وحشي بن حرب
قصة الإسلام
هو وحشي بن حرب الحنشى مولى بنى نوفل قيل كان مولى طعيمة بن عدى يكنى أبا
سلمة وقيل أبا حرب.
حال وحشي بن حرب في الجاهلية :
كان وحشي عبدًا حبشيًا من الموالي عند العرب، يقول وحشي عن نفسه: كنت غلامًا
لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد قُتل يوم بدر فلما سارت قريش إلى
أحد قال لي جبير: إنْ قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق.
فيقول: فخرجت مع الناس حين خرجوا إلى أحد فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة
وأتبصره حتى رأيته مثل الجمل الأورق في عرض الناس يهز الناس بسيفه هذا ما
يقوم له شيء فوالله إني لأريده واستترت منه بشجرة - أو: بحجر - ليدنو مني
وتقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال: إلي يا ابن مقطعة البظور.
وكانت أمه ختانة بمكة فوالله لكأن ما أخطأ رأسه فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها
دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه. وخليت بينه وبينها حتى
مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر ولم يكن لي بغيره حاجة. فلما
قدمت مكة عتقتى.[1]
قصة
إسلام وحشى بن حرب الحنشى :
يروى
وحشى قصة إسلامه فيقول: فلما افتتح رسول الله مكة هربت إلى الطائف فلما
خرج وفد الطائف ليسلموا ضاقت على الأرض بما رحبت وقلت بالشام أو اليمن أو
بعض البلاد فولله إني لفي ذلك من همي إذ قال رجل: والله إن يقتل -أي لا يقتل-
محمدًا أحدًا يدخل في دينه، فخرجت حتى قدمت المدينة على رسول الله فدخلت عليه
في خفة وحذر، ومضيت نحوه حتى صرت فوق رأسه، وقلت أشهد أن لا إله إلا الله،
فلما سمع الشهادتين رفع رأسه إلي، فلما عرفني ردَّ بصره عنى، وقال: "أوحشي
أنت" قلت: نعم يا رسول الله فقال: "اقعد وحدثني كيف قتلت حمزة؟" فقعدت فحدثته
خبره، فلما فرغت من حديثى أشاح بوجهه وقال: "ويحك يا وحشي، غيِّب عنى
وجهك، فلا أرينك بعد اليوم".
فما أجمل الإسلام وأعظمه، لا يغلق باب التوبة أمام الإنسان مهما فعل وصدر منه
طالما أن ما صدر منه كان قبل أن يدخل الإسلام قلبه.
وقد روي وحشي عن النبي أن أصحابه قالوا: يا رسول إنا نأكل ولا نشبع، قال:
"فلعلكم تفترقون" قالوا: نعم قال: "فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله عليه،
يبارك لكم فيه".
من كلمات
وحشى بن حرب الحنشى:
كان يقول: قتلت بحربتي هذه خيرَ الناس -يقصد حمزة- وشر الناس -يقصد مسيلمة
الكذاب-.[2]
وكان يقول أكرم الله حمزة بن عبد المطلب والطفيل بن النعمان بيدي ولم يهني
بأيديهما يعني لم يُقتل كافرًا.[3]
وفاة وحشي بن حرب الحنشي
شهد وحشي اليرموك ثم سكن حمص ومات بها، وكان وحشي قد عاش إلى خلافة
عثمان.[4]
[1] أسد الغابة [جزء 1 - صفحة 1104]
[2] الاستيعاب جزء 1 - صفحة 496
[3] الطبقات الكبرى جزء 3 - صفحة 573
[4] الإصابة ج 5 ط. دار الفكر.
منقول
محـــبكم
الـحصـن
,,,
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك
rwm Ysghl ,pan fk pvf <<