آل مجثل: حضور المسؤول للشورى "تقليعة".. وما يحدث في يوم الوطن احتقان وليس احتفالاً
- مكاتب الاستقدام تتآمر "خفية" على المواطن السعودي وتبتزه ووزارة العمل تتفرج. - لم يكن هناك وقت كافٍ لعرض الكثير من الشكاوى والاقتراحات على الربيعة. - عندما يأمن مَنْ وضع يده على المال العام تكتمل المصيبة وتعظم الرزية. - تمنيتُ أنظمة تضبط سلوكيات مجتمعنا مثل بريطانيا. - عتق الرقاب مكَّن أهل الإجرام من معاودة إجرامهم وبعضهم جمع الملايين منها. - لا بد من إيجاد نظام جديد يعاقب المتجاوزين من رجال الهيئة . - المصلحة العامة للوطن والمواطن فوق أي اعتراض من أي فئة في المجتمع. - كيف نطوِّر صحافتنا المحلية وبعض رؤساء التحرير لهم 40 سنة فيها؟ - الاستثمار الأجنبي تجربة فاشلة. - عيب المجتمع السعودي الطيبة الزائدة. - الله حاور إبليس فلماذا لا تتحاور التيارات الفكرية فيما بينها . - الوسط الرياضي مريض ومليء بالميكروبات والطفيليات.
شقران الرشيدي - سبق - الرياض: طالب عضو مجلس الشورى الأستاذ عبد الوهاب آل مجثل بالتضحية ببعض المسؤولين، ولا أن يُضحَّى بالشعب السعودي؛ لأن هناك قرارات اتُّخذت من قِبل هؤلاء المسؤولين لها نتائج كارثية وتأثيرات، عانى منها الكثير من أفراد المجتمع.
وقال آل مجثل في حواره مع "سبق": "إن ما يحدث في يومنا الوطني ليس احتفالاً وإنما احتقاناً؛ لأن الشباب لا يستطيع أن يعبِّر عن رأيه، ولا أن يُرضي طموحه، ولا أن يُحقق رغباته".
وأكد آل مجثل أن مكاتب الاستقدام تتآمر بشكل خفي مع المكاتب الخارجية لابتزاز المواطن السعودي، في حين أن وزارة العمل تتفرج.
وتناول الحوار مع آل مجثل العديد من المحاور المهمة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والرياضي والأمني، وهموم المجتمع والشباب وقضاياه الملحة.. فإلى تفاصيله:
* كثيراً ما تثير الجدل بتصريحاتك وآرائك الجريئة.. فهل أنت شخص مختلف أم أن لك رؤية أخرى للأشياء؟
- لستُ شخصاً مختلفاً.. وإنما هكذا أنا، أحب دائماً أن أرمي بحجري في المياه الراكدة، وآرائي ليست رؤية شخصية، وإنما هي رؤية مجتمع، الكثير من أفراده لا يستطيع التعبير عن رأيه.
* في احتفالات اليوم الوطني برزت لنا ممارسات صبيانية، وتخريب ورقص وعبث.. هل يعني ذلك أننا نفتقد ثقافة الفرح، ولا نعرف كيف نعبِّر عنه؟
- أنا لا أرى أن ما يحدث في يومنا الوطني "احتفال"، وإنما "احتقان"؛ فماذا تريد من شباب لا يستطيع أن يعبِّر عن رأيه، ولا أن يُرضي طموحه، ولا أن يُحقق رغباته؟.. ما يحدث في يومنا الوطني رسالة تدعو إلى ضرورة شغل أوقات فراغ أكثر من 70% من الشعب، بما يعود عليهم بالنفع.. من خلال توفير فرص العمل، وزيادة فرص الابتعاث، وتطوير الذات، ودعم مؤسسات المجتمع المدني، وإنشاء نوادي الأحياء؛ لتكون بيتاً لأهل الحي، يناقشون فيها قضاياهم ومشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وتعزيز دور الفتاة في التنمية من خلال توفير فرص العمل ودعم المؤسسات الصغيرة والناشئة المهتمة بالأنشطة والأغراض النسائية، وقَصْر العمل فيها للنساء.. عندما يحدث كل ذلك ستجد أن احتفالنا بيومنا الوطني سيكون مختلفاً بقدر ما يهبه هذا الوطن لأبنائه وبناته.
