عبدالعزيز الشهري – سبق – خاص: كشف المواطن حمدان مشرف الغامدي، الذي ظهر في مقطع فيديو نُشر على "يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وهو يشكو حاله بعد هدم منزله مؤخراً في "معشوقة" بالباحة، أنه لا يملك غير تلك الأرض التي يسكن فيها منذ عام 1401 هـ. مشيراً في لقاء مع "سبق" إلى أنه نظراً لسوء حالته المعيشية فقد أسكن عائلته المكوَّنة من عشرة أفراد في "شبوك وخيام"، ثم قام ببناء غرفتَيْن بما أستطاع جمعه من المال، على حد قوله.
وردًّا على ما قاله وكيل إمارة الباحة حول تلقيه مبلغاً من المال مقابل الظهور في مقطع الفيديو مُمزقاً ملابسه في نهاية ذلك المقطع قال الغامدي: "والله لم أتلقَّ ريالاً واحداً مقابل ذلك، ولم يُعرض عليّ ذلك، ولو عُرض لما قبلت المساومة، ولا يقبل ذلك حُر يعيش في هذا البلد، وكل ما تلقيت من مبالغ بسيطة هي من أقاربي وممن يعلمون حالتي؛ لإيواء أهلي في هذا الظرف الصاعق الذي وقع علينا". وأضاف: "ليس لي أي هدف أو أطماع سوى إيجاد مسكن لأبنائي الذين اكتووا بلهيب الشمس، وأمرضتهم الأتربة، وأتعبهم البرد، بعد أن فوجئوا بأنهم أصبحوا في العراء إثر دك الآليات الحكومية منزلهم المتواضع، ووَضْع الصبات البيضاء في الموقع من قِبل البلدية، وأصبحوا يبكون أطلاله".
وتابع: "تقدمتُ بطلبات عدة للحصول على منزل لمقام الإمارة، ولكن لم أُمنح أي شيء من ذلك، ولديّ أرقام وتواريخ طلباتي وجهات إحالاتها".
وأضاف الغامدي: "وكيل الإمارة رئيسي، وأنا أعمل لديه بالإمارة، وأستحيي منه أشد الحياء، وكذلك أخشى من فَقْد وظيفتي التي هي مصدر عيش أبنائي الوحيد".
وبيَّن الغامدي أنه يملك وثيقة من شيخ القبيلة ونائبه والعرفاء، تُثبت أنه يقطن الأرض منذ أكثر من ثلاثين سنة، وليس له منازِع عليها، وقد شهد ووقَّع على هذه الوثيقة ستون شاهداً، على حد قوله.
وناشد الغامدي عبر "سبق" منحه هذه الأرض مسكناً لأبنائه، الذين ذاقوا أصناف العذاب في موقعهم قِبل الإزالة، وتجرعوا الموت بعدها، على حد قوله.
من جانبه قال لـ"سبق" عريفة فخذ الصماعدة، عايض بن مبارك الغامدي: "حمدان شخص فقير، وليس له من متاع الدنيا شيء، وهو واضع يده على هذه الأرض منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولا يملك غيرها".
وأضاف العريفة: "دولتنا قوية، وتعطف على الضعيف، ولا أعلم سعودياً يسكن في (شبوك) للأغنام في ظل حكومتنا الرشيدة".
وكان وكيل إمارة منطقة الباحة، الدكتور حامد بن مالح الشمري، قد خصّ "سبق" بتصريح، أوضح فيه ملابسات إزالة التعديات في "معشوقة"، واعتبر أن ما ذُكر بشأنها في صحف ومنتديات ومواقع تواصل اجتماعي عدة يندرج ضمن "الإثارة"، التي فضلتها "قلة"؛ بهدف "التشويش على المتلقي، وقلب وتلوين الحقائق". مؤكداً أن معظم مَنْ تمت إزالة مساكنهم امتثلوا، وعددهم قرابة الخمسين. وكشف الشمري أن أحد الذين يدّعون أنهم لا يملكون شيئاً غير الموقع المُزال يملك محطة وقود وعقارات ومواقع استثمارية مؤجَّرة، وآخر أقنعه آخرون بالتصوير وتمزيق ثوبه!
وتابع: "ما يخص المواطن حمدان بن مشرف الغامدي، فيما ورد على لسانه في موقع اليوتيوب، وكذلك سعود بن جمعان الغامدي، أود الإيضاح بأنه تم استدعاء حمدان الغامدي للجهة الرسمية، وأقر باعترافه بأنه دُفع له مبلغ من المال من قِبل أشخاص، معلومة لدينا أسماؤهم؛ للإحداث في الموقع المذكور؛ حتى يتمكن من البناء بمساعدتهم مادياً ومعنوياً".
وتابع الشمري: "استغل (حمدان) إجازة رمضان المنصرم، وقام ببناء غرفتَيْن وحوش، ووضع بعض المقتنيات، حسبما طُلب منه، وقد ذكر في إقراره أنه بعد أن تمت الإزالة هذا الأسبوع طلب منه (الأشخاص المعلومة أسماؤهم لدينا) تصويره حتى يصل موضوعه لولي الأمر، وقد أقنعوه بالتصوير – حسب إقراره الموثق – لعرض حالته، وإيهام المتلقي بأنه يملك هذا الموقع منذ سنين، وأن عليه في نهاية التصوير تمزيق ملابسه".
وأضاف: "وقد فعل ما طُلب منه حرفياً، وهو موثق لدى الجهة المعنية بإقرار موقَّع منه شخصياً. والحال تنطبق على المواطن الآخر سعود بن جمعان الغامدي".