حينما يتعمق أحدنا بالحياة التي نعيشها، سوف يشعر لوهلة أننا نعيش على ظهرِ كوكب آخر، غير الكوكب الذي يعيش على ظهره العالم من حولنا، وهذا الشعور أقرب للصواب، فكوكبنا الذي نسميه ( الخصوصية ) يعيش على ظهر كوكب الأرض، الذي يعيش على ظهره أكثر من أربعة مليارات من البشر، ولا أخفيكم أن كوكبنا هذا أحيط بشبك كبير، وهذا ما يفسر عدم تأثرنا بالبشر من حولنا.
دعونا نعود لكوكبنا ونلقي نظرة سريعة على بعض المؤثرات التي تؤثر في حياتنا، وتمتد لمستقبلنا، ففي كوكبنا نعتبر طبق البيض أقوى المعايير التي تدل على قوة ومتانة الاقتصاد، فإن زاد ثمنه فهو غلاء، وإن انخفض دل على الرفاهية، وإن ثبت سعره دل ذلك على استقرار اقتصاد كوكبنا ومتانته، ويبقى هو المعيار الذي نحكم بموجبه على الأسعار، بغض النظر عن ارتفاع باقي السلع، حتى ولو كان ارتفاعاً جنونياً، وعلى ضوء هذا المعيار الاقتصادي الذي لم يكتشفه جيراننا في كوكب الأرض نستطيع الحكم على الآخرين، ولذلك حينما يقول القائل: " احمدوا ربكم طبق البيض في قطر بسبعين ريال " فهو يشير إلى الغلاء الفاحش بدولة قطر، وإلى استحالة الحياة فيها.
أيضاً لدينا مؤشر آخر، يعتبر قائد لارتفاعات الأسعار، ألا وهو العلف، فهذا العلف له مكانته الاقتصادية التي لم يستطع سكان كوكب الأرض اكتشافها حتى الآن، فهو من قوة نفوذه وتسلطه استطاع أن يرفع أسعار الدجاج المجمد والمستورد من كوكب الأرض، كما استطاع رفع أسعار الأراضي، وهو المسئول عن ارتفاع أسعار المكالمات الهاتفية والكهرباء، وله علاقة مباشرة بارتفاع أسعار المواد الغذائية، وجميع مستلزمات الأطفال، حتى أن أسعار السيارات ارتفعت مؤخراً بسببه، فإن قيل لك أن الأسمنت قد ارتفع، فثق تماماً أن ذلك بسبب الأعلاف.
فالبيض والعلف مؤشران لقياس اقتصاد كوكبنا الرائع، وهما أحدث الأدوات الحديثة المكتشفة، وحقوق اكتشافهما مسجلة بحروف من ذهب لكوكبنا المشبك عليه، ويجب أن نفرح بتفوقنا على أهل كوكب الأرض بأدواتنا الحديثة جداً، التي لم ولن يستطيعوا مجابهتها في عالم المال والاقتصاد.
بقي أن أخبركم بأن هناك دراسة لإلغاء العملة الورقية واستبدالها بالعلف مع ربطه بسلة عملات..