تفقدت مراسل صحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية الصحافية روث شيرلوك معسكرا لتدريب الثوار السوريين في محافظة إدلب، ولاحظت كيف تحول الثوار هناك إلى قوة عسكرية منضبطة بمساعدة عشرات الملايين من الدولارات من الخليج وخاصة السعودية كما أفاد وبعض المستشارين العسكريين الأجانب.
وتقول المراسلة إنها زارت مخيما واحدا هذا الأسبوع وتابع بعض التدريبات الشاقة التي يتلقاها المجندون أو المنضمون لمجموعات الثوار المقاتلة.
ولفت انتباه المراسلة وجود شخصين من ذوي الملامح الأجنبية ولا يتحدثون اللغة العربية وغير راضين عن وجود مراسلة صحيفة "الديلي تلغراف".
وأشارت إلى أنهما يستخدمان أسماء مستعارة "رضوان ومحمد"، وقدما من الدول الاسكندنافية، ولكن طلبا عدم الكشف عن بلديهما الأصلي.
ورغم أنهما رفضا التحدث، حسب ما ينقله المراسل، إلا أنهما اكتفى بالقول إنهما هنا "للمساعدة"، وأبلغ بعض المقاتلين في الجيش السوري الحر مراسل الصحيفة بأن الرجلين كانا يعملان سابقا في القوات الخاصة كمستشارين عسكريين.
وما ميز هذا المعسكر التدريبي، حسب المراسلة، هو الانضباط والزي العسكري الموحد، بخلاف كتائب كثيرة تفتقد للتنظيم الدقيق وصرامة الانضباط.
لمدة ثلاثة أسابيع يتدرب الثوار على استعمال السلاح ويتلقون دروسا في الانضباط العسكري ويتعلمون الأساليب و"التكتيكات" العسكرية، مثل كيفية مهاجمة القناصين والتحرك أثناء إطلاق النار. ولا يمكن للمجندين أن يغادروا المعسكر دون إذن. كما إن عدم الالتزام بالقواعد يؤدي إلى "العقاب البدني الشاق" أو الطرد، وكثير من الرجال المدربين هم من المدنيين.
وكشف بعض قادة الجيش الحر للمراسلة أن هناك 18 معسكرات تدريبية موزعة على مختلف مناطق محافظة إدلب، وكذا ضواحي دمشق. ونفى الثوار أن تكون باقي المعسكرات التدريبية قد استقبلت مستشارين أجانب، ولكن أحد المصادر قال إنها مسألة كانت قيد النظر.
وتذكر المراسلة أن انتشار معسكرات التدريب يأتي كجزء من مساعي أكبر لتوحيد المجموعات المتباينة من المقاتلين الذين يميلون إلى العمل بشكل مستقل عن بعضهم البعض.
وتفيد بأن انتشار معسكرات التدريب تزامن مع وصول التمويل الأجنبي، ومعظمه من المملكة العربية السعودية، حيث تم تحويل عشرات الملايين من الدولارات إلى المناطق المحررة لتغطية تكاليف التدريب والأسلحة وبعض الدعم لكتائب الجيش الحر، حسب ما كشف عنه أحد المنسقين المحليين لعملية التمويل لمراسلة صحيفة التلغراف