من مشاهداتي في لبنان بحكم انني عشت فتره في ذلك البلد
فرض حافظ الاسد على لبنان ايام الاحتلال السوري للبنان معاهدة الاخوه والصداقه ، ومن ضمن شروطها انه يحق للعامل اللبناني او السوري ان يعمل في البلد الاخر بدون قيد او شرط
طبعا اللبناني ما راح يشتغل في سوريا لان ما فيها الا الفقر ، ولكن العمال السوريين استعمروا لبنان ، حوالي مليون عامل سوري انتقلوا للعمل في لبنان وربما اكثر
اصبح المبلط والكهربائي و السباك والحارس والبائعين في المحلات والبائعين المتجولين وسائقي سيارات الاجره و حتى الشحاذين والقوادين والعاهرات كلهم من الجنسيه السوريه
الشباب اللبنانيون يحبون العمل ولا يستنكفون عن اي عمل ولكنهم لم يستطيعوا القبول بالاجور التي يقبل بها العمال السوريون
اللبناني بطبيعته يعمل ليعيش ، يعمل لكي يستطيع شراء ملابس جميله لانه يحب الكشخه ، يعمل لكي يستطيع دعوة عائلته او اصدقائه لتناول وجبه في مطعم فخم ، يعمل لكي يستطيع تعليم ابنه في مدرسة خاصه تدرس بالانجليزيه او الفرنسيه لانهم يقدسون العلم ، يعمل لكي يستطيع شراء سياره خاصه لان لديهم ميلا غريزيا نحو الخصوصيه و الفرديه ، يعمل حتى يستطيع توفير ثمن تذكره للقيام برحله سياحيه الى تركيا و فرنسا او دبي
السوري يعيش ليعمل ، ولا يهمه اي امر من امور الرفاهيه والسعاده ، السوري لا يعلم اولاده في مدرسه خاصه و معظمهم لا يريد ارسال ابنائه حتى الى المدارس الحكوميه المجانيه ، السوري لا يفكر ابدا في شراء ملابس جديده حتى لو كان مليونيرا ، السوري يعتبر اخذ الزوجه والاولاد الى مطعم من الكبائر بسبب التكلفه الماليه العاليه لهذه الوجبه ، سعادته الوحيده هي رؤية اوراق النقد تتكدس في بيته ، هم حتى لا يحبون استعمال النظام البنكي المتخلف في سوريا ، كان السوريون يجتمعون مجموعه كبيره ويستاجرون اي منزل قديم في لبنان ، ينامون متكدسين على الارض ، يرسلون احدهم في نهاية الاسبوع الى سوريا لشراء ما يحتاجونه من بصل وطماط و دقيق وزيت ليستفيدوا من فارق الاسعار بين سوريا ولبنان ، كانو يجمعون كل قرش يحصلون عليه في لبنان و ياخذونه الى سوريا ، كانوا يتعمدون ان لا يشتروا شيئا من لبنان وكانهم متفقين على مقاطعة اللبنانيين ، حتى الخبز كانوا يحضرونه معهم من سوريا، كانوا مثل الاسفنجه ، يجمعون الدراهم من لبنان ليعصروها في سوريا بدون ان تسقط منها قطره واحده في لبنان .
لم يكتف السوريون بذلك ، بل انه نتيجة لوجود الجيش السوري في لبنان و الفساد المتغلغل في قيادات الجيش السوري ، كان بعض الضباط السوريين يهربون العمال المصريين والعراقيين الى لبنان في سيارات النقل العسكريه ، دخول الجنسيات العربيه الى سوريا كان يتم بدون تاشيره ، بعكس لبنان الذي يعفي الخليجيين فقط من التأشيره ، وللتحايل على هذا النظام في لبنان كان الضباط السوريين يهربون العمال المصريين والعراقيين والسودانيين الى لبنان ، كانوا يلبسونهم بذل عسكريه للجيش السوري و ياخذونهم الى لبنان عبر الطريق العسكري المخصص لتنقل القوات السوريه ، ثم ينزلونهم في مكان مهجور في لبنان و يستعيدون منهم البذل العسكريه السوريه و يقبضون منهم باقي المبلغ المتفق عليه لتهريبهم من سوريا الى لبنان ، والنتيجه ان اللبناني لم يعد يجد اي عمل في لبنان سوى الوظيفه الحكوميه وهذه ابوابها مغلقه حتى اشعار آخر بالاضافه ان اللبنانيين لا يرغبونها بسبب ضعف الرواتب
اما الجرائم فحدث ولا حرج ، لا يمر يوم دون ان تقرأ في الصحف اللبنانيه جرائم السوريين من سرقه و قتل و اغتصاب ، بل وصلت بهم الوقاحه الى التجمهر في مجموعات في اماكن تواجد النساء و مضايقتهن بالافعال والاقوال ، وفي احدى المرات قرأت شكوى في صحيفة لبنانيه من سكان لبنانيين ان عمالا سوريين في بناية مجاوره يتعمدون التعري في البلكونات و القيام باعمال فاضحه من اجل مضايقة عوائل الجيران واجبارهم على الرحيل ، للحلول محلهم ، و طبعا لا يستطيع احد في لبنان اغلاق نوافذ منزله في الصيف بسبب الحراره و انقطاع الكهرباء مدة ستة عشر ساعه يوميا على الاقل .
نتيجه هذا الوضع اضطر الشباب اللبناني للهجره والعمل في الخارج ، لانه لم يعد يستطيع العثور على عمل في بلده ، وكلما سالت عن شخص اعرفه ياتي الجواب انه في قطر او دبي او كردستان العراق وحتى اوروبا و امريكا و كندا وامريكا الجنوبيه وافريقيا .
لقد اضطر الشباب اللبناني للهجرة من لبنان وتركوا العمال السوريين يسرحون و يمرحون في لبنان و اصبح من لم يهاجر من الشعب اللبناني في فقر شديد لان الاموال كانت تستنزف الى خارج البلد عن طريق هؤلاء السوريين البخلاء
بعد اغتيال الحريري و انسحاب القوات السوريه من لبنان كنت اسمع اللبنانيين يقولون لا يكفي ان ينسحب الجيش السوري ، لازم يسحبوا الشعب .....
اتسائل هنا ، الا يشبه الوضع عندنا ما حصل في لبنان ، هل فرض اليمن علينا معاهدة اخوة وصداقه مثل معاهدة حافظ الاسد ولبنان ، هل يضطر الشباب السعودي الى الهجره بحثا عن عمل ونترك العمال اليمنيين يسرحون و يمرحون هنا ، ام نطالب اليمن بسحب شعبها مثلما طلب اللبنانيون من الاسد ....
كان اللبنانيون يرمزون الى سوريا بكلمة الشقيقه سوريا ، والشقيقه عندهم لها معنى آخر هو الصداع النصفي الذي لا علاج له ، فهل تحولت اليمن الى شقيقة السعوديين