باريس – – حسين العبادي:
قام كل من فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية – العالمية (المسجلة في لبنان) وحرمه سموه سمو الأميرة أميره الطويل التي تشغل منصب نائبة الرئيس والأمين العام، بافتتاح قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر في باريس يوم الثلاثاء 18 سبتمبر 2012م الموافق 2 ذو القعدة 1433هـ والذي موّله سموه بتبرع قدره 23 مليون دولار تقريباً في عام 2005م وذلك بحضور الأستاذ هينري لويريت، مدير متحف اللوفر ومعالي الأستاذة أوريلي فيليبيتي، وزيرة الثقافة والاتصالات الفرنسية.
وعند وصول سمو الأمير الوليد استقبله سعادة الدكتور محمد إسماعيل آل الشيخ سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا. وفي بداية الحفل الرسمي، ألقى فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند كلمة للحضور. ومن ثم قام فخامة الرئيس وسمو الأمير وحرمه بجولة في قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر.
وعلق سمو الأمير الوليد: “دعمنا لإنشاء قسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر يعكس اتجاه الدولة لبناء جسر التواصل بين الثقافات بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله”.
إن إنشاء القسم الجديدة للفنون الإسلامية في متحف اللوفر إنما يمثل معلما لتاريخ المتحف حيث الفن المعماري والثقافي والفني، والحضاري، والقسم الجديد يأخذ الزوار إلى رحلة استكشافية وحسية حقيقية من خلال المقتنيات الاسلامية النادرة الإسلامية. يمثل القسم مركز لتبادل الثقافات وثراء الحضارة الشرقية التي تظهر وجه الحضارة والانسانية.
مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية – العالمية هي الداعم الرئيسي لقاعة الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر في باريس، والذي يستقبل يومياً أضخم عدد من الزوار في العالم. حيث تضم القاعة أكثر من عشرة الآف قطعة ثمينة من الفنون الإسلامية والتي لم يسبق عرض البعض منها في أي متحف في العالم من قبل. وتمتدّ صالة الفنون الإسلامية على مساحة واسعة ضمن “كور فيسكونتي”، وهو فناء فسيح داخل متحف اللوفر والتي قام بتصميمها مجموعة من المهندسين المعماريّين العالميّين أمثال “رودي روكوتلي” و”ماريو بليني”.
كما تمثل قاعة الفنون الإسلامية في قلب اللوفر رمزاً لدور الإسلام في التأثير على الثقافات المختلفة مؤكدة على ضرورة بناء أرضية مشتركة تظهر التفاهم والتسامح بين الأديان. لذلك قامت مؤسسة الوليد بدعم بناء هذه القاعة في إطار سعيها المتواصل لتعزيز القيم المشتركة بين الثقافات على خلاف الفوارق.
ويأتي دعم مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية لدورها في جسور التواصل بين الثقافات وذلك من خلال مراكز الأمير الوليد بن طلال الستة والذي يتضمن كل من جامعة هارفارد، برنامج الدراسات الإسلامية وجامعة جورج تاون، مركز التفاهم الإسلامي-المسيحي وجامعة إدنبره، مركز الوليد بن طلال للدراسات الإسلامية في العالم المعاصر وجامعة كامبردج مركز الوليد بن طلال للدراسات الإسلامية والجامعة الأمريكية في بيروت، مركز للبحوث والدراسات الأمريكية والجامعة الأمريكية في القاهرة، مركز الدراسات والبحوث الأمريكية.
وقد حضر حفل الافتتاح عدد من كبار الشخصيات والأمراء والمسؤولين والدبلوماسيين منهم ، فخامة السيد إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان وحرمه السيدة الأولى والشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس ادارة شركة التطوير والإستثمار السياحي أبوظبي وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم شقيقة ملك المغرب الملك محمد السادس ومعالي السيد أحمد بن ناصر بن حمد المحرزي وزير السياحة لدى سلطنة عمان.
