لم تكن الضربة القوية التي وجهتها أحزاب المعارضة التركية لحزب العدالة والتنمية الحاكم والذي يترأسه الرئيس التركي في الانتخابات البلدية الأخيرة، موجهة فقط للحزب ورئيسه، بل تناثرت شظاياها لتصيب إخوان مصر الفارين لتركيا في مقتل.
3 سيناريوهات تنتظر هؤلاء الإخوان بعد فوز مرشحي المعارضة في إسطنبول وأنقرة تحديدا، وفق ما يقول محللون وخبراء مصريون لـ"العربية.نت" وهي انتقالهم من الإقامة في تلك المدن التي لن تكون حاضنة وملاذا آمنا لهم إلى مدن أخرى مازالت تقبع تحت حكم العدالة والتنمية، والثاني هو أن تطلب المعارضة التركية من خلال تواجدها في البرلمان وفي البلديات تعديل السياسات التي مارسها أردوغان باحتضان هؤلاء وتطالب بتفعيل قوانين مكافحة الإرهاب وتسليمهم لبلادهم، أما السيناريو الثالث والأخير فهو انتقالهم لدول أخرى غير تركيا.
وفق ما يذكره محمد عبد القادر الباحث في الشأن التركي لـ"العربية.نت" فإن السيناريوهات الثلاثة ستكون مطروحة وبقوة على الطاولة، فالإخوان المقيمون في إسطنبول سيواجهون صعوبات جمة خلال تواجدهم في المدينة التي كانت تحتضنهم، وأصبحت الآن تخضع لسلطة إدارية جديدة بقيادة مرشح المعارضة وهذه السلطة الجديدة بالطبع لا تقبل بالإخوان ولا بوجودهم ولا بسياسات أردوغان الرامية لاحتضانهم وتوفير كل التسهيلات والملاذات الآمنة والمنصات الإعلامية لهم.
منح تعليمية وفرص استثمارية
ويقول إن الإخوان حصلوا على فرص استثمارية ضخمة، وتسهيلات وحوافز وامتيازات، ومنح تعليمية وجامعية في المدينة التي تعتبر من أكبر المدن تصويتا في انتخابات تركيا، حيث يقيم فيها ما لا يقل عن 20% من السكان، وبالتالي فخسارة حزب أردوغان لهذه المدينة ضربة كبيرة، وهو ما ستسعى المعارضة إلى استغلاله وبذل قصارى جهدها للفوز بثقة سكانها باعتبارهم أكبر كتلة تصويتية، وسيتطلب ذلك، توفير فرص عمل، وخدمات، وتسهيلات وحوافز لسكان المدينة، ونزعها من الإخوان وعناصرهم المقيمين فيها .
ويضيف أن أحزاب المعارضة قد تلعب بهذه الورقة لكسب ثقة الناخبين الأتراك، الذين لا يقبلون بوجود الإخوان وعناصر الجماعات الإرهابية بينهم، ويرفضون ما يعرف بالتعريب الذي حل بالمدينة من خلال فصائل المعارضة بالبلدان العربية التي يحتضنها أردوغان، وبالتالي قد تزداد الضغوط على الرئيس التركي وحزبه لتسليم الإخوان والمعارضين لبلادهم الأصلية، ومن بينها مصر أو القبول بإخراجهم من تركيا إلى بلدان أخرى، مشيرا إلى أن الحل الذي قد يكون مؤقتا لحين إشعار آخر هو نقلهم إلى مدن تركية أخرى مازالت خاضعة لحكم العدالة والتنمية.
ويشير عبد القادر إلى أن فوز المعارضة قد يحقق خسائر أخرى لأردوغان وحزبه ومعهم الإخوان، فالمعارضة التركية الرافضة لسياساته الخارجية قد تطالب بفتح قنوات اتصال مع الدول العربية التي يعاديها أردوغان وعلى رأسها مصر ودول الخليج عدا قطر، وقد تطلب تغير النهج المعادي لها، وهو ما سيزيد من الضغوط على الرئيس التركي قد تدفع به في نهاية المطاف لتغيير سياساته المناوئة للدول العربية، والتخلص من الإخوان، وإلا سيفاجأ بتزايد شعبية أحزاب المعارضة وتكرار فوزها في أي انتخابات قادمة وخروجه وحزبه من دائرة الحكم.
درس الخسارة
من جانبه يؤكد محمد حامد الباحث في الشأن التركي إن الأحزاب التركية لقنت الحزب الحاكم درسا قاسيا في انتخابات المحليات، مستغلة تزايد الغضب الشعبي تجاه سياسات أردوغان وحالة الفشل الاقتصادي التي تعاني منه تركيا بسبب تلك السياسات، وهو ما أدى لانخفاض قيمة الليرة، وتزايد معدل التضخم والبطالة، مؤكدا أن هذا الإخفاق دفع الشعب التركي للخروج والتصويت بكثافة لطلب التغيير.
ويضيف أن نتائج هذه الانتخابات ستدفع الرئيس التركي وبكل تأكيد لمراجعة خططه وسياساته تجاه ملفات عديدة، داخليا وخارجيا، خشية أن يواجه بمفاجآت صادمة في انتخابات 2023، أو أن يجد نفسه أمام شعبي مثلما حدث في جيزي بارك عام 2013
🤔
بالنسبة لي أتوقع أن يرتكب حماقه تضاعف من تفاقم الأزمة عليه خصوصاً من الاخوانمينية و عبيدها