كتب محمد عبد القادر الجاسم المرشح السابق لمجلس الأمة الكويتي مقالا على موقعه ( الجاسم ) يشير فيه إلى أن العلاقات الكويتية-السعودية تمر بمطبات بسبب التقارب الكويتي-الإيراني المبالغ فيه.
حيث قال الجاسم في مقاله : موضوعي اليوم، كما أشرت، مرتبط بالأمن القومي للكويت وبعلاقاتها مع كل من السعودية وإيران.. إذ يبدو أنه في الوقت الذي تمر فيه علاقة الكويت مع إيران في أفضل حالتها، بالنسبة لإيران طبعا، فإن هناك مؤشرات على أن علاقة الكويت بالسعودية تعاني من بعض "المطبات". ويبدو لي أن تلك "المطبات" مرتبطة بالتقرب الكويتي المبالغ فيه نحو إيران تحت وهم أن هذا التقرب ربما يخفف الغضب الإيراني عليها في حال تعرضها لعمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي. وقد تكون فكرة محاولة التخفيف من فرص "انتقام إيران"، في حال تعرضها لعمل عسكري، منطقية كخيار "تكتيكي" لا استراتيجي، إلا أن هناك من يظن بأن التقرب الكويتي نحو إيران يأتي كرد فعل على ما يعتبرونه "تدخل سعودي" في الشأن المحلي ومحاولة استقطاب "القبائل". وبالطبع هناك من يشير إلى أن التقرب الكويتي لإيران أتاح الفرصة للمخابرات الإيرانية لتكثيف تدخلها في الشأن المحلي وفي تصاعد النجاح في اختراقها لدوائر مهمة جدا للقرار السياسي السيادي الكويتي. وقد علمت أن وفد الكونغرس الأمريكي الذي زار البلاد قبل فترة طرح خلال زيارته موضوع قيام أحد الأطراف "الكويتية" التي تخدم طهران بالعمل على "إعادة" صياغة العلاقات الكويتية الإيرانية على نحو يخدم مصالح إيران! وليس ببعيد عن هذا سعي هذا "الطرف" إلى جر البلاد نحو الفتن بين السنة والشيعة تارة وبين الحضر والقبائل تارة أخرى من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار في الكويت. بل أن هناك من يرى أن إثارة ملف ازدواج الجنسية والتهديد الأخير بسحب الجنسية الكويتية من "المزدوجين" يرتبط بملف العلاقات الخارجية الكويتية السعودية الإيرانية أكثر من ارتباطه بأوضاع محلية. وقد تمعنت في التصريح الأخير لوزير الداخلية الذي هدد فيه بسحب الجنسية الكويتية من "المزدوجين" فوجدت أنه جاء من دون أي مناسبة "محلية" ذات صلة.. ما أريد قوله، وفي حدود ما أستطيع قوله، هو أن موضوع ازدواج الجنسية قد يكون أعمق وأخطر من كونه مخالفة لقانون الجنسية، وقد يكون في تصريح الوزير "رسالة" سياسية "خارجية" تنسجم مع التعيين المفاجئ للشيخ أحمد الحمود مستشارا في الديوان الأميري لشؤون القبائل، لكنها "رسالة" غير موفقة، في تقديري، حتى لو كانت مرتبطة في شأن محلي صرف هو استجواب وزير الإعلام والرغبة في فتح "ثغرة" بين النواب الحضر ونواب القبائل.
إن السعودية، لا إيران، يا سمو الرئيس هي العمق الاستراتيجي للكويت. وإذا كان هناك من يظن أن "النفوذ" السعودي يشكل مصدر "خطر محلي" على سيادة الكويت، كما يزعمون، فإنه من قبيل الانتحار السياسي أن ترتمي الكويت في أحضان طهران. فمهما اختلفنا مع الأشقاء في السعودية فإن السعودية ليست مصدر خطر على الكويت. وفي تقديري الشخصي أنه لو اقتصر الأمر على تقارب كويتي إيراني في نطاق "تكتيكات" السياسة الخارجية لهانت المسألة.. لكن حين تستغل إيران السذاجة الكويتية المعهودة وتنجح في تكثيف تدخلها في الشأن المحلي وفي تحقيق اختراقات أمنية كما نجح نظام صدام حسين من قبل، فتلك مصيبة كبرى.
وقال الجاسم أنه تعرض للسجن أكثر من مرة لإسكات صوته لأنه كشف عن مدى تغلغل المخابرات الإيرانية في البلاد وفي أماكن حساسة في مراكز اتخاذ القرار. وأضاف الجاسم أنه لا يستبعد أن يتعرض للسجن ثانية في محاولة لإسكات صوته مثلما جرى العام الماضي حين اعتقل مدة 12 يوما أثناء عيد الأضحى. كما نشر الجاسم أن وزير الديوان الأميري- الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح- قد تقدم بشكوى ضده للنيابة وبأنه سيمثل للنيابة الأحد القادم، مشيرا إلى انه طلب موعدا منذ ستة أشهر لمقابلة سمو الأمير لشرح أسباب وخلفيات ما يتعرض له، لكنه لم يحصل على موعد بعد.