أثار جاري العزيز والمتميز محمد البكر شجوني في موضوع الأراضي التي تقاس (بالدرابيل) وتعيش للهواء والشمس لأن المواطن لا يطول أسعارها الملتهبة منذ سنوات. وقد كنت كتبت في اليوم الوطني أنه ليس على الله ثم الدولة بعزيز أن نؤمن وظيفة وبيتا لكل مواطن.
الآن سأكون أكثر تحديدا وبالمتر المربع، بحيث تأتي الدولة وتشتري الأراضي الشاسعة المشبكة أو تقنع بعض (الشبعانين) بأن يفكوا قيودها لصالح كل (الغلبانين) وتوزعها بواقع 500 متر لكل مواطن ومواطنة، ثم يفرض على البنوك التي تأكل من أموال البلد وتنسى أن تقرض الناس قروضا ميسرة جدا وعلى فترات زمنية طويلة ليبنوا مساكنهم عليها.
ولو حدث ذلك، وهو ليس مستحيلا تبعا لثروتنا الوطنية الكبرى، فسوف يتملك كل سعودي وسعودية مسكنه الخاص بالقدر المعيشي الذي يستطيعه. وسوف ننتهي من معضلة الأراضي الهائلة، الغالية أو البائرة، على أطراف المدن المكتظة بسكانها. كما أننا سنخلق فرص تنمية جغرافية وسكانية وتجارية هائلة تتطلبها مدن السكن الجديدة القائمة على توزيع الأراضي (بوضوح) على المواطنين والمواطنات.
لقد تعبنا ونحن نصيح ونطالب بحق كل مواطن بعدد من الأمتار المعقولة لسكناه هو وأسرته. والأراضي في دولة مثل المملكة أكثر من الهم على القلب، لكنه الهم الذي يفرح به المتنفذ والهامور ومن لف لفهم، ويحزن له المواطن الذي يتنازعه المؤجرون والقلق على مستقبل أسرته. يكفي انتظارا وتسويفا وتأخيرا لهذه المسألة الحياتية المهمة والملحة.. السكن حق وليس منة ولا منحة. كما أن الحلم مشروع وأنا لدي، كما لدى كثير من المواطنين هذا الحلم: أمتار في أرض وطني تحملني وتطمئنني وتحفظ سلامة أسرتي وتكفيهم التكفف أو التشرد.