قال صندوق النقد الدولي نقلا عن بيانات وزارة المالية السعودية إن المملكة قدمت حتى الآن خمس ما تعهدت به من المساعدات المطلوبة بشدة، التي تعهدت بها للدول العربية منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي العام الماضي.
وتعهدت الرياض بتقديم قروض ومنح ومساعدات أخرى بقيمة إجمالية 17.9 مليار دولار في الفترة من بداية عام 2011 حتى الأول من حزيران يونيو من العام الحالي يتم صرفها على عدة سنوات لتصبح مانحا رئيسيا للمساعدات في وقت تسعى فيه دول عربية جاهدة لإصلاح الأضرار، التي تعرضت لها اقتصاداتها بسبب الانتفاضات، وفقا لـ''رويترز''.
وقال صندوق النقد الدولي في تقرير عن الاقتصاد السعودي صدر هذا الأسبوع بعد مشاورات معتادة مع الحكومة السعودية إن المملكة صرفت 3.7 مليار دولار من هذا المبلغ خلال هذه الفترة.
وأضاف الصندوق ''جاء الدعم الإقليمي على شكل تعهدات جديدة كبيرة بمساعدات مالية وبشكل غير مباشر، إذ يؤدي النمو المالي في السعودية إلى زيادة الطلب على الواردات، كما يزيد من تحويلات العمالة الوافدة في المملكة''. وقال محللون إن عدم التيقن السياسي و أبطأ تحويل المساعدات من السعودية ودول خليجية أخرى منذ بداية الانتفاضات، ويريد المانحون الحيلولة دون انهيارات اقتصادية في الدول العربية، لكنهم قلقون من تقديم مبالغ كبيرة بسرعة لحكومات جديدة قد يتضح أنها غير صديقة أو قد تبدد المال.
وأفادت بيانات الصندوق بأن مصر تلقت 1.5 مليار دولار من أربعة مليارات وعدتها بها السعودية في حين حصل الأردن 1.4 مليار من 2.7 مليار دولار.
وقد لا تشمل بيانات الصندوق مساعدات قدمتها بعد الأول من حزيران يونيو، فقد أظهرت البيانات أن السعودية قدمت 350 مليون دولار لليمن من 3.6 مليار تعهدت بها لكن مسؤولون يمنيون قالوا هذا الشهر إن السعودية قدمت لبلادهم وقودا ومنتجات نفط زادت قيمتها على 2ز2 مليار دولار هذا العام، إضافة إلى قرض بقيمة مليار دولار للبنك المركزي اليمني.
ويقول الصندوق إن المغرب وتونس ما زالا ينتظران الحصول على 1.25 مليار دولار و750 مليون دولار على التوالي وعدتهما بها السعودية.
وفي أوائل العام الماضي وعدت السعودية البحرين وعمان بمساعدات إجماليها خمسة مليارات دولار في إطار تعهدات بقيمة 20 مليار دولار من دول الخليج الغنية لمساعدة البلدين على تخفيف التوترات الاجتماعية. ولم تبدأ هذه الأموال في التدفق بعد. وقالت البحرين في حزيران يونيو إن المساعدات لم تصل، لكنها ما زالت تنتظر الدفعة الأولى في وقت قريب.
ويعادل مبلغ 17.9 مليار دولار، الذي تعهدت به السعودية نحو 10 في المائة من حجم ميزانية البلاد البالغ 690 مليار ريال 184 مليار دولار لعام 2012 وفقا لحسابات ''رويترز''. وتعهدت الرياض كذلك بمبلغ 15 مليار دولار لدعم موارد صندوق النقد.
وأظهر استطلاع أجرته ''رويترز'' في تموز يوليو أنه من المتوقع أن يبلغ فائض ميزانية السعودية نحو 13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.