الإمارات ترفض رفع الأسعار.. والبحرين توقف الاستيراد.. وتحرك كويتي لوقف تصدير البيض
العربية.نت
تخطت أزمة ارتفاع أسعار الدجاج والبيض الحدود السعودية، لتعبرها إلى دول خليجية أخرى ضمت كلا من الإمارات والبحرين، حيث هدّد منتجو دواجن في الإمارات بإغلاق مزارعهم ووقف خطوط الإنتاج ما لم تتدخل وزارة الاقتصاد لوقف نزيف خسائرهم عبر الموافقة على زيادة أسعار منتجاتهم، نظراً لارتفاع أسعار الأعلاف، في الوقت الذي أعلن فيه تجار البحرين عن وقف استيراد الدجاج من السعودية بعد صعود أسعار أنواع مختلفة منه.
وفي السعودية طالب خبراء واقتصاديون بتدخل حكومي مباشر لوقف تجاوزات التجار وعدم ترك السوق لأهوائهم برفع الأسعار 40%، ومعاقبة المتجاوزين منهم ممن يرفعون الأسعار دون موافقة رسمية، في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة الوطن السعودية أن لجنة وزارية تتجه إلى رفع توصية لزيادة إعانة الدولة لأعلاف الدواجن بمعدل 30 إلى 40%، وذلك لمواجهة ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن، والذي تسبب في رفع أسعار منتجات الدواجن المحلية والمستوردة، خلال الأيام الماضية.
ونقلت صحيفة الراي من مصادر مسؤولة أن وزارة التجارة والصناعة الكويتية تدرس بشكل جدي وقف تصدير البيض، موضحة ان هذه الخطوة تأتي في اطار تحركات التجارة الى معالجة أزمة نقص البيض في السوق المحلي
وتعرض منتج البيض في الآونة الأخيرة الى نقص حاد محليا، بسبب ضغوطات يدفع بها بعض التجار للحصول على دعم حكومي مقابل ارتفاع اسعار الاعلاف.
ارتفاع أسعار الأعلاف
أما في بريطانيا، وبحسب صحيفة الـ "ديلي ميل"، فقد قرر 60% من أرباب الأسر مقاطعة الدجاج المشوي، بعد ارتفاع سعره 20%؛ رغم أنه الطعام المفضل لدى البريطانيين.
من جهته أوضح محمد المرسي، مدير عام الشركة العربية لأصول الدواجن وإنتاجها في الشارقة، أن هناك عدة شركات ومزارع للدواجن تعاني الخسائر، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، وارتفاع الأسعار العالمية للأعلاف بصورة أساسية.
وقال في تصريحات لصحيفة الاقتصادية السعودية، إن الأسعار العالمية لفول الصويا والذرة الصفراء ارتفعت بنسبة 50 في المائة خلال عامين، وهي تشكل 80 في المائة من أعلاف الدواجن.
ورفضت وزارة الاقتصاد الاماراتية مؤخراً، مطالب لشركات ومزارع رئيسة لإنتاج بيض المائدة، لزيادة أسعار منتجاتها في منافذ البيع، بدعوى تأثيرات ارتفاع تكاليف الإنتاج، وأسعار الأعلاف.
وطلبت الوزارة من شركات إنتاج البيض الالتزام بالأسعار، وعدم فرض أي زيادات سعرية على أصناف البيض من دون موافقات رسمية، مؤكدة أنها ستفرض غرامات مالية تصل إلى 100 ألف درهم بحق الشركات المخالفة.
وهنا، أشار موردو دجاج في البحرين إلى أن السوق لديهم يوجد بها إنتاج محلي لا يزال أسعاره في مستويات معقولة مقارنة بالمنتج السعودي.
وقال أصحاب شركات دواجن في الامارات، إنهم يضطرون لبيع منتجاتهم من الدواجن وملحقاتها إلى المتاجر الكبرى بهوامش منخفضة يستفيد منها أصحاب هذه المتاجر لتصل المنتجات إلى المستهلك النهائي بأسعار أعلى بكثير.
ويقدر إجمالي عدد الدواجن المنتجة في الإمارات بـ 38 مليون طائر سنويا.
من جهته ألقى عبد الهادي الشامي، مدير عام شركة الفجيرة لإنتاج الدواجن باللائمة على غياب إنتاج محلي لخامات ومنتجات الأعلاف في ارتفاع أسعار الدواجن ومنتجاتها كبيض المائدة، مطالبا الجهات المعنية بالتركيز على دعم صناعة الدواجن باعتبارها قضية (أمن غذائي) وتحرير الأسعار تبعا لتغير أسعار العلف في الأسواق العالمية.
