ماذا يعني لنا سن المراهقة ؟
يسمون المراهق عندهم بــ : التين ايجر ..
يعني بالعربي الفئة العمرية اللي بآخر عددها تين ،
يعني من ثيرتين 13 ، إلى ناينتين 19 سنة ..
والجماعة حللوا وحللوا ، ووجدوا أن هذه السن من أخطر وأحلك مراحل العمر،
تكثر فيه الجريمة والعنف والتمرد وهلم جرا .
وربطوا ذلك بالتغييرات العضوية والبيولوجية والنفسية
التي تطرأ عليه في هذه المرحلة،
مما يسبب له قلقاً وإرباكاً - زعموا - وينتج عنه إحساس بالخمول والكسل والتراخي.
كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية
عند المراهق غير دقيقة كما زعموا أيضا ..
و ولجنا معهم وبمباركة المثقفين منا ؛ جحر الضب
وجعلنا ما يقولنه ويهرفون به عين الحقيقة ومن المسلمات ..
حتى بات أكثرنا يبرر لهذه الفئة سفههم
بل كم قد سمعت من يردد مع حال المراهقين : خليه يعيش حياته ياخي
!! وحتى أصبح السفهاء منهم يتبجح بفعله
ويتعذر بمراهقته ،
ولم يدر المسكين بل نحن المساكين
أن هذه السن هي سن التكليف ...
نحن لا نعارض قولهم بأن هناك تغيرات ... الخ !!
ولكن لا نرضى بقولهم أن هذه الفترة فترة كسل وتراخي وإحباط
بل نقول أن هذه الفترة فترة النضج والاكتمال والاستعداد التام لتحمل تبعات ما يقترف ..
ودليل ذلك أن الله جعل التكليف في سن الخامسة عشر أو قبل ذلك
طبعاً كما قرر الفقهاء من إنبات العانة أو خروج المني
وتزداد الفتاة بالحيض والنفاس ..
لم جعل الله وهو أعلم بعباده سن التكليف هنا بالذات ،
فيحاسب المرء من حينها ؟
قال صلى الله عليه وسلم : ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثلاث : عن الصَّبِى حَتَّى يَبْلُغَ ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيق ) .
أجعلها كذلك لكثرة الاضطرابات والاحباط
أم لكمال الاستعداد وأن الشخص قد أصبح محلا للتكليف !!
أترك لكم الجواب .
وهاكم نماذج لمراهقي أمة الإسلام لتعلموا صدق ما ذهبت إليه ..
المراهق الأول : أسامة بن زيد رضي الله عنه . أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش فيه خيار الصحابة
وهوابن تسع عشرة سنة وقيل ثمان عشرة سنة يعني أنه كان تين ايجر !!
وها هو إياس بن معاوية الذي ضرب به المثل في الذكاء وهو صبي
وخلفه أربعمائة من العلماء وأصحاب الطيالسة ، لما قدم على المهدي ، فقال المهدي : أف لهذه العثانين ، أما كان فيهم شيخ يتقدمهم غير هذا الحدث ،
ثم التفت إليه المهدي وقال: كم سنك يا فتى؟ فقال: سني ـ أطال الله بقاء أمير المؤمنين ـ
سن أسامة بن زيد بن حارثة لما ولاه رسول الله جيشا فيه أبو بكر وعمر .
فقال له : تقدم، بارك الله فيك، وكان سنة سبع عشرة سنة. ف
لله درهما من مراهقَين ..
وهذا مراهق آخر يدعى : محمد بن القاسم الثقفي فاتح السند ،
تولى السند وعمره سبعة عشر عاماً وفي ذلك قال الشاعر :
إن المنـايا أصـبحت مـختالة *** بمحمد بن القاسم بن مـحمد
ساس الجيوش لسبع عشرة حجة *** يا قرب ذلك سؤددًا من مولد
أولئكم المراهقون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ..
لكن هل يقتصر ذلك على المراهقبن .. كلا !! بل حتى المراهقات ..
وإليكم هذه المراهقة : أم عمارة بنت سفيان الثقفية .
تلك الفتاة التي كانت تسكن في أطراف المدينة .
قالت لها أمها : قومى إلى ذلك اللبن فامذقيه (اخلطيه) بالماء .
فقالت الابنة: يا أُمَّتَاه، وما علمتِ ما كان من عَزْمَة أمير المؤمنين اليوم؟!
قالت الأم: وما كان من عزمته ؟
قالت: إنه أمر مناديًا فنادي: لا يُشَابُ اللبن بالماء.
فقالت الأم: يا بنتاه، قومى إلى اللبن فامْذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك عمر،
ولا منادى عمر.
فقالت الصبيّة: واللَّه ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء، إ
ن كان عمر لا يرانا، فرب أمير المؤمنين يرانا.
وكان أمير المؤمنين يسمع قولها، فأعجب بأمانتها أيما إعجاب
وزوجها من ولده عاصم، وقد ولدت له بنتًا أسماها 'أم عاصم'،
تزوج بها عبد العزيز بن مروان ، فولدت له الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز.
هذه النماذج المضيئة صور حقيقية لسن المراهقة
ولمراهقي صدر هذه الأمة .
فهل يأتي ليصد من أراد نصح مراهق ليقول له بعد ذلك : ياخي خليه يعيش حياته هذا في فترة المراهقة!!