..
للهروب من الغلاء ..
سعوديون يشترون
الأضاحي بالتقسيط
الاقتصادية – الجمعة، 26 أكتوبر 2012.. .
.
إرسال بريد إلكتروني
...
.
.
.
حسين مطر من الرياض
يمارس هواية تربية الأغنام والمتاجرة بها منذ 20 عاما، لكنه يقف أمام ماشيته متعجبا من إحجام الزبائن هذا العام مقارنة بأعوام سابقة بشكل لافت.
يقول لـ ''الاقتصادية'' محمد سالم المانع تاجر الماشية إن هناك تراجعا في الإقبال على شراء
الأضاحي بشكل كبير على غير العادة من كل عام خصوصا خلال يوم عرفة وما قبله، مشيرا إلى أن الأسعار التاريخية للأغنام غير مألوفة وليست في متناول عامة الناس حاليا.
وأكد المانع أنه ابتكر فكرة لتسويق تجارته ببيع
الأضاحي بالتقسيط الذي قد يصل إلى عام كامل حسب الاتفاق مع الزبون.
وأضاف أنه لا يبيع بالتقسيط إلا لمن يعرفه أو سبق التعامل معه، كي يحفظ حقوقه - على حد وصفه، مشيرا إلى أنه يأخذ فوائد على القيمة الأصلية للأضحية نحو 15 في المائة.
وبرر تاجر الماشية سبب البيع بالتقسيط إلى أن ''الزبون لا يملك مبلغ الأضحية المرتفع وبخاصة هذا العام، ويرغب في إتمام هذه السنة وطلب الأجر ونحن نسهل له المسألة بأقساط ميسرة حسب الاتفاق''.
ونسب الغامدي أسباب ارتفاع أسعار الأغنام إلى زيادة أسعار الأعلاف وارتفاع تكلفة العمالة، مشيرا إلى أن الأسعار في هذا العام تعد تاريخية ولم تصل لها من قبل أبدا.
وفي سياق غير بعيد، يؤكد المواطن ناصر القحطاني أنه اشترى أضحية هذا العام بـ 1800 ريالا من نوع ''نجدي''، مبينا أنه اتفق مع أحد التجار الذين يعرفهم بالشراء بنظام التقسيط.
وزاد القحطاني في حديثه قائلا: اضطررت
لشراء الأضحية هذا العام بالتقسيط لارتفاع سعرها بالكاش، وكوني مرتبطا بمصروفات أخرى للأسرة خاصة بالعيد وأخشى أن تهتز ميزانيتي التي أحددها كل شهر.
وأبان القحطاني أنه يريد الفضل والأجر في الحديث النبوي، إذ يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: ''ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسا''.
فيما يؤكد محمد الشمري تاجر الماشية، أنه تراجع الطلب بشكل ملحوظ خلال العام الحالي على الأضاحي، مستدركا ''ما يلفت الانتباه هذا العام انتشار ظاهرة البيع بالتقسيط وتصريف الكميات الكبيرة بأي شكل''. واتفق الشمري مع الغامدي حول الزيادة التاريخية لأسعار الأغنام، مشددا على أن زيادة أسعار الأعلاف هي السبب الرئيسي وراء تلك القيم الفلكية للأضاحي، متوقعا في الوقت ذاته أن تستمر الأسعار في الزيادة مع ازدياد أسعار الأعلاف حتى بعد عيد الأضحى.
يذكر أن هناك جدلا ثائرا بين علماء الأزهر في مصر حول توفير جمعيات خيرية في مصر
الأضاحي لغير القادرين على أن يقوموا بتسديد ثمنها على أقساط، حيث أجازه بعضهم ومن بينهم المفتي علي جمعة، فيما ذهب آخرون إلى أن هذا الأمر فيه ''كراهة''.
وقال مفتي مصر على جمعة، في فتوى مكتوبة له قبل أيام، نشرتها وكالة الأناضول للأنباء،: ''إن قيام المضحّي بشراء صك الأضحية بالتقسيط هو عبارة عن عقد شراء للأضحية، وعقد توكيل بالذبح، ولا مانع من أن يكون هذا الشراء مقسطًا''. وأوضح أنه ''تقرر في الشريعة صحة الشراء والبيع بالتقسيط، وأنه لا يغير من هذا الحكم كون المبيع أضحية أو غيرها''.
فيما لفت أحمد كريمة، أستاذ الفقه في جامعة الأزهر، إلى أن ''شراء الأضحية بالتقسيط مكروه''، لأن ''الأضحية حكمها التكليفي سنة وهذه القربات تكون على السعة، ولا يتصور أن يكون إنسان ذو دخل محدود ولديه مستلزمات ضرورية ويلجأ للاستدانة التي هي مبغوضة شرعًا''.