إن صدقت وجهرت بالحق منتصرا لمظلوم لاموك وزجروك وقالوا لما اقحمت نفسك بما ليس فيه ناقه او جمل واعرضوا عنك
إن انفقت بسخاء ومما تحب نفسك ابتغاء وجهه الله او مكرما ضيفا او قريبا كما ينبغى
قالوا عنك مسرف واليك عنا فما نحن للمسرفين بمسعفين ان قصدتهم تريد القرضة الحسنه او النجده
إن صدعت بما تراه صوابا ونصرت اخيك الظالم المعتدي على مسيكن خائر القوى بالنصح ونهيته عن الهوى اشاح بوجهه مغاضبا وعدك من المتشفين العاديين واتاك من يقول آلا جاملت او تجاهلت
إن بادرت بما يهم امر قومك او مجتمعك او محيطك الخاص كما ينبغي ان يكون الفرد مشاركا فاعلا مستشعرا المسؤوليه الاجتماعيه وانعكاس آثرها متانة ذاك المحيط ولحمة افرادها وتكافل اناسه
سخروا منك وتهكموا بانك تضيع وقتك وتنذر نفسك بلا مقابل وهاهم الاخرون بكسبهم ومعاشهم غادون آئبوون
فان سقطت وان كسرت لن تجد من وقتهم معينا او نصيرا
إن كنت للامانه حاملا وللنزاهة قاصدا وعن مالاتستحق منصرفا غير قابل او مرتضي قالوا عنك احمق ساذج يعد نفسه في زمن الاتقاياء والصالحين او احد قاطني المدينه الفاضله
وحملوا عليك بخيلهم ورجلهم من وسواس واطروحات قيم المجتمع البالي الذي يقوم على ان المكر والحيله والشطاره هي اداوت الناجحين الافذاذ وان لا مكانة ولاحظا كبيرا لمن لايجيد المناوره والالتفاف والقفز على النظام والقانون
نظرا لي شذرا مبتسما ابتسامة صفراء
وقال
ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب
وان وقفت واعطين ظهرك للسيل لتنقذ من عجزت قدماه الواهنه ان تحمله وتغادر به بعيدا عن تيارات جريانه الضاربه
سياتي عليك من خلفك وسيدفعك ويعلو عليك ويتخطاك برجله ويركب قارب النجده الذي لم يبقى به سوى مقعد واحد شاغر
ولن يكترث ان يرمقك بنظرة مواساه او تعاطف اوحتى تقدير لموقفك الشجاع الذي انكرت به الذات وقدمت الاخر على نفسك
ولن يكن لك من نصيب لديه في الوجدان لديه وموقع احساس في نفسه
سوى ان يمتن لك ان اتحت له الفرصه
وينظر اليك ممتنا لك ان اتحت له الفرصه
هل اصبحنا في خضم حياه قاسيه ماديه متزاحمه لامكان بها للروحانيه وقيم الدين والشيم والانسانيه
الجميع يزاحم الجميع والكل يريد ان يخطف اللقمه من الاخر والقوي ياكل الضعيف والخديعه ونصب الكمائن وتسويق الزيف وغش الناس هما من مظاهر المنعه والزهو والفخر وامطار صاحبها بالمديح والاطراء وانه من اولئك الدهاه الذين يعرفون من اين تؤكل الكتف
والإيثار والبذل والمشاركه اضحت من معالم الازمنه الغابره