* متى يكون الولاء للوطن فقط وليس للمنطقة أو القبيلة والإقليم؟
- يكون الولاء للوطن متى كان معيار تقييمك مقترناً بما تقدمه أنت للوطن، وكذلك بما يقدمه لك الوطن. كيف تريد من مواطن أن يدين بالولاء لوطن لا يملك فيه شبراً، ومع ذلك فإنه في الحقيقة أكثر ولاء بفطرته ممن يملك عشرات الملايين من الأمتار في شتى بقاع الوطن.
* لماذا نجد بعض أعضاء مجلس الشورى "نجوماً" في التصريحات الإعلامية المثيرة، لكنهم داخل المجلس "هادئين"، ولا تأثير لهم على التوصيات؟
- لا أعلم كيف جزمت بأنهم هادئون في الداخل ولا تأثير لهم على التوصيات.. فما يحدث في الخارج هو انعكاس لما يحدث في الداخل، وبعض أعضاء المجلس الفاعلين والمتفاعلين يضطر في بعض الأحيان إلى إثارة بعض الأمور في الخارج لعجزه وعدم قدرته على فعل شيء في الداخل.
* يتساءل كثير من المتابعين عن دواعي حضور المسؤول إلى مجلس الشورى.. هل هو للمساءلة والمناقشة الصريحة أم ليلقي كلمة، ويذكر أرقاماً وإنجازات، ثم يرحل إلى حال سبيله؟ أين المواجهة والتساؤلات؟
- حضور المسؤول إلى مجلس الشورى – من وجهة نظري – تقليعة، نقلِّد بها بعض المجالس التشريعية في كثير من دول العالم، التي تستدعي الوزير للمساءلة؛ لينتج من تلك المسألة منحه الثقة أو حجبها عنه. بينما تنعكس عندنا الآية؛ فنحن لا نملك أن نحجب الثقة عن أحد؛ وهو ما يدفع ذلك الأحد إلى عدم الحرص على اكتساب ثقتنا.. هذا باختصار واقع مجلسنا.
* متى يترسخ لدينا مفهوم "استقالة المسؤول" عندما يعجز عن تحقيق الأهداف المطلوبة منه؟
- متى عَلِم المسؤول أن هناك مَنْ يحاسبه ويراقبه ويُسائله عندئذ سيشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه. أما وقد أَمِن العقوبة فمن الطبيعي أن يسيء الأدب.
* ينتقد أعضاء مجلس الشورى وزارة الصحة كثيراً، وعندما استُضيف وزير الصحة في المجلس مؤخراً لم تُثَر أمامه قضايا وشكاوى المرضى، لماذا خذلتم المواطنين؟
- لم يكن هناك وقت كافٍ لعرض الكثير من الشكاوى والاقتراحات.. فقد حضر معاليه ليقرأ علينا تقريراً عن أعمال وزارته، جاوز العشرين صفحة، في حين لم يتسع الوقت المخصص لمزيد من البحث والتقصي مع معاليه حيال شكاوى وآمال المواطنين، وتم تقديم تلك الشكاوى والاقتراحات على شكل أسئلة مكتوبة، سُلِّمت إلى معاليه بعد انتهاء الجلسة!!
