(( يا بخت جيراننا الشيعة ـ اللهم لا حسد ـ )) مقال للدكتور حسن العجمي
======
يفرح المسلم لإخوانه وجيرانه إن حلت بهم المكرُمات وتحسنت أوضاعهم وطابت نفوسهم ، وهذا الإحساس هو الذي وجدته في نفسي تجاه الشيعة في المملكة العربية السعودية حين رأيت أمورهم مُيَسَّرة وأحوالهم طيبة نسبة إلى غيرهم من أبناء هذا البلد المعطاء ، فمثلا : حين اعتدى بعضُ مراهقي الشيعة وشبابهم على قبور الصحابة وآل البيت في بقيع الغرقد واشتبكوا مع المصلِّين في ساحة الحرم النبوي ، لم يلبثوا ملياً حتى تمكنوا من لقاء خادم الحرمين الشريفين واستصدروا أمراً بإطلاق سراح كل العابثين من أبنائهم (اللهم لا حسد) وتم استقبالهم في القطيف استقبال الفاتحين ، وفي وقتنا الراهن ورغم الظروف الحرِجة التي نمر بها يقوم رجلٌ من كبارهم (توفيق العامر) ويُطالب بتهميش الأسرة الحاكمة ويُلمِّح لتغيير نظام الحكم ثُم يُلقَى به في السجن كأقل إجراء يُنْزَل بمن يُفسد الأمن ويدعو إلى الفتنة ، فيخرُجُ مُريدوه إلى شوارعنا يُثيرون الفوضى ويُفسِدُون الأمن فيُلقَى القبض على عدد منهم ، وفي لمح البصر يتمكنون من لقاء خادم الحرمين الشريفين (مرة أخرى) ويستصدِرون عفواً عن شيخهم الضال ، ليس هذا فحسب بل حصلوا على عفوٍ عن مُثيري الشغب والفوضى وعددهم خمسة وعشرون رجُلاً ، مع هدية أخرى وهي الوعد بإعادة النظر في قضية عدد منهم سبق وأن اتهموا في قضايا إرهابية (اللهم لا حسد) ، والكل يعرف لو أن مُراهقاً مارس التفحيط أو صدم (بانوراما) في العليَّا ما يطلع بها السرعة ، وأقوى دليل على دعواي هذه أن مجموعة من شبابنا الغيورين مارسوا شعيرة دينية قامت عليها هذه الدولة وتقوم عليها كل المجتمعات المسلمة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ضُرِبوا وسُجِنوا ولا بواكي لهم!!! ، والشيخ سليمان الدويش يقول: أن مجموعة من مشايخنا صار لهم أكثر من سنة ونصف وهم يحاولون لقاء خادم الحرمين الشريفين ولم يتمكنوا من ذلك (إنَّه أمر يُثير العجب!!!) ..
وأنا لي رجاءٌ خاص وطلب بسيط عند جيراننا الشيعة ، هل من الممكن أن تعطونا كلمة السر؟؟؟ أو تدلونا على مصباح علاء الدين!!! الذي حققتم عن طريقه كل هذه المزايا والإنجازات ، لأننا نحن أهل السنة محتاجين نقابل الملك ضروري جداً جداً (وما نعرف كيف) ، ومن حقنا عليكم بحكم الجوار والزمالة والمواطنة أنكم تدلونا على الطريق عشان ما يصير بيننا وبينكم احتقان... ، وعشان ما يكثر الكلام بين الناس وتتأجج الطائفية... وعشان ما نحسدكم ، لأننا نحن أهل السنة عندنا مشاكل كثير و (مو) عارفين نوصِّل صوتنا لخادم الحرمين الشريفين ـ وأنتم ما شاء الله كل يوم بالديوان الملكي (اللهم لا حسد) ـ عندنا عدد لا بأس به من السجناء ، وعدد كبير من المُعطَّلين عن العمل ، ومشاكلنا كثيرة : علينا ديون ، وما عندنا بيوت ، ومستشفياتنا تعبانة ، ووزراء العمل والخدمة المدنية والمالية وغيرهم من وزراء التأزيم محرِقين كبودنا (كبود جمع كبد وهو عضو حيوي يتأثر سلبياً بالحالة النفسية السيئة للإنسان) وقد تقطَّعت جيوبنا أمام (الحصَّالات الحكومية) ساهر والغرامات في كل الوزارات ، أمّا ارتفاع الأسعار فحدث ولا حرج لقد أثقل كاهلنا وجعلنا كالأيتام في مأدُبة اللئام ، وهذا كله كوم والحملة التغريبية الشعواء كوم ثاني ، يعني بالعربي : يا شيعة آل البيت نحن في أمسِ الحاجة إليكم ، لازم تعطونا رقم الرجال اللي يدخلكم على الملك كل ما بغيتم ، لأننا على ثقةٍ أنَّنا لو تمكنّا من لقاء خادم الحرمين الشريفين وعلَّمناه بمشاكلنا وأعطيناه علومنا ، بعيداً عن مؤثِّرات الحاشية ، والله إن تنزل دمعته وإن يرق قلبه وإن يعطينا كل اللي نبي ، وسينْزَعُ ذلك فتيل الفتن التي تتربص بهذا البلد .
ختاماً : سأفترض أن جيراننا الشيعة لن يُساعدونا ولن يُعطونا رمز المفتاح السحري من باب (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) ، لذلك سأستغل هذا المقال لمناشدة سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأمد في عمره أن يتكرَّم بلقاء وفد من مشايخنا وشبابنا (نحن الجيل الجديد) في جلسة مُغلقة لا يحضرها أحد من البرامِكَة .