كانت زوجة الشاعر محمد من أهل الحجاز وكان مولعاً بحبها لدرجة لا توصف ولكن نحن نعرف أن العرب في ذلك الوقت لا تبين حبها بل إنها تخفيه وريما تكون معاملة الزوج لزوجته في تلك الفترة بقسوة لا توصف ومن هذا المنطلق فقد كان الشاعر محمد بن لعبون شديد القسوة على زوجته, وفي يوم من الأيام مرضت زوجته وكانت من شدة مرضها لاتستطيع الوقوف على قدميها ولكنه يجبرها على القيام وهي تقوم وتقع على الأرض مرة أخرى , بعد ذلك أحس محمد إن زوجته على شفى حفرة وأنها أشبه بما تكون على فراش الموت فقال في نفسه : سأذهب بها إلى أهلها في الحجاز لتبقى معهم مابقي من حياتها ...... وهم في طريق السفر متجهين إلى الحجاز وفي منتصف الطريق توفيت زوجة ابن لعبون رحمة الله عليها قبل أن تصل إلى أهلها في الحجاز فقام ابن لعبون بدفن جثمان زوجته وعاد إلى عشيرته مرةَ أخرى ... عند عودة ابن لعبون لعشيرته كان يجلس بينهم ويحاول عكس ما بداخله من هم وحزن بحيث يجالسهم كما كان بالسابق , لكن هذا التمثيل الذي اخترعه ابن لعبون لم يكن مجدياً فقرر الذهاب لمنطقة بعيدة عن أهله وعشيرته .... عندما علم أهله بما كان منه من ابتعاد عنهم قال احدٌ من أقاربه : "إن محمد سيرثي زوجته" وماهي ألا أيام قليلة وجاء خبرٌ لأقاربه أن محمد رثى زوجته , فقالوا لناقل الخبر اعطنا القصيدة , فقام الناقل بسرد جميع أبيات القصيدة وكان مطلعها / سقى غيث الحيا مزن تهاما على قبر بتلعات الحجـازي وعندما أتم الناقل جميع أبيات القصيده وقف جميع أهله مذهولين وقالوا : أين هو نريد ملاقاته, فاجتمعوا وذهبوا إليه وقالوا له : يابن لعبون أجننت ما هذه الأبيات الغير موزونة, فما كان منه إلا أن قال لهم :"بلا هي موزونة لكنكم لم تعرفوا هي على أي البحور" وكان اعتراضهم في موضعه لأنهم حاولوا بجميع البحور النبطية السامري – الهجيني – المسحوب - ... الخ ولم تكن موافقة لأي بحر منها .... بعد ذلك قالوا له: اثبت لنا صحة وزنها فما كان منه إلا انه قام بالتغني بأبياته يهيجن حتى أتمها لأخر عجز من الأبيات على نفس الوزن ... بذلك قام ابن لعبون من شدة محبته لزوجته وتأثره الشديد لفقدها بتأليف بحر كامل من بحور الشعر وليس قصيدة واحده ... والبحر اللعبوني يعتبر الآن من أشهر البحور النبطية في عصرنا هذا وله عدة فروع ... يقول الشاعر إبن لعبون :.. : : سقى غيث الحيا مـزنن تهامـا .........................على قبـرن بتلعـات الحجـازي يعط بـه البختـري والخزامـا
........................وترتع فيه طفـلات الجـوازي وغَنَّـت رَاعْبيّـات الحمـامـا .......................على ذيك المشاريف النّـوازي صـلاة الله منـي والسـلامـا .........................على من فيه بالغفـران فـازي عفيف الجيب ماداس الملامـا .......................ولاوقف على طرق المخـازي عَذُولي به عنـودٍ مـا يرامـا .........................ثِقيلٍ مـن ثقيـلات المـرازي ابو زرقٍ علـى خـده علامـا ..........................تحلاهـا كمـا نقـش بغـازي وخدٍّ تـمّ بـه بـدر التمامـا ........................وجعدٍ فوق منبـوز العجـازي عليه قلـوب عشاقـه ترامـا .........................تكسر مثل تكسيـر القـزازي الا ياويل من جفنه علـى مـا ......................مضى له عن لذيذ النوم جازي ومن قلبـه الا هـب النعامـا ......................يجرونه علي مثـل الخـزازي تكـدر ماصفـى يامـا ويامـا ........................صفا لي من تدانيه المجـازي ليالي مشربي صفـو المدامـا ......................وثوب الغَيْ مَنْقُوش الطِّـرازي مضى بوصالها خمسة اعواما .......................وعشرٍ كنهن حـزات حـازي بفقدي له ووجـد ي والغرامـا .........................تعلمـت النياحـه والتعـازي وصرت بوحشةٍ من ريم رامـا ........................ومن فرقاه مثل الخـاز بـازي وكل البيض عقبه لـو تسامـا .........................فلا والله تسوي اليوم غـازي سلينـا لا حـلال ولا حرامـا ........................عليهن بالطلاق بـلا جـوازي حياة الشوق فيهـا والهيامـا ...........................وقـدٍّ منـه يهتـز اهتـزازي وخضت ابحور ليعاتٍ تطامـا ....................خلاف الانس ضاقت وين ابازي نِكِيف الهم فـي قلبـي ترامـا .......................وجيش البين بالغزوان غـازي اريده وانكسر كسـر السلامـا ........................بِسَيفٍ جَرّدَهْ ما هـوب هـازي الا يالله يـامـن بالـمـلامـا ..........................يسلّم يـوم تـرزاه الـروازي اسَلَّـمْ لـه ولا رَد السَّـلامـا .........................عَزيزٍ من عَزِيـزاتٍ عـزازي وصـلاة الله منـيِّ والسَّلامـا ..........................عَلَى قَبْـرٍ بْتَلْعَـات الحجـازي