عند إشارة مرور الشارع الفرعي، القريب جداً من الطريق السريع، وفي ساعة متأخرة من الليل، توجهتْ المتسوّلة إلى صاحب السيارة. وقبل أن تمد يدها له، بادرها مصدوماً:
- ماذا تريدين يا بنت؟!
- ماذا أريد؟؟ سواد عيونك مثلاً؟!
وبعد أن انطلقت السيارة، صار يفكر:
- متسوّلة لا تتجاوز العشرين من العمر، في هذا الوقت المتأخر من الليل، وفي هذا الشارع الخالي، القريب من المناطق الخالية، ماذا بالله تفعل؟! من أتى بها إلى هنا؟! ومن سيأخذها، ومتى؟! ألا يخشى هذا الشخص، أن يسوّل الشيطان لشاب محروم، فيجرها من عباءتها داخل سيارته، وينطلق بها إلى أحد الأماكن الخاوية، ليفعل بها ما يشاء؟!
سوف لن نجافي الحقيقة، إذا نحن قلنا إن هناك مافيا متسوّلين في بلادنا.
فمع ضيق اليد التي يعاني منها المواطن، ومع ارتفاع أسعار كل شيء، صار البعض يتجهون لخداع الناس لكي يستطيعوا الحصول على قوتهم.
فلما وجدوا العملية سهلة، تحولوا من الخداع إلى الجريمة المنظّمة،
ووجدوا في ضعاف النفوس من الموظفين من يدعمهم، فصاروا مافيا.
احذروا من هذه المافيا، وحَذّروا أولادكم من فتياتها!