* كيف ترى "الفزعات" والتبرعات بدفع الملايين لإطلاق سراح المحكومين بالقصاص؟
- لي وجهة نظر شخصية في هذا الموضوع، فأنا ممن يرى أن السعي في عتق الرقاب إذا لم يكن لوجه الله تعالى وإنما مقابل ملايين الريالات هو تعطيل حد من حدود الله، ففي الوقت الذي جعل الله لنا في إقامة الحدود حياة نجد في الوقت ذاته أن البعض ثَرِي على حساب إزهاق حياة البعض، وتمكين أهل الإجرام من معاودة إجرامهم، فيكفي أن تعلم أن اثنَيْن ممن تم العفو عنهم وتم إطلاق سراحهم مقابل ملايين الريالات قد عادا إلى السجن مرة أخرى في قضايا قتل أخرى.. وهذا مثال فقط، وما خفي كان أعظم، بل – ولعلمك - هناك مَنْ امتهن مثل هذه المهنة وثَرِي على حسابها، بل بلغ من ثرائه مبلغاً، دفعه لأن يشتري "مزيونة" من مزاين الإبل بتسعة ملايين ريال سعودي. أنا يا أخي مع وقف مثل هذه الممارسات، وتوجيه المبالغ المالية التي تُصرف فيها إلى برامج مجتمعية، تسعى إلى تطوير الذات، وتوفير فرص العمل، والقضاء على الفقر.
* إلى أي مدى انعكس تأثير عملك الأمني على مسارات حياتك؟
- أعاني كثيراً من فرط الحساسية تجاه كل جديد بسبب ذلك، كما أتوجس كثيراً، وأعيش حالة من القلق والتفكير الكثير في كل ما أنوي فعله، ولمثل تلك الهواجس إيجابيات وسلبيات، لكني في النهاية أُغلّب درء المفاسد على جلب المصالح.
* طالبتَ في تصريح سابق بـ"التضحية ببعض المسؤولين ولا أن يُضحَّى بالشعب السعودي"، ماذا تقصد؟
- هناك الكثير من القرارات التي اتُّخِذت من قِبل بعض المسؤولين، كان لها نتائج كارثية وتأثيرات تبعية، عانى منها الكثير من أفراد المجتمع؛ ما جعل المواطن يدفع ضريبة خطأ المسؤول، وسيبقى الحال كذلك طالما لم تكن القرارات قرارات مؤسسية، تقوم على دراستها وإقرارها مؤسسات متخصصة، أعضاؤها من أفراد الشعب، يراعون المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
* قلتَ ذات مرة: "وزارة العمل هي الوزارة الوحيدة في العالم التي تشجِّع الوافدين على الانتقال من عمالة مقيمة بطرق شرعية إلى عمالة مخالفة".. هل أوضحت أكثر؟ وما مآخذك على أداء الوزارة بشكل عام؟
- أليست وزارة العمل هي التي تمنع تجديد إقامة الوافدين؛ لتحولهم بذلك إلى مقيمين بطرق غير مشروعة؟.. أليست وزارة العمل هي التي امتنعت عن قبول بلاغات الهروب بحجة أن أصحاب العمل يقعون في النطاقَيْن الأحمر والأصفر؟.. أليست وزارة العمل هي من فرضت الكثير من القيود على أصحاب العمل بحجة السعودة في أعمال امتنع السعوديون عن العمل بها؛ ليضطر صاحب العمل إلى الاستعانة بالعمالة الوافدة، مخالفة كانت أو نظامية؛ ليسير عمله في ظل امتناع السعودي عن العمل؟.. أليست وزارة العمل هي من جعل من المواطن أقلية في ظل فتحها الباب على مصراعيه لبعض الشركات الكبيرة في استقدام ما تشاء من العمالة الوافدة، تحت ذريعة النطاقات؟.. أليست وزارة العمل مع هيئة الاستثمار هي من فتح المجال على مصراعيه للمستثمر الأجنبي بأن يأتي بأبناء جلدته وأقاربه وأبناء عشيرته تحت اسم التسهيل للاستثمار الأجنبي، ودون حدود؟.. إن من أبرز المآخذ على وزارة العمل أنها تسعى إلى معالجة الكثير من القضايا الوطنية بأساليب ارتجالية وعشوائية، ودون دراسة وتمحيص لآثارها المستقبلية.
