* هذه الاتفاقية ومخاطرها على مجتمعنا يجهلها الاستاذ ياسر الزعاترة كما يجهلون حقيقة الممانعة المجتمعية في بلادن
* رأيتم كيف يصر المحامي اللاحم على الاستناد إليها صراحة بينما تستند مها فتيحي إليها ضمنا فتقول إن المملكة وقعت على اتفاقيات دولية
أخي أبا أسامة، عبدالعزيز قاسم وفقه الله :
أعجبني كثيرا ما نقله الأخ الكريم رفيع القيسي حول اتفاقية السيداو وسر إعجابي به يكمن في كونه يخدم الهدف ذاته الذي ابتغيته من مقالتي المنشورة في مجموعتكم وعدد من المواقع : إقلعوا جذور البلاء من بلادنا , وهو ذاته سر إعجابي بما كتبته الأخت أسماء الفهد حول اتفاقية السيداو , وسوف يكون أيضا سر إعجابي بكل مقالة تكتب في فضح اتفاقية السيداو وبيان عدم دستوريتها ومخالفتها لتعاليم الإسلام ابتداء بعنوانها وحتى آخر فقرة فيها .
والعجيب أنني سمعت عددا من طلبة العلم الشرعيين يتعجبون من مطالبتي بانسحاب السعودية من اتفاقية السيداو ويرددون المقولة بأن المملكة قد تحفظت على المواد المخالفة للشريعة , والحقيقة أن استغراب هؤلاء الإخوة منشؤه عدم مطالعتهم تفاصيل هذه الاتفاقية والدراسات التي كتبت عنها , أما التحفظات فقد بينت في مقالي السابق ذكره ضعف جدواها في عالم يعتمد على الضغط على الموقعين دون اعتبار للتحفظات , هذا بالإضافة إلى أن المملكة ليست الدولة الإسلامية الوحيدة التي تحفظت على النقاط الخمس ذاتها بل معظم الدول الإسلامية التي وقعت على هذه الاتفاقية تحفظت على النقاط نفسها فلم يكن دور السعودية في هذا التحفظ إلا دور الذي يسير على طريق من سبقه بل لعل التحفظ هو الشرك الذي أوقع المملكة في فخ التوقيع على هذه الاتفاقية .
هذا التنادي المحموم لقيادة المرأة للسيارة وللعمل المختلط بين الجنسين ولتحديد سن الزواج ولتوسيع مشاركة المرأة في المناصب القيادية وفي الانتخابات البلدية ليس إلا إحدى وسائل إجبار المجتمع على الرضوخ لجميع نقاط هذه الاتفاقية واتخاذ تلك المطالبات جسرا لها .
وقد رأيتم كيف يصر المحامي اللاحم على الاستناد إليها صراحة بينما تستند مها فتيحي إليها ضمنا فتقول إن المملكة وقعت على اتفاقيات دولية ...
وها هي قناة سوا تزعم أن آلاف التوقيعات وردت إلى هيلاري كلنتون تطالبها بتدخل أمريكا لحماية المرأة السعودية وإعطائها حقوقها .
الولايات المتحدة التي لم تتدخل لحماية المرأة السورية من القتل في سوريا واكتفت بدعوة بشار إلى الإصلاح ولم تتدخل لحمياة المرأة الأمريكية من الاغتصاب ولم تتدخل لحماية المرأة الهندية من الساتي ولم تتدخل لحماية المرأة الإفريقية والأمازونية من الاستعباد ولم تتدخل لحماية حق المرأة الصينية في الإنجاب ولم تتدخل لحماية حق المرأة اليابانية في تربية أطفالها ولم تتدخل لحماية حق المرأة الفرنسية في لبس الحجاب , كل ذلك لم تتدخل فيه الولايات المتحدة , ومع ذلك تتدخل لكي تقود المرأة السيارة .
ما هذا الحق المفقود الذي هو أعظم عند أمريكا من حق الحياة وحق الولد وحق التربية وحق الانعتاق من الرق , إنه حق الجلوس خلف المقود .
كلنتون الديمقراطية تنبذ عنها الديمقراطية ولا تنظر إلى أصوات آلاف النساء اللاتي يمانعن من من تلقاء أنفسهن في فرض القيادة على المجتمع , ومع ذلك نستمع إلى بلهاء من أبنائنا وبناتنا يرفعون عريضة إلى ولية أمرهم هيلاري كي تعطيهم رخص قيادة سيارة .
إنه الاستعمار عبر السيداو , الاستعمار بمعناه الجديد وهو فرض القيم الأمريكية على العالم بالقوة .
أنا أدعوا جميع الإخوة الغيورين إلى الانتقال من الحديث عن قيادة المرأة للسيارة إلى الحديث عن هذه الاتفاقية وذلك بدراستها وتحليلها ونشر الفتاوى التي صدرت بحقها ونشر التقارير الدولية المكتوبة عنها .
فلنبدأ حملة موفقة ضد هذه الاتفاقية التي أعتقد أنه لو كانت لدى بلادنا محكمة دستورية عليا لحكمت مباشرة بإلزام الدولة بالانسحاب منها وذلك لمعارضتها معارضة صريحة للنظام الأساسي للحكم .
والعتب كل العتب على لجنة الخبراء في مجلس الوزراء والتي كانت مكلفة في عام 1410هـ كيف فاتتها بنود هذه الاتفاقية وفخاخها الواضحة , وكيف لم يكلفوا أنفسهم نصيحة الدولة بأن تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية التي لم توقع بشكل نهائي على هذه الاتفاقية حتى هذا اليوم .
هذه الاتفاقية ومخاطرها على مجتمعنا يجهلها الاستاذ ياسر الزعاترة كما يجهلون حقيقة الممانعة المجتمعية في بلادنا .
ليست المرة الأولى التي يجرح فيها الأستاذ الزعاترة مشايخ المملكة كما أنها ليست المرة الأولى التي يثبت مشايخ المملكة أنهم الأعمق بصيرة والأعرف بمآلات الأمور .
لو كان في الأردن مشايخ مثل مشايخ المملكة وحكومة كحكومة المملكة التي ينتقدهما الأستاذ الزعاترة صباح مساء لما كان حال المرأة في الأردن كحالها اليوم , تسير في شوارع عمان فلا يزعج فطرتك السليمة أكثر من الصواريخ الموجهة إلى قلوب الشباب والتي تنطلق من صدور البنات في مشاهد من التبرج وقلة الحشمة يأسف القلب أن يجدها في بلد مثل الأردن وفي مدينة مثل عمان , يا أستاذ ياسر لسنا في حاجة إليك وإلى نصائحك كما أننا لسنا على استعداد أبدا أن نشاهد الرياض يوما ما مثل عمان , وهو المطلب الذي تريده اتفاقية السيداو وينام عنه الزعاترة ومن لف لفه .