الجزيره اونلاين حاول مواطنون سعوديون في شمال المملكة أداء شعائر حج هذا العام من خلال شركات الحج والعمرة الأردنية، وذلك لتواتر معلومات أنها أرخص من حملات الحج في مدن شمال المملكة التي وصلت تكاليفها إلى ما يقارب 13 ألف ريال للحاج الواحد عن طريق البر، ما يتطلب من الحجاج قطع مسافات طويلة بالحافلات إلى مكة المكرمة تتراوح بين 1440 و1660 كيلومترا. وقال مواطنون سعوديون عادوا من العاصمة الأردنية عمَّان إن كثيراً من السعوديين يبحثون عن حجوزات لأداء شعائر حج هذا العام عن طريق تلك الشركات. وأضافوا أن شركات حج أردنية اعتذرت عن قبولهم في حملاتها، لأن المقاعد محددة من الحكومة الأردنية، وأن أداء الحج مقصور على الأردنيين، بحسب ما هو مقرر، بواقع ألف حاج لكل مليون مواطن أردني. وأشاروا إلى أن بعض شركات الحج قبلت حجاجاً سعوديين من مدن شمال المملكة، لكنها طلبت من الحجاج السعوديين تأمين تصاريح حج، على أن تؤمن الشركات الأردنية إدخالهم في حملاتها. وتصاريح الحج التي يحصل عليها حجاج الداخل لا تتم إلا من خلال شركات حج الداخل المصرح لها، والحصول على تصريح بالحج يعد أمرا ملزما لشركة الحج تجاه الحاج؛ الأمر الذي يصعب الحصول عليها، لوجود تبعات على الشركة المحلية. وبرر عدد من العائدين من الأردن رغبتهم بالحج هذا العام إلى انخفاض كلفة الحج من الأردن، قائلين إنها في حدود ألفي دينار أردني (10.500 ألف ريال) للمستوى الممتاز، إضافة إلى أن التنقل سيكون جوا، والإقامة في فنادق لا تقل عن أربع نجوم مقسمة على أيام في المدينة المنورة، إلى جانب مكة المكرمة. تجدر الإشارة إلى أن الشيخ عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، طالب بتدخل جمعية حماية المستهلك للتصدي للأسعار الكبيرة لحملات الحج التي تتكسب من جيوب (الضعوف) -بحسب تعبيره. وقال الشيخ المطلق إنه على علم بأن هناك منظمين لحملات حج يتقاسمون خلال أيام الحج العشر على مليون ريال وأكثر، مطالباً جمعية حماية المستهلك بأن تكون لها كلمتها في ذلك. وأضاف الشيخ المطلق: "من لا يملك المال للحج لا حج له، والإنسان لا يرضى بالسلف، وأن يأخذ تمويلا كبيرا (..) لأنه لا يستطيع، ولا حج عليه". (الجزيرة أونلاين) سبق لها أن تقصت أسعار الحملات عن كثب وتجولت بين الكثير من حملات الحج التي تنتظر تصنيف وضع الأماكن للحملات في المشاعر لتحديد السعر الذي يزيد كلما قرب المكان من المشاعر؛ إذ إن أسعار حملات الحج العادية -بحسب التقصي- وصلت إلى 12 ألف ريال عن الحاج الواحد، وهي الفئة الأقل التي ترضي العوائل السعودية؛ إذ إن العائلة التي ترغب الحج والمكونة من أربعة أشخاص تحتاج إلى نحو 50 ألف ريال في الحد الأدنى. وبحسب قول أحد مسؤولي شركات الحج لـ(الجزيرة أونلاين): "من لا يستطيع الحضور بـ13 ألف ريال، وهي الفئة الأقل، فلا يحضر إلينا". وكان وزير الحج بندر محمد حجار قد أكد قبل في اللقاء السنوي بين وزارة الحج وشركات ومؤسسات حجاج الداخل في مقر الوزارة: "لن يكون هناك أي خطأ، لا سمح الله؛ لأن خطط الحج لهذا الموسم مدروسة ومخطط لها، وتتم في إطار جدول منظم ومرتب يشمل جميع الوكلاء ومنسوبي وزارة الحج".