* مارستَ الكتابة في عدد من الصحف السعودية، ما أكبر مشكلة تواجهها الصحافة المحلية؟
- لا أعلم – حقيقة – ما المعايير التي يرى بعض رؤساء تحرير الصحف وجوب توافرها في الكاتب الصحفي؛ فمن الثابت أن بعض رؤساء تحرير تلك الصحف، وبدعم بعض رؤساء مجالس الإدارات، لا يجيد الحديث فضلاً عن الكتابة، في الوقت الذي يجعل من نفسه معياراً لتقييم مستوى الكاتب؛ وهو ما أفرز لنا كتابات وكتّاباً سطحيين ذوي أطروحات ساذجة وأفكار بالية.. وهذه أكبر مشكلة أواجهها عند كتابتي لبعض الصحف.
* هيئة الصحفيين السعوديين.. كيف يمكن تفعيلها؛ ليكون لها مواقف أكثر إيجابية من قضايا الصحافة المحلية؟
- لا يمكن بأي حال من الأحوال تفعيل دور هيئة الصحفيين في ظل سيطرة رؤساء تحرير الصحف على مقاعدها، وتصنيف نطاق جمعياتها العمومية بما يتوافق مع أهواء رؤساء تحرير الصحف. ولو كان لي من الأمر شيء لمنعت رؤساء تحرير الصحف من المشاركة في عضوية مجلس إدارتها، ولسننت لها تنظيماً يجعل منها هيئة تهتم بتطوير أداء المهنة والممتهنين لها، وتمكين الأكثر كفاءة ومهنية من تولي رئاسة تحرير الصحف.. كيف نريد لصحافتنا المحلية أن تتطور في ظل احتفال البعض من قياداتها بمرور أكثر من أربعين سنة على رئاسته لتحرير صحيفته التي أصبحت تسمى باسمه؟
* ينتقد بعض المواطنين سلبية مجلس الشورى في جوانب عمله وأدائه، وحتى في ضعف تفاعل أعضائه مع هموم الناس وقضايا المجتمع.. بماذا ترد على تلك الانتقادات؟ وماذا ينقص المجلس حالياً؟
- سوف يظل النقد موجوداً والعيب موجوداً طالما لم يتحول المجلس من مجلس استشاري إلى سلطة تشريعية، وطالما لم يُتَح لأفراد الشعب اختيار من يمثلهم في عضويته وفقاً لضوابط يتم إقرارها، يستطيع من خلالها ولي الأمر توجيه ذائقة الشعب وتطوير ملكاته في اختيار الكفاءات المتميزة والقادرة على التعبير عما يُصلح حال الرعية والراعي.
* يشتكي المواطن من غلاء أسعار الأراضي، وارتفاع إيجار الوحدات السكنية، والمواد الغذائية، وفواتير الخدمات والسلع، وعدم وجود فرص عمل ملائمة.. إلخ. في رأيك، ما "خارطة الطريق" لعلاج مثل هذه المشاكل؟
- خارطة الطريق تكمن في القضاء على مسألة "الاحتكار".. وإلزام الإقطاعيين بدفع ضرائب لخزينة الدولة، تُصرف على تطوير مشاريع الإسكان والتوسع في دعم وإنشاء أفرع لمصلحة حماية المستهلك ومكافحة الغش التجاري، وإنشاء محاكم متخصصة لذلك، والتشهير بطالبي الثراء على حساب صحة المجتمع وسلامته، والتوسع في إنشاء مؤسسات مجتمع مدني متخصصة، تمارس دور الرقابة على المؤسسات الحكومية.
* قريباً ستتبوأ المرأة السعودية مقعدها في مجلس الشورى، كيف ترى مستقبل عمل زميلتك المرأة في لجان المجلس؟
- ليست المرأة بأفضل حالاً من الرجل؛ فما عجز عن فعله الرجال لن تستطيع فعله النساء. والمشكلة - يا سيدي - ليست في المرأة ولا الرجل؛ المشكلة في أدوات العمل؛ فطالما لم يكتسب المجلس صفة السلطة التشريعية سيظل حال المرأة والرجل كما السابق.