تجار البحرين يوقفون الاستيراد
وقال الدكتور هاشم سعيد النعيمي مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الاماراتية إن الشركات بررت طلباتها بزيادة أسعار البيض، بارتفاع أسعار الذرة الصفراء، وفول الصويا، نتيجة موجة الجفاف التي أصابت عدداً من دول العالم المنتجة للحبوب، ما انعكس سلباً على أسعار أعلاف الدواجن، التي تشكل 90 في المائة من تكلفة إنتاج بيض المائدة.
وفي السياق ذاته أكد عدد من موردي الدجاج في السوق البحرينية أنهم توقفوا عن الاستيراد من السعودية بعد ارتفاع أسعار أنواع مختلفة من الإنتاج السعودي، إلى جانب ارتفاع طفيف في أسعار المنتج المستورد الذي يصل البحرين.
وأشار الموردون إلى أن السوق البحرينية يوجد فيها إنتاج محلي ولا تزال أسعارها في مستويات معقولة مقارنة بالمنتج السعودي.
وقال مصطفى السعيد أحد بائعي الدواجن المعروفين في البحرين: إن الإنتاج المحلي من الدجاج سعره ثابت بدينار واحد (عشرة ريالات سعودية) للكيلو جرام لأنه مدعوم من الحكومة، لكنه أشار إلى ارتفاع ملحوظ في سعر البيض وصل إلى دينارين بحريني (20 ريالا سعوديا) للطبق.
وأضاف: "الدجاج المستورد شهد ارتفاعا منذ عام تقريبا بسبب ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج العالمية عالميا، وهو ما ظهر بشكل ملحوظ في سعر الدجاج المستورد من السعودية، الذي ارتفع بنحو 10 في المائة تقريبا".
وتشير بعض الإحصاءات إلى أن حجم الإنتاج اليومي من الدجاج في البحرين يصل إلى نحو 30 ألف حبة، ويجد دعما كبيرا من الحكومة لضمان ثبات سعر موحد يكون في متناول المستهلكين.
من جهته قال صادق سلمان تاجر دجاج في البحرين: إنه لم يجرِ أي تغيير يذكر في أسعار الدجاج المحلي، خاصة أنه مدعوم من الدولة ويباع بسعر موحد، ولم يكن هناك تأثير ملموس في سوق البحرين على خلفية ارتفاع أسعار الدجاج في السعودية.
وكان مسؤول في شركة دلمون للدواجن وعدد من التجار والمتعاملين نفوا الأسبوع الماضي في تصريحات صحفية ارتفاع أسعار الدواجن الطازجة، مؤكدين بقاءها على تسعيرتها الحالية، لافتين إلى أنهم لم يستلموا أي خطابات في الوقت الراهن تفيد برفع أسعار الدواجن الطازجة المحلية أو المستوردة.
وقال خليل الدرازي مساعد المدير العام لشركة دلمون للدواجن في تصريح نقلته صحيفة البلاد البحرينية: إن الدجاج الطازج المباع أسعاره ثابتة نظرًا لكونه مدعوما من قبل الحكومة.
وأشار إلى أن سعر الطن للعلف الخام ارتفع بنسبة تتجاوز 50 إلى 60 في المائة من 340 دولارًا إلى 600 دولار، منوهًا بأن الشركة تقوم ببيع العلف بعد تصنيعه إلى مزارع تربية الدواجن بسعر 340 دولارًا دون أي زيادة نظرًا لكونه مدعوما.
وبين أحد مسؤولي المجمعات التجارية في البحرين أن هناك شحًّا في توريد الدجاج مقابل الإقبال الشديد عليه، مشيراً إلى أن سعر كيلو الدجاج المجمد يراوح بين 1.22 دينار و1.405 دينار في المحل.
وأضاف أن الدجاج المجمد المباع لا يشهد إقبالا عليه كما كان في العام المنصرم، نظرًا إلى المنافسة الشديدة، مشيرًا إلى أن هناك ركودا في الطلب على الدجاج المجمد، ما اضطرهم ليتوجهوا لرفع أسعارهم مع نهاية العام الجاري.
وتشير مصادر إلى شركات إنتاج دجاج تتجّه لرفع أسعار دجاجها المجمد بنسبة قد تصل إلى 9 في المائة عما كان عليه حيث يبلغ سعر الكيلو 1.22 دينار، ابتداء من الشهر المقبل.
ونوه إلى أن المتاجر تتعاون مع إدارة حماية المستهلك في وزارة الصناعة والتجارة وجمعية حماية المستهلك لمتابعة أي ارتفاع في أسعار السلع الغذائية والتبين إذا ما كان هذا الارتفاع منطقيا من عدمه.
وذكر أن الدجاج البحريني والسعودي يشهد إقبالا كبيرًا من الزبائن على شرائه، أما الدجاج المجمد المستورد من تايلاند والبرازيل فإن نسبة الإقبال عليه ضعيفة.