ومن أمام مكاتب حملات الحج المزدحمة في البطحاء، قال عدد من المواطنين لـ"سبق" إن هناك ارتفاعاً مبالغاً فيه لأسعار الحملات، فتكلفة الحاج الواحد وصلت لأكثر من 15 ألف ريال ضمن الحملات المتوسطة فقط.
وفي السياق ذاته قال المواطن محمد الضاوي لـ "سبق": "أغلب مكاتب الحملات أقفلت باكراً حجوزاتها خلال أول أسبوع من هذا الشهر، وقوائم الانتظار أصبحت طويلة، وهم يرفعون الأسعار على كيفهم، وهذا التصرف يجبرنا على اللجوء للحج غير النظامي".
أما المقيم محبوب عارف، وهو باكستاني الجنسية، فقال لـ"سبق": "منذ أسبوع وأنا أبحث عن حملة حج تأخذني، لكنني فشلت على الرغم من أنني مرتبط بتصريح الحج الذي لا يعطى إلا في هذا الشهر، وأصحاب الحملات يعرفون ذلك جيداً؛ لذلك يزيدون الأسعار علينا نحن الأفراد، ويبررونها بتوفير خدمات أكل وإقامة وإعاشة، والتي لا يجدها الحاج عند الوصول لمكة.. وأصلاً لا يرغبها".
وأكد عارف أنه سيضطر أمام ارتفاع الأسعار إلى أن يحج هذا العام بشكل غير نظامي من خلال حملات سيارات بعض السعوديين الذين يعملون خفيةً في هذا المجال.
وبانزعاج يقول المواطن سعد الدوسري لـ "سبق": "لماذا يترك الأمر لأصحاب الحملات يتحكمون في الأسعار، ويحددون من يحج ومن لا يحج، يجب أن يكون هناك تنظيم رسمي من الجهات المختصة يرتب فئات الحج ويراعي الحالات المادية للحجاج".
ويستغرب الدوسري ارتفاع أسعار حجاج أقل الفئات المخصصة لذوي الدخل المحدود، فالفئة "هـ" وصلت إلى 8000 ريال.
أما "أم عبدالعزيز" فتصف معاناتها وولديها مع بعض أصحاب الحملات غير السعوديين الذين يتلاعبون بتسعيرة الفئات "حسب مزاجهم"، وتقول: "يستغلون حالتنا.. ويعتذرون بأن جميع الحملات محجوزة، ثم يطالبونها بدفع 20 ألف ريال في 6 أيام فقط إذا أردنا الحج.. أين الجهات المسؤولة عن هذا التلاعب؟".
من جانبه نفى موظف في مكتب حملة حج لـ "سبق" ما يقال عن التلاعب بالأسعار، وقال: "نحن نقدم أسعارنا حسب طلب الزبون، وحسب الخدمات التي نعرضها عليهم في الإعاشة والسكن القريب من المناسك. وكثير من الحجاج الجادين يرتبون حجوزاتهم قبل الحج بفترة زمنية طويلة، ويأتون بتصاريحهم، لكن البعض يريد أن يحج والسلام، ويعتبر أن الأمر كرحلة عادية بلا ترتيب أو مراعاة للآخرين".
وطالب عويض الحربي، صاحب حملة حج، الراغبين في الحج بعدم اتهامهم بالتلاعب في الأسعار والمبالغة فيها، مؤكداً أن "الخطوط السعودية زادت مقاعدها إلى أكثر من 2000 ريال، وكذلك سائقي الحافلات زادت رواتبهم إلى أكثر من 6000 ريال، ولترات الوقود في ارتفاع، والفنادق، والمخيمات، والنقل، والغذاء، وحتى العمالة التي تساعد في الحملة زادت مكافآتهم".
وختم الحربي حديثه لـ "سبق" قائلاً: "في ظل هذا الارتفاع في أسعار الخدمات.. كيف لا تريدون حملة الحج أن ترتفع