* على الرغم من الميزانية الضخمة التي تُخصَّص لقطاع التعليم لا نزال نشكو من مشكلة المدارس المؤجَّرة، وعدم تطوير المناهج، وضَعْف تهيئة المعلمين والمعلمات، وتدني مستوى الإدارة المدرسية.. إلخ. في رأيك متى نحل هذه الإشكالية؟
- المعادلة سهلة، والإجابة واضحة، فعندما توفر المال اللازم لعمل شيء ما، ثم لا يُعمل عندها، ينحصر الخطأ في الإهمال فيمن وضعتَ في يده المال.. ونحن – للأسف - نتلف الكثير من المليارات بوضعها في يد من يعمل على تبديدها بسوء تصرفاته وارتجاليته وانفراديته.. والأعظم و"الأطم" عندما يأمن من وُضع في يده المال من المساءلة والمعاقبة؛ عندها تكتمل المصيبة وتعظم الرزية.
* رأستَ نادي أبها، ويلقبونك بـ "قائد نهضة الرياضة في الجنوب"، وتُعَدّ إحدى الشخصيات الفاعلة في الوسط الرياضي، أين أنت من طرح أفكار ومقترحات لمعالجة "علة" الرياضة السعودية؟
- بكل ألم أقول إن المجتمع الرياضي في السعودية مليء بالميكروبات، وتنتشر فيه الكثير من الطفيليات التي تجعل البيئة دائماً بيئة مريضة، لا يعيش فيها إلا المرضى. وقد عانيت كثيراً أثناء دخولي المعترك الرياضي من هذه الطفيليات حتى مرضتُ. وحتى لا يتحول المرض إلى داء مستعصٍ يصعب علاجه، وربما يتطور إلى وباء، فقد آثرت السلامة، وابتعدت؛ لأمضي بقية حياتي في مصحة بيتي.
* ما أبرز مكتسباتك من انتمائك للوسط الرياضي؟
- ليس هناك أي مكتسبات، بل خسائر احتسبها عند الله، وأسأل الله أن يخلف بها عليَّ بخير.
* لماذا لم يعد المنتخب السعودي لكرة القدم يحقق البطولات كما كان سابقاً؟
- المنظومة الرياضية من القاع إلى القمة تحتاج إلى غربلة وتطوير، وما يحدث من تردي مستوى الرياضة السعودية انعكاس لما يحدث في أساليب عملها وآليتها ونوعية قياداتها.
* لو طُلب منك العمل في اتحاد كرة القدم السعودي هل ستقبل؟
- سأقبل بذلك، ولكن بشرط، أحتفظ به لنفسي، ولا أستطيع البوح به الآن؛ لأن في فمي ماء.
* أغلب الأندية الرياضية تعاني أزمات مالية، وهدراً في الموارد، وتدخلات أعضاء الشرف، وتعاقدات فاشلة، وإدارة مزاجية.. متى تصبح لدينا أندية محترفة؟
- أولاً، لا بد من إصلاح المرجعية والجهة الرقابية الإشرافية، وسَنّ الأنظمة والقوانين بما يتوافق مع أنظمة الاتحاد الدولي، والعمل على خصخصة قطاع الرياضة، ونزع ولاية الحكومة عليه، والعمل على تطوير مهارات العاملين في الوسط الرياضي من لاعبين وإداريين بما يتوافق مع تلك الأنظمة، وإنشاء المحاكم الرياضية المتخصصة والخاضعة في أنظمتها لأنظمة نظيراتها في الدول الأكثر تقدماً.
* إلى أي مدى كانت خطط التنمية "متوازنة" في مختلف مناطق السعودية؟
- متى ما أُعلنت خطط التنمية، وأصبحت حقاً مشاعاً، من حق أي مواطن الاطلاع عليه، أستطيع عندها الإجابة بأنها متوازنة أو غير متوازنة.