كما حضر الحفل كل من الأستاذة هبه فطاني المديرة التنفيذية الأولى لإدارة العلاقات والإعلام والدكتورة نهله ناصر العنبر المساعدة التنفيذية الخاصة لسمو رئيس مجلس الإدارة والاستاذ حسام السليمان المساعد التنفيذي لسمو رئيس مجلس الادارة والأستاذة حسناء التركي رئيسة إدارة السفريات والتنسيق الخارجي والأستاذ هاني اغا المدير الأول لإدارة السفريات والتنسيق الخارجي والأستاذة ايمان الحسين المديرة التنفيذية للمبادرات الثقافية والأستاذة نجلاء طربزوني مدير إدارة الإعلام في مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية.
هذا وقد أقيم مؤتمر صحفي بعد حفل الافتتاح لقسم الفنون الاسلامية حيث حضر إعلام محلي وإقليمي وعالمي لتغطية هذا الحدث التاريخي. قام سمو الأمير الوليد بعدة مقابلات إعلامية وذلك مع قناة بي بي سي BBC وسي ان ان CNN ورويترز Reuters.
في عام 2008م، قام فخامة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والأمير الوليد بوضع حجر الأساس لقسم الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر في باريس خلال حفل رسمي أقيم في باريس وذلك بحضور سمو الأميرة أميره الطويل الأستاذ هينري لويريت.
وفي مايو 2011م، واستجابة لدعوة فخامة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، شارك سمو الأمير الوليد، في منتدى الثمانية الإلكتروني e-G8، والتي أقيمت ليلة انعقاد قمة الثمانية في فرنسا.
وللأمير تواجد في فرنسا أيضا عن طريق شركة المملكة القابضة التي يرأس مجلس إدارتها سموه وذلك من خلال استثمارات عدة في قطاعات مختلفة تشمل حصة في فندق جورج الخامس George V في باريس ويورو ديزني Euro Disney في العاصمة الفرنسية. كما تدير شركة رافلز Raffles احد افخم فنادق باريس فندق لو رويال مونسيو Le Royal Monceau المملوك لدولة قطر والذي انتهى من عملية التجديد في 2010. حيث تمتلك شركة المملكة القابضة حصة الأغلبية في شركة فيرمونت – رافلز Fairmont-Raffles.
كما صُنِّفَ فندق فورسيزونز جورج الخامس George V كأفضل فندق مدينة في أوروبا لعشرة أعوام متتالية بحسب تصنيف مجلة “دليل جاليفانتير Gallivanter’s Guide”. وكان سمو الأمير الوليد قد اشترى هذا العقار الباريسي المميز في عام 1996م بمبلغ 178 مليون دولار ليعيد ترميمه بالكامل مما استدعى إغلاق الفندق لمدة سنتين منذ ديسمبر 1997 ليعاد افتتاحه بحلته الجديدة في ديسمبر 1999. وبلغت تكلفة ترميم الفندق 125 مليون دولار، لتصل بذلك التكلفة الإجمالية للمشروع إلى 303 مليون دولار مما يعكس مدى العناية التي أولاها سمو الأمير الوليد لإعادة الرونق لهذه التحفة الباريسية.
وفي مطلع عام 2006م، مُنِح الأمير الوليد وسام الشرف الفرنسي برتبة قائد “Legion of Honor” في حفل رسمي رفيع بقصر الإليزيه ةlysée Palace بالعاصمة الفرنسية باريس. وقد قلّد فخامة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك سمو الأمير بالوسام الذي يعد أعلى وسام يمنح من دولة فرنسا تقديراً لمساهماته في توثيق العلاقات السعودية-الفرنسية في الاقتصاد وإدارة الأعمال والثقافة. وفي عام 2007، مُنِح سموه وسام الراعي الرئيسي للفنون من معالي وزيرة الثقافة والاتصال الفرنسية.