ضربت موجة الغلاء، أسعار حليب الأطفال من جديد، لترفعها مع مطلع الأسبوع الحالي من %8,3 إلى %11,2 للعبوة سعة 900 جرام، حيث كان سعر العبوة 55 ريالا، وأصبح 62 ريالا. وكشفت جولة لـ”الشرق” أمس على بعض منافذ البيع في جدة عن ارتفاع أسعار حليب الأطفال سعة 900 جرام من %8,3 إلى %11,2. وأوضح عاملون في هذه المنافذ أن الأسعار ارتفعت مطلع الأسبوع الحالي حيث تم تحديث الأسعار في الكاشيرات بالأسعار الجديدة، نظرا لرفع الأسعار من قبل الموزعين، مشيرين أنهم نفذوا الأمر بناء على الأوامر التي ترد إليهم من إداراتهم. وكانت منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (فاو) أعلنت أخيرا أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت في يوليو بعد تراجعها في الأشهر الثلاثة الماضية، وقد تشهد مزيدا من الارتفاع، مما قد يزيد من احتمال حدوث أزمة غذاء على غرار تلك التي وقعت عام 2007-2008. وقال عايض الوازعي (أحد المستهلكين) إنه تفاجأ بارتفاع الأسعار، حيث كان يشتري عبوة حليب الأطفال سعة 900 جرام قبل أسبوعين بـ55 ريالا وحاليا، ووصل سعرها إلى 62 ريالا في بعض المنافذ، مضيفا أن منافذ البيع تختلف في سعر البيع، فهناك من يبيع بـ60 ريالا في حين يبيع آخرون بـ62 ريالا. وطالب الوازعي بمزيد من الرقابة والحد من ارتفاع الأسعار غير المبررة، خاصة في حليب الأطفال للحد من ارتفاع أسعاره، كونه يتعلق بالطفل وتكوينه، موضحا أن الفترة الحالية يعيش المستهلك تحت وطأة الغلاء الذي يضرب أنواعا متعددة من المواد الغذائية. وبين الوازعي أنه يجب الالتفات إلى محدودي الدخل من قبل الجهات المسؤولة لأنهم الفئة التي ستعاني كثيرا من هذه الموجه. من جهته قال لـ”الشرق” نائب رئيس اللجنة الوطنية التجارية سعد السويلم إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية كان متوقعا، نظرا لتصريحات منظمة “الفاو”، حيث تعاني بعض البلدان المصدرة من نقص في الانتاج لظروف مناخية ساهمت في نقص المنتج في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يتوالى بعد ارتفاع اللحوم والدواجن حيث شمل حليب الأطفال.
وأوضح السويلم أن الأسعار لن تكون ثابتة وستذبذب خلال هذه الفترة، فمتى ما كان الانتاج متوفراً، فالأسعار ستنخفض والعكس صحيح، متوقعا عدم انخفاض الأسعار في الوقت الحالي. وأكد السويلم أن الدعم الحكومي ليس حلا جذريا لهذه الارتفاعات المرتبطة بأسباب عالمية من البلدان المصدرة، حيث يعد الدعم هدرا يستفيد منه التاجر في المقام الأول، وليس المستهلك، وهو المعني بهذا الدعم، والدليل على ذلك كثير من السلع المدعومة التي تنخفض مؤقتا، ثم ترتفع من جديد، لتصل إلى مستويات لايؤثر فيها الدعم شيئا، لتذهب فائدة الدعم سدى. وقالت “فاو” إن مؤشرها، الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار سلة من الحبوب والبذور النباتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، بلغ 213 نقطة في المتوسط في يوليو، مرتفعا 12 نقطة عن يونيو ليعود إلى مستويات أبريل من هذا العام. ولا يزال مستوى المؤشر في يوليو أقل من المستوى المرتفع القياسي الذي بلغه في فبراير 2011 عند 238 نقطة، لكنه يقترب من مستوياته خلال أزمة الغذاء عام 2007-2008.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٠٥) صفحة (١٧) بتاريخ (٠٤-١٠-٢٠١٢)