* متى نستطيع تنويع قاعدتنا الاقتصادية ولا نعتمد فقط على سلعة البترول؟
- يجب على الدولة أن تدعم وتوجُّه المستثمرين إلى الاستثمار في بدائل النفط.. وأن تهيئ لهم البنية التحتية اللازمة لذلك.. وأن تبسط الإجراءات، وتدعم توفير العمالة الرخيصة، وتفعّل دور المدن الاقتصادية في تنمية المجتمع، وتحرص على تطوير كفاءة أبناء البلد لقيادة مثل تلك الصناعات، وتعمل على تبني الأفكار وبرامج تطوير المهارات وبراءات الاختراع.
* في قضايا العمالة المنزلية لماذا لا تزال بعض الدول، بالتعاون مع بعض مكاتب الاستقدام المحلية، "تبتز" المواطن السعودي، وترفع أسعارها؟
- أنا ألخص مجمل الأسباب في تلبية مكاتب الاستقدام لدينا، وتآمرها الخفي والعلني مع مكاتب الاستقدام الخارجية في ابتزاز المواطن السعودي.. وكذلك سلبية وزارة العمل في بسط نفوذها ورقابتها على مكاتب الاستقدام، وعدم سعيها إلى ما يحقق مصلحة المواطن من خلال تنويع الفرص والبدائل وشرعنة العقود بما يحقق مصلحة الطرفين، ويحدد التزام كل طرف منهما.. والحل في القضاء على كل ذلك يكمن في إنشاء شركات كبيرة متخصصة في استقدام العمالة، وتدريبها، وضمان سلامتها والتأمين عليها، وتقوم بدورها بتأجيرها لأصحاب العمل، وضمان قيامها بالمهام المناطة بها، وتكون تلك الشركات هي المسؤولة عن مواجهة صاحب العمل.. كما أنه من الضروري جداً سَنّ الأنظمة التي تحكم علاقة العاملين بأصحاب العمل، وإنشاء المحاكم المتخصصة لنظر النزاعات الناشئة عن ذلك.
* مطارات السعودية تعاني الإهمال، وضَعْف الصيانة، والترهلات الكبيرة، وافتقادها كثيراً من الخدمات، كيف نجعلها مناطق حضارية وجذب مميزة؟
- فتح المجال أمام القطاع الخاص الوطني والأجنبي للاستثمار في قطاع المطارات، وإنشاء الأسواق الحرة في المطارات.. أهم عاملين من شأنهما تطوير مطاراتنا.
* تتزايد أعداد المخالفين والمتسللين إلى جنوب السعودية من إفريقيا واليمن، بما يمثل خطراً أمنياً كبيراً على المجتمع، ماذا فعل مجلس الشورى لتسليط الضوء على هذه القضية الحساسة، وسُبل علاجها؟
- مجلس الشورى فعل أكثر مما بوسعه في جميع القضايا التي تهم أمن الوطن والمواطن، ويبقى الدور على السلطة التنفيذية في تأمين حدود السعودية.. وفرض العقوبات الصارمة والرادعة على كل من يعمل على تجاوزها أو العبث بها.. ولنا بجميع بلدان العالم أسوة في ذلك.
* مؤخراً تزايد العنف في المجتمع، ما أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- العنف موجود منذ زمن، وليس مؤخراً، ولكن شبكات التواصل الاجتماعي جعلت من العالم قرية صغيرة، وجعلت من السر بين اثنين مادة إعلامية تتناقلها وكالات الأنباء العالمية.. وعادةً ما يكون العنف ناتجاً في أصله من أمراض نفسية واحتقانات مجتمعية مرتكزة في أصلها على عدم توافر أسباب الحياة الكريمة، وفتح المجال أمام حرية التعبير والرأي.
