وكشف مسؤول أمني أردني لـ «الحياة» عن طلبات رسمية تمكن اللاجئين السوريين من العودة إلى بلدهم بشكل دوري بحسب ما تقتضيه الظروف الأمنية على الحدود.
وأكد أبو حسين، القيادي في الجيش السوري الحر المكلف بالإشراف على إدخال وإخراج اللاجئين من وإلى وادي اليرموك في الأردن، أن عدد الذين غادروا الأردن احتجاجاً على أوضاعهم في مخيمات اللجوء الأردنية تجاوز 7 آلاف من أصل 250 ألفاً.
وأوضح في اتصال لـ «الحياة» عبر الهاتف من سورية، أن غالبية العائدين هم من النساء والأطفال، لكنه أشار إلى عودة أعداد كبيرة من الشبان، بهدف اللحاق بصفوف القوات المقاتلة ضد الجيش السوري النظامي.
وذكر أن «أعداداً كبيرة من العائدين تتعرض للقتل على مشارف درعا»، مشيراً إلى أن «المخافر التابعة للجيش النظامي على الحدود مع الأردن تعمد إلى تصفية اللاجئين عند دخولهم المناطق السورية». ولفت إلى أن «طريق العودة لم تعد آمنة، بعد استهداف مجموعات من اللاجئين واعتقال بعضهم قبل أيام».
ويشكو اللاجئون في مخيم الزعتري من الطقس الحار والغبار وعدم وجود الكهرباء، بينما يقول نشطاء في حملات الإغاثة إن «المخيم لا يرقى إلى مستوى المعايير الدولية».
لكن الأردن والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يقولان إن «محدودية الموارد وتدفق اللاجئين المستمر، يحدان من قدرتهما على التعامل مع الأزمة».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم مديرية الأمن العام الأردنية المقدم محمد الخطيب لـ «الحياة» الاستجابة لنحو 4 آلاف طلب عودة إلى سورية منذ اندلاع الأزمة. وتحدث عن إجراءات «معقدة»، لإعادة اللاجئين من حيث أتوا.
وقال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن أندرو هاربر لـ «الحياة» إن «مكتب المفوضية في عمان يستقبل يومياً العديد من اللاجئين القادمين من الزعتري، طلباً لتسجيل أسمائهم لدينا».
وأشار لاجئون سوريون قابلتهم «الحياة» داخل مخيم الزعتري الأسبوع الماضي، إلى تمكن أعداد كبيرة من مغادرة المخيم عبر الأسلاك الشائكة.
وقال اللاجئ في المخيم سالم الحمصي (60 سنة) لـ «الحياة» إن «هناك كبار سن وأطفالاً يعانون أمراضاً عدة ويموتون في شكل بطيء داخل المخيم، وهو السبب الذي يدفع الناس إلى الهرب». وذكر آخر يبلغ من العمر (33 سنة): «هربنا من القتل السريع إلى القتل البطيء، كل ما نريده هو الخروج من هذا المكان البائس».