعى إلى تأسيس مراكز لتسلم النفايات الإلكترونية والتعامل معها بطريقة غير مضرة للبيئة والناس. الصورة التالية تظهر عدد مراكز التخلص من النفايات الإلكترونية التي تم تأسيسها في الولايات المتحدة.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر, أحب أن أنوه إلى أن هناك مناطق في عالمنا الآن يطلق عليها إسم المناطق الميتة, وهي مناطق دمرها بنو البشر بواسطة نفاياتهم المختلفة (الكيميائية, الإلكترونية, البترولية, البلاستيك ,.. إلخ) والتلوث الذي سببوه, وسميت بالمناطق الميتة لأنه لا يمكن أن تعيش فيها أي من الكائنات الحية بسبب نسبة التلوث العالية فيها.. الخريطة التالية تظهر أماكن تواجد المناطق الميتة في العالم اليوم (المحاطة باللون الأحمر).