* هل تميل إلى تأطير قانوني معيَّن لعمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
- من الطبيعي جداً أن التقنين من شأنه ضبط الأمور، وحصر دائرة الاجتهاد، التي غالباً ما تكون سبباً في الكثير من الأخطاء.. أنا من الداعمين لعمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. لكني من الداعمين أيضاً إلى تشريع نظام يحدد اختصاصاتها وآليات عملها وحدود صلاحياتها، وإلزام المنتسبين إليها بالالتزام بذلك، ومعاقبة المتجاوزين.
* اعترض بعض فئات المجتمع على توجُّه مجلس الشورى لإصدار توصية تلزم السعوديات باستخراج بطاقة هوية وطنية.. ماذا تم بهذا الشأن؟
- الموضوع ما زال قيد الدراسة لدى اللجنة المختصة في المجلس. وعلى أي حال، المصلحة العامة للوطن والمواطن فوق أي اعتراض.
* لماذا يقف بعض "المتنفذين" حجر عثرة في طريق تنفيذ بعض القرارات الملكية التي تصب في مصلحة المجتمع؟
- اسألوهم إن كانوا ينطقون.
* بحكم أنك من رجال الأعمال، لماذا لا نجد رجال الأعمال السعوديين يشاركون في تحمُّل المسؤولية الاجتماعية وتنمية المجتمع؟
- المسؤولية الاجتماعية ثقافة مجتمع، وليست ثقافة فرد، وإذا ارتقت ثقافة المجتمع فمن الطبيعي جداً أن ترتقي ثقافة الفرد.
* ما مدى رضاك عن مسارات الاستثمار الأجنبي في السعودية؟
- الاستثمار الأجنبي - من وجهة نظري - تجربة فاشلة؛ إذ إن بيئة العمل بيئة غير صحية؛ فالمستثمر الحقيقي، سواء كان أجنبياً أو مواطناً، يريد الأمن على استثماره، من خلال وضوح الرؤية وسَنّ الأنظمة والقوانين وتنفيذ أحكام السلطة القضائية.. وهو ما لا يزال مفقوداً إلى حد كبير.
* كيف يمكن التعامل مع التيارات الفكرية في المجتمع؟
- الحوار، ولا شيء غير الحوار.. فالله حاور إبليس في كتابه الكريم عندما رفض الانصياع للأمر بالسجود لآدم.. ففتح الله معه حواراً لمعرفة أسباب امتناعه عن تنفيذ الأمر.. ومع أن الله أعلم بما في نفس إبليس من إبليس.. إلا أن الله لم يصادر حق إبليس في الدفاع عن نفسه وإبداء وجهة نظره، وأنا أقول لأولئك الذين يرون أن خصومهم مثل إبليس: لستم بأفضل من الله.
* ماذا فعل أعضاء مجلس الشورى لمعالجة أزمة السكن؟
- أكرِّر بأن المجلس فعل ما يبرئ الذمة، وأرى توجيه مثل هذا السؤال على وجه الخصوص للمتحدث الرسمي لمجلس الشورى.
* "الربيع العربي" ماذا يعني لك؟
- الربيع العربي حالة من الاحتقان المجتمعي، الذي أدى إلى الانفجار في وقت الربيع.. وهو كالنار التي تحت الرماد، وكالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء، وقد يتطور ليكون صيفاً أو شتاءً أو خريفاً.
* ابتُعثتَ لبريطانيا للدراسة، ما الذي وجدته هناك وتمنيت وجوده في المجتمع السعودي؟
- وجدت هناك إسلاماً ولم أجد مسلمين.. وتمنيت لو رأيت في بلدي أنظمة تضبط سلوكيات المجتمع كتلك التي رأيتها في بريطانيا.
* ما الحكمة التي تؤمن بها؟
- إذا جاءتك الطعنة من الخلف فاعلم أنك في المقدمة.
* ما القرار الذي اتخذته وندمت عليه؟
- لم أندم يوماً على قرار اتخذته، لكنني تحملت في كثير من الأحيان مسؤولية بعض تلك القرارات.
* ما أبرز عيوب المجتمع السعودي؟
- مجتمع طيب أكثر من اللازم.