أكدت مصادر أن وفدا من لجنة أمن الملاعب في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد زار عددا من المنشآت الرياضية السعودية، ورصد عددا من الملاحظات والمخالفات حولها، مؤكداً في تقريره أن هذه الملاعب تحتاج إلى تدابير أمنية إضافية، تتوافق مع المعايير الدولية، وطالب بضرورة اتخاذها في أسرع وقت ممكن، وإلا فإن الاتحاد السعودي سيتعرض إلى عقوبات قد تصل إلى حد منع أنديته وفرقه من المشاركات القارية والعالمية.
ووفقا لصحيفة الشرق أوضح الدكتور عبدالإله ساعاتي، عميد كلية الأعمال في جامعة الملك عبدالعزيز، وأحد المهتمين بأمن الملاعب وظواهر الشغب في المدرجات، أن التقرير لامس واقعا مهما للأمن بشكل عام، وقال: إننا نعاني رياضيا، ومع الأسف ليس هناك أي تحرك لإصلاح الوضع، وقد اطلعت على التقرير، وقرأته، وأجريت عليه بحثا ودراسة، وما زلت أحتفظ بتلك الدراسات، وسأقدمها للمسؤولين متى ما دعت الحاجة إلى ذلك. ولفت ساعاتي، إلى أن الاتحاد الدولي لا يرغب في إقامة أي مباراة بوجود أكثر من مائتي شرطي بلباسهم العسكري، لأنه يرى أن هذه الصورة تعتبر من أسباب الإحباط والتوتر. وأضاف: الفيفا طالب اتحاداته الأهلية بالاستعانة بشركات من الأمن الصناعي لكي تتولى المهمة، لأن لديها أشخاصا مدربين ومتخصصين لمثل هذه المناسبات، ونحن هنا في السعودية لا توجد لدينا، ولله الحمد، أي أحداث شغب، إلا في حالات فردية ونادرة. وبيّن ساعاتي، أن الدخول والخروج إلى الملاعب يتم بشكل عشوائي، وقال: ما زالت البنية التحتية لملاعبنا غير مكتملة، بما يكفل إحكام جميع الجوانب الأمنية، حتى أن كاميرات المراقبة غير موجودة، والتصوير الأمني معدوم وغائب، بالإضافة إلى أن أنظمة الإنذار والتطبيقات الإلكترونية غير موجودة في أنظمة الدخول والخروج، والأدهى من ذلك أن مخارج الطوارئ غير موجودة أصلا والموجود منها مغلق ولا يمكن فتحه. وأكد ساعاتي، أن وحدة الأمن والسلامة في الفيفا وضعت معايير محددة في هذا الجانب، وطلبت تطبيقها، خصوصا بعد حادثة بور سعيد، حيث تحدثوا بلهجة شديدة مع الاتحادات القارية والإقليمية، وأكدوا ضرورة تطبيق جميع الاشتراطات الأمنية، وبيّنوا أنه في حال لم يتم التطبيق قبل الزيارة المقبلة فإن مصير الاتحادات الأهلية غير المطبقة للمعايير المطلوبة سيكون الإيقاف قاريا ودوليا، وعدم السماح لأنديتها ومنتخباتها بالمشاركة حتى إشعار آخر. وقال: إن هذا التقرير والتحذيرات الأخرى سُلِّمت إلى إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم. وشدد ساعاتي، على أن الوعي الأمني الرياضي لدينا ليس بالشكل المطلوب، لأنه مبني على أسس غير علمية، مبديا قلقه حول تمدد ألتراس الأندية في الملاعب والمواقع الإلكترونية، وقال: إذا لم تُنظّم هذه الفئات فربما تحدث كارثة ما حاليا أو مستقبلا، لذلك ينبغي أن يعمل المسؤولون عنها وفق لائحة معينة، وأن يكون قياديوها معروفين لدى الجهات الأمنية، لكي يتم الوصول إليهم في حالة حدوث أي شيء، لا سمح الله، مؤكدا أن وضع الألتراس الحالي عشوائي، وله مخاطر أمنية لو تم إهماله، وتابع: لا يوجد أحد منا يعلم كيف ستكون طريقة تفكير الأجيال المقبلة، وطريقة تعاملهم مع الظروف، مشددا على أن حديثه الحالي هو حديث تحذيري، لأن الأعداد المتجمعة بشكل كبير، كما قال، تشكل مصدر قلق، ولا بد من أخذ الأمور على محمل الجد.